عبد المجيد الذياب (صحيفة عين حائل الاخبارية )
قامت صحيفة ( عين حائل) بزيارة خاصه ووسط طقوس وأجواء لها خصوصيتها لعروس يتهادى الحسن معها ، ناعسة الطرف عريقة النسب ، جميلة التاريخ وماضيها فتنة الفرسان ومنبع البطولات والحسن اقتبس من ملامحها حسنه ، لها من بياض اسمها ماهو لون لها ، بيضاء ارضها كصفحة ايامها وبياض قلوب أهلها وإشراقة تاريخها العريق ، وزهور البنفسج والكادي تظفر منه جدائل مجدها وعزها ، كم فارس كان لارضها نصيب ولادته ، وكم شاعر انجبته قوافيها وفيافيها ، وكم كريم اكتسب طيبه على ارضها وكم مقاتل احتضنت قبره تربتها ، رائحة الدم واوراق الشيح والورد تعبق به سماءها .. انها الساحره . قرية (؛؛؛؛ بيضاء نثيل ؛؛؛) ارض العواجيه وارض تاريخ لاينسى وماضي حافل لا يقهر ، ارض عقاب وحجاب وحروب دارت رحاها بين اروقتها ارض جود وعطاء وكرم .. ارض البياض الذي اكتسى ارضها وقلوب أهلها .
بيضاء نثيل هي قرية تتسم بالروعه والجاذبيه وسحر لم يخلق الا لها تبعد عن حائل 130 كلم غرباً. تمتاز بزينة تربتها وجوها في الشتاء وهي جنوب جبال (المسمى )الشهيرة والقرية تاريخيه وسكنها قبيلة ولد سليمان من عنزه وتوالى ظهور الابطال فيها وانجبت ارضها الكثير منهم.
عقاب وحجاب فارسان جاءا مع الشمس يحملان سيفهما ويمتطيان صهوة فرسهما .. قدما والعزة معهما لوالدهما بعدما امتهنه شامخ العواجي وحط من قدره فأرسل لابنيه النازحين الى سوريا مع امهم هذه الابيات:::–
اسلم وسلم لي على عقاب وحجاب …. سلم على مضنون عيني الى الفيت
بالحال خص عقاب فكّاك الانشاب ………ينجيك كان انك عن الحق عديت
قله ترى شامخ شمخ عقب ماشاب ……….وياعقاب والله ذلّلوني وذليت
وياعقاب حدوني على غير ماطاب …..وقالوا تورد من ورى الما وتعديت
ايضا في قصيدته
عقب المعزه صرت ياعقاب مرعاب ……والناس حيّين وانا عقبكم ميت
ومع الغضب وحمية اهتزت لها فرائصهما ، ومع فروسية لايصول ولا يجول لها الا عقاب وحجاب وثائرة ثارت لها نفس عقاب العزيزه لوالده اتى اليه ونصر والده يحمله كفنا لوالده يقبر به من يشاء ، فنصره وانتقم لكرامة والده وهزم شامخ وجعله ذليلا اسفل قدمي والده حتى عفى عنه والدهما ( سعدون العواجي ) فأصبح عقاب سيف وجواد ورجولة وشجاعة لسعدون العواجي واصبح عقاب سيفا بتارا لايقف الخوف أمامه أبدا فاتسعت رقعة ارضهم وكانت مملكة العشق لهم لا حدود لها واحلامهم جالت جميع الارجاء فدخل حروب كثيره انتصر فيها وكأن الحروب استهوته وكأنه خلق ليمتطي الجواد ويستل سيفه ويصيح صيحات الشجاعه وزئير الاسود ، فعجز الأنداد والخصوم عنه حتى انهم وضعوا فنجان قهوة بينهم وقالوا بأن من يشربه هو الشجاع الذي يقتل عقاب ، يا الله أي شجاعة وبطوله ملكها هذا الفارس والذي تراهن الفرسان لقتله ووضعت المكافآت للتخلص منه .
