[COLOR=red]كتب : تهاني العايش الشمري " صحيفة عين حائل " خاص[/COLOR]
عزيزتي عضوة مجلس الشُورى أنا الموقعة أعلاه فقط مجرد "امرأة"…! ما حملتني هذهِ الصفة مِن هبات ومزايا وعيوب ,أنثى لا أعرف الطريق القصير نحو المراد أتقنت فلسفة الإصرار كي أصنع للحلم عتبات مقدسة لا تطؤها خطوات الخطيئة.
أنا أنثى تعرف أن لا أحد قادراً على أن يتم حكايتها ما لم تسردها هي, و تقل ما لم يُقال ,لذلك فقط قلدوها وِزر قولهم نيابة عن صَمتها وخجلها مِن تعريتهم . لكنها وبرُغم كـــل ما سابق لا تشبهُ أي مِن ظــنونهمِ البائسة …
أُنثى ترفض أن يعلقوا عليها عجزهم عن اقتلاع جذورها المغروسة عميقاً في عمق الصحراء …
– أنثى مسلمه تحمل الله في قلبها و تتشبعُ روحها باليقين .ولا تنتظر صوت الآخر ليُخبرها وهو ينعق عالياً .آيتهُ الـ أنتِ الله هُـناك .
أُنثى تقف بينهم وهم يدعون أنها همُهم الذي أضناهم .
عن يمينها صرخ واحد كمموها وعن يسارها رد صداهُ حرروها … وهي عاجزة عن الكلام و ألف ألف حِـنجرة تصيحُ داخلها ردوا إلي منبري (لي صوت )…!
ولتذهب مُكبراتكم للجحيم .
-أُنثى حرة لأن الحُرية هي الحقيقة الوحيدة التي أُريد وسأترك أكاذيبهم لهم .الحُرية وحقي حقي فيها تُثبته وثيقة مولدي وحدي دون أحد و إنسانيتي التي لا يستعبدها أحد غير الله . الحُرية والتي ظنها البعض سوطاً بأيديهم أو منارة ,فتارة يجلدون وتارة يُطفئون ويتركون الأماني تائهة في عرض الحياة وطولها.أنا أُنثى أكون ما أُريد أن أكون ,حتى لو كان الجُنون خياري لا حق لهم أن يُقحموا العقل عنوة في رأسي .أنا أنثى عربية تٌفيق كل صباح بكامل طاقتها العاطفية في أوطان لا تعرف مِن أي زوايا القلب تُحب …
أوطان سلبتها حُقوقها التي وهبها الله لتمن عليها بالفٌتات لاحقاً .
أنثى أغلق المجتمع عليها منافذ الفكر ,والحُلم وحين تكدس القهرُ داخلها إنفجر دفعةً واحدةً فهالهُم صراخها المكبوت وتوجسوا حول ماهية الصوت ومصدره الحقيقي ..!
أُنثى تموتُ كل يوم على طريق العلم لأن حُفر "وزارة التربية والتعليم " في طريقها غير كافية لإعاقتها فكان لابُد من أُخرى تقتلها .
أنثى تُقبل عتبات المحاكم وأحذية القُضاة , و طين ذِممه الرطبة كي تنال حقها في الحياة ,أو حضانة أبنائها .
أنثى تغفو وأحلامها داخل سجادتها تطويها تِباعاً بعد أن علقت روحها بالله أملة أن يُعتقها مِن سجن زوج سكير أو أخ متسلط أو أب لم يخف العزيز الجبار فيها .
أُنثى تخاف وتهاب وتخشى ثلاثاً قبل أن تقول "لا " لأن لا مُفردات تُتقنُها في اللغة كما تحترف مُفردات الذعر والتي نقشتها عميقاً داخلها .
أُنثى مُختلفة لا تريد أن تقود سيارة لذا لا أحد يهتم , أُنثى لا تُريد أن تُسافر دون مِحرم لذا لا أحد يدعم .
هي فقط أُنثى عادية جداً تعمل على رصيف صلد في ليلة شتاء باردة ,تصف أمامها بضاعتها على أمل ,
وتارة تدس الأمل في حقيبتها قبل أن تحترق معها في مدرسة أهلية يرفضُ ملاكها حتى هذهِ الساعة وبرغم كل القرارات الملكية أن يزيدوا عتبة ريالاً واحدة ترفعها مِن قعر العوز والحاجة .
أنا أنثى يا سعادة عضوة مجلس الشُورى لي حق في حياة كريمة داخل منزلي قبل أن تكون خارجه .
فهل هذا ما سأصوت لكِ لأجله وتهبينني إياه !؟
* *** *
[COLOR=red]الكاتبة / تهاني ثنيان عايش الشمري، [/COLOR]
مثلت المملكة العربية السعودية في جائزة «دبي الثقافية للإبداع»، فرع جائزة (الحوار مع الغرب)، الباحثة السعودية الوحيدة:وقد حصلت على المركز الثالث عن بحثها «لسنا فاكهتهم المفضلة، فهل تغريهم شجرتنا؟».