( صحيفة عين حائل الاخبارية )
عاش المتسابقون المشاركون في سباقات رالي حائل نيسان الدولي 2015م، الكثير من المواقف واللحظات التي سترسخ بها ذكرياتهم، لاسيما حديثي العهد منهم بسباقات الرالي الصحراوي ( كروس كانتري )، حيث تنوعت تلك المواقف بين التحدي والترقب والمفاجأة والصدمة والفشل والنجاح،وقدموا خلال مرحلتين من السباق، أمثلة مشرفة تعكس معاني التنافس الشريف والروح الرياضية فيما بينهم، مؤكدين أن الرياضة رسالة سامية يجب الاستفادة منها لتعزيز الكثير من القيم الحميدة لدى بعضهم والجماهير التي حرصت على متابعتهم على مسارات السباق.
وكانت المرحلة الأولى التي احتضنتها محافظة (بقعاء)، واحدة من المراحل ذات المسار الذي يصنف ضمن المسارات الصعبة، ومثلها المرحلة الثانية التي انطلقت من مركز (دليهان)، وشهدت طولاً في مسافة السباق، وتنوعاً في تضاريسها، مما اضطر متسابقين فيهما للانسحاب جراء مشاكل تقنية، وآخرون لانقلاب مركباتهم، فيما خسر أحدهم مركبته التي احترقت، وعلقت إطارات مركبات جزءًا منهم داخل الكثبان الرملية، مما تسبب في توقفهم وخسارتهم الكثير من الوقت، الذي استغرقوه من أجل العودة للمسار مجدداً، ومتابعة السباق مع بقية المتسابقين، الذين اكتفى بعضهم بإنجاز المرحلة دون الحصول على مراكز متقدمة، نالها منافسون لهم، تفوقوا عليهم بالخبرة أو المهارة أو بهما معاً.
وصاحب هذه الظروف والأحداث والمواقف مشاعر متباينة، ارتسمت على ملامح وانطباعات السائقين وملاحيهم وجماهيرهم الذين رافقوهم، لدى عودتهم إلى منتزه المغواة الذي يحتضن مقرات الصيانة الرئيسية للفرق المتسابقة، ولجان التحكيم التي ينتظر أن تعلن نتائج المراحل، وتفاصيل المرحلة الأخيرة، ويلتقطوا بعد ذلك أنفاسهم، محتفلين مع أصحاب المراكز المتقدمة، أو مواسين للخاسرين، وللاطمئنان على المتسابقين الذين تعرضت مركباتهم لأضرار مختلفة، لن يكشفها سوى فرق الصيانة الخاصة بهم، وتحديد ما إذا كان بالإمكان معالجة المشكلات قبيل انطلاق المرحلة الأخيرة، واتخاذ اللازم حيال ذلك، والكشف على المركبات التي نجحت في اجتياز المرحلتين دون أضرار، والتأكد من استمرار صمودها للمرحلة الأخيرة، ومواصلة الأفضلية والنجاح.
وأكد رئيس فريق حرس الحدود المشارك في رالي حائل نيسان الدولي 2015م, بمتسابقين من منسوبي القطاع، العقيد بدر بن حمد الدوسري, صعوبة المرحلتين السابقتين، مبيناً أن هذه الصعوبة كشفت عن مثل وقيم كثيرة لدى المتسابقين، مستشهداً بتضحية أحدهم بالمنافسة من أجل مساعدة آخر تعرض للانقلاب، وقيام عدد من الجماهير بمساندة متسابق آخر لتغيير إطاره المعطوب بجديد، بهدف العودة سريعاً للمنافسة، وعدم خسارة المزيد من الوقت.
وعن متسابقهم نياف العتيبي أبدى الدوسري رضاه بأداء السائق العتيبي, الذي حصل في المرحلة الأولى على المركز الرابع, وتقديمه في المرحلة الثانية عملاً جيداً رغم أنها مرحلة صنفت محكاً حقيقياً، بوصفها الأطول بين المراحل الثلاث، بمسافتها البالغة 310 كليومترات .
وأبان أن تنوع التضاريس في المرحلة زاد من صعوبتها، ولكننا لازلنا متمسكين بالأمل للوصول لخط النهاية ضمن الخمسة متسابقين الأوائل، لإيماننا بقدرة ممثلنا في السباق نياف، الذي يملك بجانب مهارته إصراراً وتحدياً، ستقوده لما نطمح إليه جميعاً.
ونوه العقيد الدوسري بالرالي المهرجان، الذي يصنف ضمن أضخم المهرجانات الوطنية، بما حققه من مكتسبات لمنطقة حائل التي تحتضنه، تمثلت في نهضة متسارعة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي والسياحي، مشيداً بتنظيم سباقات الرالي، واصفاً إياها بالاحترافية.
وبين أن المتسابق الآخر الذي يمثل حرس الحدود يحيى حلوي كان أقل حظاً وتوفيقاً من زميله نياف العتيبي، رغم جودة أدائه ومهارته، بسبب بعض الظروف والأعطال التي لحقت بالمركبة التي ينافس بها، مما أدى لوصله متأخر, مؤكداً أن العمل لا زال قائماً لإصلاح هذه الأعطال، التي لن تعيقه بعون الله من المشاركة في المنافسة في المرحلة النهائية