أصدقائي منسوبو ثانوية الفاروق:

قبل أربع عشرة سنة، حلّ بي القدر بينكم، في حينها اعتقدت أنها حتما ستكون مرحلة عابرة من مراحل شاب عربي، يطرد رزقه وفق ما كُتب له في لوح القدر، في لحظات الغربة مآسي، وبين طيات مآسيها حُرقة وجوى، ولكن هذا يقعُ على من أوقعه حظه في مدرسة غير مدرستكم، وأصحابٍ غير صُحبتكم، لم أشعر وأنا بينكم إلا بطيبة النفس، وصفاء الخلق، ولذيذ المعشر، لم يدر في خلدي أن هذه الرحلة ستمتد طوال اربع عشرة سنة، أيامٌ انقضت وكأنها ومضة برق، أو هُنيهةُ بسمة، وهكذا هي لحظات الجمال، سريعة الزوال، سنواتٌ تَعاقب فيها أجيال، ما بين مدير يستقر، ومُعلم ينتقل، وطالب يتخرج، يقول ابن زيدون؛

لِيُسق عهدكمُ عهدُ السرورُ فما

كُنتم لأرواحنا إلا رياحِينا

لا يسعني وأنا أودعكم إلا أن أتقدم لكل من عملتُ بجانبه من مشرفين ومدراء ومعلمين وإداريين وطلاب تعاقبوا على ثانوية الفاروق  بوافر الشكر وجزيل الامتنان على سنوات الجد والاجتهاد ومواقف الأخوة وطيب الخلق، مُستلهما العذر على زلةٍ غير مقصودة أو خطأٍ غير متعمد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .