[COLOR=red]" صحيفة عين حائل " [/COLOR]
حصلت الصحيفة على معلومات جديدة في ملف قضية الفتاة المغربية إلهام (23 عاما) التي تعرضت لعملية عنف ومحاولة إجبارها على ممارسة الدعارة مع فتيات مغربيات في جدة.
وأبلغت مصادر مطلعة أن هيئة التحقيق والادعاء العام رفضت إطلاق سراح كفيل الفتاة المغربية الموقوف على ذمة اتهامه ببيع تأشيرتها لأحد الأشخاص الذين حاولوا ابتزازها ماديا وأخلاقيا، فضلا عن اتهامه بتحرير بلاغ هروب ضدها بعد أن علم بحادثة سقوطها في ليلة حمراء حاولت فيها اثنتان من بنات جنسها إجبارها على ممارسة أعمال الرذيلة، وأكدت هيئة التحقيق والادعاء العام أنها توصلت إلى معلومات مهمة وكشفت عن وكيل الكفيل الذي تسلم الفتاة منذ وصولها للمملكة وسلمها لمقيمة مصرية متهمة بإدارة شبكة للدعارة وفق المعلومات الأولية.
كما علمت الصحيفة أن دائرة النفس تواصل عملها وتحرياتها، وحررت ثلاثة أوامر قبض بالخفارة على كل من وكيل الكفيل (سعودي هارب) بعد أن توصلت إلى معلومات مهمة عنه، إضافة إلى بلاغين عن فتاتين مغربيتن الأولى تدعى دينا وتبين لاحقا أنه اسم وهمي واسمها الحقيقي (رباب) وهي مقيمة نظامية في العقد الثالث من عمرها، وأخرى مغربية تدعى (كوثر) ولا تتوفر معلومات كثيرة عنها، وأكدت الضحية إلهام أن الفتاتين (دينا وكوثر) كانتا في سهرة مخلة وأوضاع غير لائقة عندما طلبتا منها مشاركتهما في تناول الكحول لكنها ظلت ترفض حتى اعتدي عليها بالضرب والتهديد بالسكين وطلب منها خلع ملابسها قبل أن تفتح نافذة الصالة بطلب الاستغاثة لكنها سقطت أو أسقطت على حد روايتها، وأكدت الضحية إلهام في حوار معها أنها خضعت أخيرا لتحقيق من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام وأكدت للمحقق أنها مستعدة للتعرف إلى دينا وكوثر من بين ألف فتاة.
وقالت إلهام إنها أمضت أقل من شهر وهربت من شبكة دعارة أولى تقودها مقيمة مصرية تدعى (أم حمادة) لتستقر لدى مقيمة مغربية لجأت اليها بقصد مساعدتها لتجد نفسها مرة أخرى مع شبكة دعارة أخرى تطلب منها المشاركة في أعمال مخلة، وردت الضحية إلهام على شكوك سابقة بأنها قد تكون على علاقة بالشبكة أو مارست أي نوع من الأعمال المخلة، وأكدت أنها لا ولم ولن تمارس أي أعمال تغضب الله، لا سيما أنها قدمت للحصول على لقمة عيش شريفة، وذهبت إلى القول «ليست كل فتاة مغربية سيئة، وكدت أفقد حياتي عندما سقطت من الدور الثالث وقاومت ورفضت كل المغريات والعروض التي قدمنها لي؛ مثل الزواج المسيار والتعرف إلى رجال أثرياء لمصاحبتهم والحصول على رواتب شهرية منهم وإحياء سهرات في شاليهات».
وعن سبب لجوئها إلى شقة المغربية (دينا) عوضا عن توجهها إلى قنصلية بلدها أو الشرطة عقب هروبها من شبكة (أم حمادة) للأعمال المخلة، قالت إنها اتصلت هاتفيا على إحدى صديقاتها في المغرب ونصحتها الاستعانة بـ(دينا) وستجد منها كل العون والمساعدة، وقالت «عندما ذهبت إلى (دينا) كان أول طلب لي عندها مساعدتي على التوجه إلى القنصلية أو الشرطة، لكنها طلبت مني التريث وأنها ستساعدني على استعادة جواز سفري من كفيلي، وبدأت تطلب مني الانتظار يومين وثلاثة وبقيت أنتظر عندها مدة أسبوعين، وهي تزعم أن زوجها السعودي (تزوجته مسيارا ــ وموقوف حاليا) سيجلب لها جواز سفرها، ولم أعرف أن (دينا) ومعها (كوثر) تسيران في طريق خاطئ إلا في الأيام الثلاثة الأخيرة التي سبقت حادثة سقوطي»، وزادت أنها لا تعرف شيئا في جدة ولا تعرف أي عناوين أو نظام الكفيل، وأنها تجهل هذه الأمور كونها أول مرة تغادر بلادها وأول مرة تواجه مثل هذه المشكلة.
وأضافت إلهام أن التحقيقات الأولية برأت ساحتها من أي شكوك، وأشارت «بعد مرور خمسة أشهر منذ دخولي إلى المستشفى ورغم انتهاء فترة العلاج المهمة وإجراء عمليات عدة، ما زلت أشعر بتعب نفسي كبير خاصة أنني أعاني بعض التشوهات في قدمي ببروز في العظم، ولا شيء يفرحني وينهي معاناتي سوى مساعدتي في السفر إلى والدتي وصيام رمضان معها»، وقالت إنها تخشى من الروتين في مسألة العثور على جواز سفرها الذي تسلمه وكيل الكفيل الى حين القبض عليه، وأنها أبلغت القنصلية المغربية رغبتها في استخراج جواز بدل فاقد، لكنها لا تعرف آلية إلغاء الهروب المسجل عليها ولا تعرف كيفية استخراج وثيقة الإقامة أو نقل كفالتها، فوالدتي تبكيني ليل نهار وتنتظر عودتي بفارغ الصبر، وأنا هنا أكملت خمسة أشهر وانتهى علاجي ولم تنته مأساتي ولا يؤنس وحشتي إلا قراءتي للقرآن الكريم الذي ختمته ثلاث مرات على فراش المرض، وقالت «أنا أدين بالشكر الجزيل لجميع من تعامل معي في المستشفى لا سيما قسم الخدمة الاجتماعية الذي أصبح أهلي وأسرتي وأجد معاملة ممتازة من الأخصائيات اللاتي يساعدنني على توفير ثمن مهاتفة أسرتي في المغرب»، وأنهت إلهام اللقاء ببكاء مرير.
من جهة أخرى، أجرى قنصل في قنصلية المغرب اتصالا بالفتاة إلهام ووعدها بالتواصل مع جهات التحقيق والبحث في آلية وطريقة استخراج جواز بدل فاقد، في حين أبدى محاميان سعوديان استعدادهما للترافع عن إلهام لكنهما اصطدما بعدم قدرة إلهام تحرير أية وكالة شرعية على اعتبار أنها لا تملك إلى الآن أي إثبات هوية.
يذكر أن كل من هيئة التحقيق والادعاء العام واللجنة الدائمة لمكافحة الاتجار بالأشخاص فتحتا تحقيقا في قضية فتاة مغربية تدعى إلهام وصلت إلى المملكة بمهنة عاملة في مشغل، لكنها لم تتسلم أي عمل وعرض عليها من رجال ونساء ممارسة الدعارة والسهرات الحمراء، ما دفعها للهروب والقفز من الدور الثالث هروبا من شقة مشبوهة.