( صحيفة عين حائل الاخبارية )
مع الانتشار المتسارع لتطبيق سناب شات بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، وازدياد أعداد المتفاعلين معه يوما بعد آخر، أصبح هذا التطبيق وسيلة رئيسية لكثير من النجوم والمشاهير لاستغلاله لأغراض الترويج والإعلان عن المنتجات الاستهلاكية المختلفة، محققين بذلك مداخيل عالية، قدرها مختصون بقرابة ربع مليون ريال سعودي شهريا.
وشهدت السعودية أخيرا قيام سوق جديد للإعلانات الإلكترونية، وهي سوق مرشحة لأن تسحب البساط من الإعلانات عبر وسائل الإعلام التقليدية، لاسيما بعد أن حقق السعوديون المرتبة الأولى من حيث استخدام سناب شات عربياً وهو ما دفع شركات ومؤسسات تجارية للتسابق للاستعانة ” بمشاهير سناب” لتسويق المنتجات الاستهلاكية الموجهة لشريحة الشباب والفتيات.
عصام خالد، الخبير في بمجال الإعلان، أوضح أن متوسط قيمة الإعلان لدى مشاهير الأسناب يقدر بـ 8500 ريال سعودي مقابل 6 سنابات مدتها دقيقة واحدة، مضيفًا في حديثه وفقا لموقع “العربية.نت” إذا احتسبنا أن الأسنابر يقوم بإعلان واحد يوميا، فإن دخلة الشهري سيبلغ ربع مليون ريال، وتابع “ومع وجود لا يقل عن 200 – بالمتوسط – من مشاهير الأسناب بالسعودية، فإن سوق إعلانات الأسنابر يبلغ 51 مليون ريال شهريا.
وأشار عصام إلى أن شركات الدعاية والإعلان تدخل في منافسة غير عادلة مع “مشاهير السناب”، إذ إنها تتحمل أجوراً ونفقات تشغيلية ورسوم مالية وإدارية وتجديد تراخيص وإيجار مقرات، مقابل العمل في مجال الإعلان، في الوقت الذي يتمتع فيه “الأسنابيون” بمزايا متعددة دون أن يكون عليهم أي التزامات، مبيناً أنه لابد من وضع آليات لضبط وتقنين عمل الأسنابر، لأن عملهم بهذا الشكل سيكون له انعكاسات سلبية على سوق الإعلان بـ السعودية .
من جهته، قال وائل الشريف الخبير في التسويق الإلكتروني، إنه بالرغم من نجاح نجوم “سناب شات” في اقتطاع نصيب من كعكة الإعلانات، لكن يبقى تأثيرهم محدوداً، مشيرا في حديثه إلى أن قياس تأثير نجوم “سناب الإعلاني ما زال غير واضح، إذ لا توجد دراسات علمية دقيقة، ولا يزال القياس تقليديا وعبر حجم المبيعات بعد كل إعلان، وهذا القياس لا يعتد به عند الشركات الكبيرة، لكنه قد يكون مرغوبا للشركات الصغيرة التي لا قدرة لها على تحمل مصروفات الإعلان عبر الوسائل التقليدية.
وانتقد الشريف، السلوك الإعلاني لبعض المشاهير في تزكية المنتج واستعراضه بأي ثمن بهدف ضمان رضاء العميل، مطالبا الإسنابين بمراعاة المحاذير الاجتماعية والأخلاقية واستشعار رقابة الضمير الذاتي، مبيناً أن الإعلان لا يعتمد فقط على مبدأ الكسب، وإنما مبدأ الحاجة إلى توجيه وتوعية المواطن في استعمال السلع والمنتجات”.
وأضاف” الإعلان ليس سياقا عشوائيا يمكن أن يمارس من أي هاوٍ، وإنما علم فني وثقافي يقوم على تحليل السلوك وهو مرتبط بالعلوم الإنسانية، إذ يتضمن تقييماً لدوافع الإنسان ونفسيته وعواطفه، وهو ما يعرف بعلم نفس الإعلان.
إلى ذلك، قال سامي علي، وهو سنابر حقق حسابه 20 ألف مشاهدة، إن فكرة الأسنابات تقوم على إنتاج فردي عفوي والحديث عن اليوميات بشكل مبسط وممتع، مشيرا في حديثه إلى أن شريحة متابعيه تتفاوت أعمارهم بين 13-21 سنة، وأن تفاعلهم الدائم والإيجابي هو الذي حفزه على بذل المزيد وتقديم الجديد، وفيما امتنع سامي الحديث عن دخله الشهري أكد أن حسابه ليس فقط للإعلان وإنما للتواصل الاجتماعي أيضا، لكنه يتقبل العروض التي يستفيد من قيمتها في تحقيق دخل يساعده على مصاريف الجامعة، على حد تعبيره.
كما أوضح سامي سامي أن ظاهرة الأسنابر أفرزت هوسا لتحقيق الشهرة، خاصة بين صغار السن والذين ملأوا حساباتهم بسنابات اعتباطية دون أي محتوى، أملا في أن يصبحوا يوما ما محط أنظار الناس، مشيرا إلى أنه بالرغم من تحقيق مشاهير الأسنابر مشاهدات عالية، فإنهم لا يزالون يحتلون مرتبة منخفضة في عقود الرعاية الطويلة مع الشركات الكبيرة، والتي تتخوف من عدم قدرة الأسنابر على الانتظام والالتزام بأعمالهم، باعتبارهم أفراداً وليسوا مؤسسات، مطالبا بوجود جهات مؤسسية تحتضنهم وتستفيد من مواهبهم.
تجدر الإشارة، إلى أنه بالرغم من ظهور منصات إلكترونية متعددة قبل “سناب” مثل الفيس وتوتير وانستغرام، إلا أن الإعلانات للمنتجات والخدمات عبر وسطاء، لم تنتشر إلا في سناب، ففي الفيسبوك كان الإعلان غالبا حكرا على الموقع، وفي انستغرام كان الإعلان غالبا بشكل مباشر من صاحب الشأن للعميل، حيث كانت الأسرة المنتجة كمثال تستخدمه لتسويق منتجاتها مباشرة دون وسطاء، وفي توتير كان الإعلان مخفيا يعمل على استحياء، إذ كان المشاهير يغردون بشكل غير مباشر، خوفا من فقدان المصداقية لدى متابعيهم.