أي حرب دارت رحاها سنوات وسنوات حتى قتل عقاب واخيه حجاب …؟ أي ارض مات على ارضها مئات الفرسان ذود عن حياضها وحدودها ؟ أي ارض استهوى عشاق الشعر وفرسان الكلام مغازلة فتنتها ؟؟ أي ارض هي الانطلاقة الاولى ونقطة التوسع في ارض قبيلة عنزه ؟
إنها أرض بيضاء نثيل …. بيضاء الحب لقبيلة بأكملها … استهواني البحث داخلها لعلي ألمح ملامح عقاب بين وجوه أهلها ،، بين احرفهم وكلامهم .. فوجدته معهم جميعا بجميع قسماته وتفاصيله وتجاعيده وقسوة ملامحه لقسوة زمانهم .. لازالوا يتحدثون عنه وكأنه فارسا يجول علي فرسه ويطرق ابوابهم .يسأل عن أحوالهم ويطمئن لأخبارهم .
التقت صحيفة ( عين حائل ) بأحد كبار السن في القريه وقد خطت تقاسيم وقسوة الزمن على وجهه ، واشاح بعينيه طويلا نحو الافق ونحو السماء عندما سألته عن أجداده عقاب وحجاب وسعدون العواجي وكأنهم يسكنون النجوم ويعتلون هامات السحاب …. فقال ( لازالوا موجودين في كل مكان فكلما اطرقت نظرك وفكرك ستجدهم في بيضاء نثيل إنهم يسكنون الارض والسماء والشجر والحجر .والقلوب والأفئدة والعقول .. انهم حدود بيضاء نثيل واسوارها وحواجزها ) … نعم … انهم بالفعل موجودين بكل تاريخهم الماضي الجميل وموجودين بآثارهم وبقاياهم فهناك معاركهم وهناك مكان منازلهم وهنا ارض مشوا فوقها وسماء التحفوا غيومها … هنا جلسوا وهناك تسامروا وهناك وقفوا بفرسهم وجيوشهم يستعدون لمعركة عشق يبعدون عن بيضاء نثيل من يريد ان يختطفها ،،، وهنا تسمع اصوات السيوف وصهيل الخيول وغبار اقدامها وصيحات الأسود تعتلي ارجاءها …. بيضاء نثيل تلك العروس الجميله بدأت تشيخ وتكبر وتحتاج لمن يرعاها ويهتم بها … لابد لذلك التاريخ الجميل أن يجد من يحافظ عليه …لابد لهيئة الآثار والسياحه أن تحتضن تلك المواقع لتحافظ على بقايا أبطال نذروا أنفسهم بالسيف. والسهم والحصان حتى اوقعتهم سيوف الغدر والحرب .. حافظوا على حرمة أبطالنا لأن تاريخ ( عنزه ) تحتضنه هذه الارض . إجعلوا منها هدفا سياحيا وخاصه أنها أرض ساحره تعشقها منذ الوهلة الأولى ، ،، فالجمال الحقيقي لاتخفيه السنوات ولا أوجاع الدهر
وماضي بيضاء نثيل يشفع لحاضرها ويجعلنا نهتم لمستقبلها .. لأنها حاضنه لأجدادنا وأغلب تاريخنا تخبئه أرضها محافظة عليه من الضياع … عدت منها وشوقي لها يدفعني للتفكير بها .. عدت منهارغم بساطة الحياة فيها إلا انها تملك فخامة وعراقة التاريخ .. تعلقت بها ليس لرخاء معيشتها ولا لقصورها الفخمه ولا لشوارعها الراقيه ولا لاماكن الترفيه المتطورة فيها … عشقتها لأنها فريدة وجميله في أصالتها ورائحة الماضي تفوح في كل حواريها وبيوتها وشوارعها .. لقد اختطفني الزمن وعدت للوراء زمنا سحيقا فجلست مع أبطالها وشاركت بمعاركها وانتصرت برفقتهم وأقمت احتفالات وولائم النصر معهم.. .. سحرا لايعرفه إلا من يتقمص المكان ويتلبس التاريخ والزمن ويعيش اللحظه … واستسلمت لهذا السحر وعشته ..
عدت منها بعد زيارتي لها … والتقيت مع المهندس / مشعل البشير ؛؛ رئيس بلدية محافظة الشملي ، وسألته .. بيضاء نثيل أين هي بين ملفاتكم التنمويه ومشاريعكم المستقبليه ؟ فقال لي هي في العين ولها في الخطط حقها المستقبلي وستأخذ جميع مستحقاتها في المشاريع القادمه ضمن الخطط التطويريه للقرى.
فعروسنا الجميله تحتاج لمن يزينها في أبهى حله فرونقها وجاذبيتها يفرض نفسه فهي عروس صحرائها ولازالت تجدل ظفائر مجدها وماضيها الجميل.
78 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