[COLOR=red]فاطمة الحسن " صحيفة عين حائل " [/COLOR]
تكبر كل طفلة ويكبر معها الحلم بأن يأتي فارس الأحلام ويختطفها على حصانه الأبيض، ولكن الحلم يصبح كابوسا فالفستان الأبيض يداهمه القدم بعدما طال الانتظار، بينما الصورة المفزعة تطارد كل فتاة وهي ترى من حولها يرزقن بفرسانهن بينما يتأخر فارسها فتقف دائما على باب الأمل منتظرة دورها خوفا من أن يأتي الوقت الذي تبقى فيه وحيدة .
ولدى كل فتاة طريقتها في البحث عن فارس أحلامها، لكن البحث المضني دفع ببعض الفتيات في السعودية للجوء إلى الطريقة المعروفة والمشهورة منذ قديم الأزل "الخطابة" التي ترفع شعارا أمامهن "أوفق راسين في الحلال"، لكن توفيق الرأسين عند بعضهن قد يستغرق وقتا ويستنفذ المال، وربما لا يحدث حتى بعد طول انتظار. حيث هناك عددا من قصص الفتيات في رحلتهن للبحث عن فارس الأحلام عن طريق "الخطابات".
[COLOR=blue]لا نقبل السمراء[/COLOR]"
هند" 27 عاما كانت أولى المتحدثات عن ما عانته مع الخطابات، حيث قالت: أنا فتاة خجولة وعائلتي أناس متواضعين نادرا ما نخرج أو نحضر المناسبات الاجتماعية ولم يتقدم لخطبتي أحد بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، فاقترحت علي إحدى صديقاتي بأن أتواصل مع الخطابات فلربما وجدت عن طريقها فارس أحلامي.
وتضيف: اتصلت بأكثر من ثلاث خطابات كلما اتصلت بواحدة منهن طلبت مني أن أخبرها مواصفاتي وما أن تسمع أني سمراء البشرة ولا أعمل حتى أتلقى ردا قاسيا "كل من يتصلون علينا يبحثون عن البيض والموظفات"، وتساءلت أليس لي الحق في الحصول على زوج وأولاد لأني سمراء اللون أو غير موظفة.
[COLOR=blue]المال أولا[/COLOR]
أما لـ "عبير" قصة أخرى بعد أن تعرضت لعملية احتيال على يد إحدى الخطابات، تقول: اتصلت بأكثر من خطابة ولكن كلهن كن يطلبن الحصول على المال قبل أن يجدن العريس المناسب ودوما ما أرفض حتى وصلني رقم إحدى الخطابات التي قيل إنها تعمل لوجه الله تعالى ودون مقابل.. فسارعت بالاتصال بها وسألتني عن مواصفاتي الشكلية والعملية وعندما علمت أني أعمل قالت "إن هناك شابا بذات المواصفات التي أطلبها".
وتابعت "قالت لي انتظري قليلا سأتصل بالشاب وأخبره عنك، وبعد قليل عاودت الاتصال وقالت إن الشاب لم تعجبه مواصفاتي، وطلبت مني ألف ريال لتحضر لي "عريسا" بمواصفات أفضل من الأول وللأسف صدقتها بسبب كلامها المعسول وطريقتها الواثقة في الحديث، فحولت لها المبلغ".
وتشير عبير إلى أن الخطابة بعد أن اطمأنت إلى وصول المال إليها لم تعد تجيب على هاتفها النقال، وعندما اتصلت عليها من رقم آخر وعرفت من أنا تلعثمت وأغلقت الهاتف في وجهي.
[COLOR=blue]إما معدد وإما مسيار[/COLOR]
بينما ترى أم عبد الرحمن وهي أم لثلاث فتيات في سن الزواج أن الكثير من الخطابات لا يراعين الله فيما يقمن به، وكل ما يهمهن هو المبلغ الذي ستحصل عليه من الطرفين، قائلة: لجأت للخطابة بحثا عن زوج لابنتي الكبرى، وبحثت عن خطابة أثق بها وفعلا اتصلت بها ولم تطلب مني مال ولكنها أخبرتني أنها ستأخذ عمولتها بعد أن "توفق راسين في الحلال" وهو ما جعلني مطمئنة، وفعلا بعد فترة أخبرتني أن هناك عريسا مناسبا بحسب المواصفات التي طلبناها وفعلا اتصلت أم الشاب وحددنا موعدا وعندها دفعت المبلغ المطلوب للخطابة ولكن عندما جاءت أم الشاب عرفت أنني أيضا تعرضت لعملية احتيال فبالرغم من أني طلبت منها أن يكون العريس جامعيا ومن عائلة معروفة، أخبرت أم العريس أني أبحث لابنتي عن زوج مقتدر ماديا فقط، وهو ما أوقعني في حرج مع أم الشاب.
وأضافت وفي أحيان أخرى كانت بعض الخطابات تضعنا أمام خيارات غريبة فإما أن أزوج ابنتي لشخص متزوج ولديه أطفال، أو أن أزوجها "مسيارا"، وقد حاولت إحداهن بعدما اتصلت عليها أن تقنعني بزواج المسيار وأخبرتني أن في حال موافقتنا فإن لديها عريس جاهز مقتدر ماديا وعندما رفضت لم تكل وتمل وظلت تتصل على هاتفي أكثر من شهر حتى أغلقت الجوال فترة من الزمن.
[COLOR=blue]صورة ولقاء[/COLOR]
أما مروة محمد فتعترف أنها لجأت للخطابات سرا بعد أن تجاوزت الثلاثين من عمرها وأصبح السؤال الشاغل للكثير من أقاربها "ألم تتزوجي بعد؟!!"، وتقول "اتصلت سرا بعدد من الخطابات وكنت أشعر بالخوف منهن ولكن الحقيقة أن خوفي تأكد بعد أن طلبت إحداهن مني إرسال صورة لي حتى تريها لعدد من السيدات".
وتضيف رفضت بشكل قاطع أن أرسل صورتي ولكنها لم تيأس وعاودت الاتصال بي طالبة مني أن أقابلها في أحد الأسواق لكي تراني وتتمكن من وصفي لأم فارس الأحلام، وعندما رفضت غضبت وقالت "أنتي لا تريدين الستر.. لازم أشوفك"، مستغربة من إصرار الخطابة على رؤيتها رغم أن الكثير من الخطابات لا يطلبن ذلك وهو ما يضع عشرات التساؤلات على طبيعة عملها.