أمرت جهات عليا بإعادة دراسة الضوابط الصحية للفحص الطبي ما قبل الزواج، والنظر بمدى شرعية منع زواج حالات عدم التوافق؛ حيث تعد وزارتا العدل والصحة إحصائية لمن يجرون فحص ما قبل الزواج، تتضمن نسبة حالات عدم التوافق التي يقدم أطرافها على إتمام الزواج.
وصدرت تعليمات لكل الجهات التابعة لوزارة الصحة بشأن تطبيق الضوابط الصحية على جميع السعوديين قبل الزواج، وتدوين المأذونين نتائج شهادة الفحص الطبي بوثيقة النكاح، وفقًا لما نقلته صحيفة الاقتصادية.
واطلعت اللجنة العامة لمجلس الوزراء على هذا الموضوع ورأت الموافقة على توصية هيئة الخبراء، مبينة أنه على المحاكم تسجيل واقعات الزواج التي يكون نتائج الفحص الطبي فيها غير متوافقة، وإرسال ذلك إلى الإدارة العامة لمأذوني عقود الأنكحة متضمنة صورة لشهادة الفحص الطبي وعقد النكاح، بحسب المصادر نفسها.
وكانت هيئة الخبراء بمجلس الوزراء أوصت بشأن الزواج الصحي ومدى شرعية منع زواج حالات عدم التوافق المتعلقة بأمراض الدم الوراثية؛ حيث طالبت الهيئة بإعادة دراسة الموضوع بمشاركة مندوبين من الجهات ذات العلاقة، ورفع تقرير عن ذلك إلى المقام السامي متضمنا المرئيات والمقترحات بهذا الشأن.
ويُجرى فحص ما قبل الزواج على أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) وبعض الأمراض المعدية مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) و(ج)، ونقص المناعة المكتسبة الإيدز، خشية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر، أو إلى الأبناء في المستقبل وطرح الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيًا، ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.
ومن الأمراض التي تقلق المقبلين على الزواج، مرض الأنيميا المنجلية الذي يعد القاسم المشترك لكل تلك الفحوص باعتباره المرض السائد في بعض مناطق المملكة، وفي الكثير من دول الخليج ويحذر منه الأطباء لخطورته؛ لتسببه في انسداد الشعيرات الدموية المؤدي إلى قصر عمر خلايا الدم الحمراء وبالتالي فقر الدم المزمن، وأزمات مفاجئة أبرزها تكسر في خلايا الدم ونوبات الألم في العظام والأطراف، وتآكل مستمر في العظام، خاصة عظام الحوض والركبتين وانسداد في الشعيرات الدموية المغذية للمخ والرئتين، وفشل الأعضاء والتشنج وتضخم في الطحال، وتقرح في الساقين، وما إلى ذلك من الأعراض الأخرى.