[COLOR=red]عايد الزبن " عين حائل "[/COLOR]
تزال عائلة «أبو فديغم» غير مصدقة للتهم التي وجهتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الشملي (180 كيلو متراً غرب مدينة حائل) لراعي أغنام يعمل لديها منذ 23 عاماً بممارسته السحر عليها.
«الحياة» زارت العائلة في قرية ضلع بشرا (30 كيلو غرب الشملي) ظهر أول من أمس، فوجدتها تستعد للرحيل إلى داخل مدينة الشملي، إذ كان متطوعون يساعدون الزوج والزوجة الهرمين في إزالة أغراضهما المكونة من صفائح حديدية وبيت من الشعر و3 خيام ومجموعة من الأغنام والإبل.
وطالبت ام فديغم (99 عاماً) التي كانت الدموع تنهمر من عينيها الجهات الأمنية بإعادة الراعي إبراهيم (48 عاماً) إليهم، مرددة: «حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمه، فالراعي لم يتسبب لي ولزوجي بأي ضرر والأمراض والآلام التي أصابتني والشلل الذي أصاب زوجي هي من عند الله»، مؤكدة أنها وزوجها (108 أعوام) واثقان من براءة راعي الأغنام، ومن أن البلاغ الذي تقدم به أحد أقربائهم «كيدي لأسباب مجهولة».
وأكدت أن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسببوا في زيادة متاعبهما وإنزال الضرر بهما خصوصاً أنهما طاعنان بالسن وبحاجة لمن يقوم على حاجتهما.
وتابعت: «كان يسكن معنا وكنت اغسل ملابسه وأطهو له الأكل بمساعدة ابنتي لأنني اعتبره أحد أبنائي وله مكانة خاصة في قلبي فلم أشاهد منه طوال 23 عاماً أي ضرر أو تقصير بل كان أميناً وصادقاً ويسهر الليل على حمايتنا وحماية أغنامنا من الاعتداء والسرقة، وكنت أطالب زوجي كثيراً بزيادة راتبه الشهري الذي يقدر بـ700 ريال لأنه يستحق أكثر منها بكثير»، مشيرة إلى أنه لم يسافر خلال الفترة التي قضاها لدى العائلة سوى 3 مرات.
أما فديغم (61 عاماً) فاستبعد قيام الراعي بأي أعمال سحرية لعائلته «لأنه كان ذاكراً لله ومحافظاً على الصلاة، ولم نلحظ عليه أي شيء يدعو للشك أو الريبة ولم يكن يتردد عليه احد على الإطلاق طوال الـ23 عاماً التي قضاها لدى الأسرة»، متسائلاً: «لا يجيد الراعي القراءة والكتابة فكيف يقوم بكتابة طلاسم سحرية».
واستغرب دهم رجال الهيئة مسكن العائلة وسحب الراعي دون اخذ الإذن من والده أو حتى إخباره عن سبب القبض عليه. وقال: «كان من المفترض ان تسألنا الهيئة عنه وعما إذا لاحظنا أي تصرفات غريبة عليه، لكننا تفاجأنا برجال الهيئة ينقضون على الراعي ويقومون بسحبه من أمامنا ويفتشون أغراضه وكأننا لا علاقة لنا بما يحدث». وتابع: «ان كانوا صادقين بصحة البلاغ لماذا لم يقرأوا على أسرتي لفك السحر المزعوم عنها؟»، لافتاً إلى أن والديه تضررا كثيراً جراء غياب الراعي «كان بمثابة ابن لهما في ظل عملي في مدينة الرياض وأخي في مدينة جدة».
وطالب الجهات المعنية بتأمين راع بديل يقوم على رعاية أغنام وإبل والديه ورعاية شؤونهما، وفي حال لم يثبت على الراعي تهمة السحر الاعتذار له ولهم ورد اعتباره، مهدداً برفع خطاب إلى هيئة حقوق الإنسان والتقدم بشكوى إلى ديوان المظالم في حائل.
«الهيئة»: إجراءاتنا نظامية
… وبحوزته طلاسم
شدد الناطق الإعلامي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة حائل عدي الهمزاني على أن موظفي «هيئة الشملي» اتبعوا الإجراءات النظامية في القبض على راعي الأغنام.
وقال لـ«الحياة»: «لم نقبض على المتهم إلا بعد البحث والتحري والتثبت من صحة البلاغ»، لافتاً إلى أن موظفي «الهيئة» وجدوا بحوزته طلاسم وأوراق سحرية. وذكر أنه حوّل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معه تمهيداً لمحاكمته.
من جهته، علّق المتخصص في «الرقية الشرعية» الشيخ خالد الشمري على مطالبة الأسرة الضحية بإعادة الراعي إليهم ورفض اتهامه بسحرهم، بقوله: يوجد احتمالان الأول ان تكون الأسرة واثقة تماماً بأمانة وإخلاص الراعي عبر ملاحظته سنوات عدة ولهذا ترفض قيامه بعمل سحر لهم، والاحتمال الآخر والأرجح هو ان يكون مفعول سحر «العطف» لا يزال مؤثراً في أفراد الأسرة كافة، وهو ما يدفعهم لنفي تهمة السحر والشعوذة عنه والتمسك به وعدم المقدرة على التخلي عنه او مفارقته من باب التعلق به تعلقاً شديداً».
وطالب الجهات المعنية بسرعة فك السحر وإبطاله عن إفراد الأسرة في حال اعترف الراعي بعمل السحر.
مقر سكن عائلة أم فديغم بعد انتقالهم للعيش في موقع آخر… وفي الإطار الأبن الأكبر.. كما جاء بالحياة