( صحيفة عين حائل الاخبارية )
النصب .. الهجولة .. الدرافت .. السكاريب مصطلحات يستخدمها عدد من الشباب فيما بينهم للاستعراض والتفحيط حيث برزت ظاهرة “الدرباوية” في الآونة الأخيرة كأحد أشكال الانحراف السلوكي والذي يبدو الدرباويون نتاجاً للمتغيرات الاجتماعية الهائلة التي يشهدها المجتمع السعودي في العقود الأخيرة، حيث يتطور نزوع الشباب في مرحلة المراهقة إلى تحدي المجتمع، عبر أنماط سلوكية تخالف الأنظمة، تتركز غالباً في الاستعراضات الخطرة بالمركبات، وتصل أحياناً إلى العنف وحمل السلاح، وغيرها من السلوكيات.
يبين الدكتور ضيف الله مهدي مدير وحدة الخدمات اﻹرشادية بمكتب التعليم في بيش التابع ﻹدارة التعليم بمحافظة صبيا أن الدرباوية مجموعة من الذين شذوا عن اﻷخلاق والفضيلة وشذوا في سلوكياتهم فأصبحوا يضايقون كل فئات المجتمع وليس فئة معينة وهم بصنيعهم هذا يخلقوا العديد من المشاكل ويشغلوا رجال اﻷمن عن أعمالهم المهمة وذات اﻷولوية موضحا أن الدرباوية أهلكوا وأتلفوا بعض الممتلكات العامة وحتى ممتلكاتهم مستطردا بالقول أراها من عدم التربية الجيدة والتنشئة اﻹسلامية والاجتماعية السليمة فهناك في تربيتهم توجد أخطاء كثيرة تعود الأسباب لأسرهم ومدرستهم ومجتمعهم كما أن من أسبابها الفراغ والبطالة وعدم وجود ما يشغلهم ولذا أرى العلاج يكمن في عدة أمور منها شغل أوقات فراغهم بالعمل ودمجهم في اﻷعمال التطوعية وإعطائهم جوائز وحوافز على ذلك وكذلك تنظيم مسابقات في اﻷعمال الخيرية لهم مشددا على اﻷندية الرياضية والاجتماعية احتواءهم وتهيئة أعمال أو رياضات تفيدهم كما ينبغي على أئمة وخطباء المساجد والدعاة تخصيص وقت في خطبهم لهؤلاء لنصحهم وتوعيتهم وتوعية آبائهم . وإقامة لقاءات وتوزيع عليهم الهدايا بالإضافة الاستعانة باﻷخصائيين النفسيين والاجتماعيين واﻷطباء النفسيين لعمل برامج علاجية لهم والالتقاء بأسر هذه الفئة والتعرف على اﻷسباب وعمل برامج علاجية لهم مؤكدا أن العقاب القوي الصارم لمن يسلك مثل تلك السلوكيات في حالة لم تنفع البرامج العلاجية والتربوية والتوعوية.
ويقول المرشد الطلابي بمكة المكرمة عبدالله الدهاس للأسف الشديد أن تعاملنا مع بعض الظواهر والسلوكيات ينقصها الوعي والمعرفة وخاصة من قبل بعض اولياء الأمور مشيرا إلى أن ظاهرة ما يعرف بالدرباوية ليست وليدة اليوم بل هي امتداد لسلوكيات تصاحب فترة المراهقة قد يغفل عنها الكثيرين مؤكدا على أنه يجب أن يكون تعامل المجتمع مع هذه الظواهر والسلوكيات وفق أسس تربوية تظهر للشباب الجوانب السيئة لما يقومون به مع ضرورة إيجاد بدائل لشغل أوقات فراغهم وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصياتهم وتزويدهم بعلوم ومعارف لخدمة مجتمعهم خاصة في المجال التطوعي والخيري.
ويوضح المختص الأسري والاجتماعي أنس عاشور أن العديد من الدرباوية يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لعرض مهاراتهم في التفحيط مبينا أن ظاهرة الدرباوية تعتمد على جذب المراهقين من خلال سلوكيات مرغوبة لديهم لكي يصلوا بهم إلى الانتماء إليهم مثل التفحيط وطريقة اللبس والمشروب والمسميات مشددا على الرقابة الأسرية للأبناء ومتابعة سلوكهم وتصرفاتهم كما ينبغي على جمعية مراكز الأحياء والأندية الصيفية احتوائهم خلال الإجازات واشغال أوقات فراغهم بالبرامج الرياضية والثققافية والمهارية.