مدلول الغرير ( صحيفة عين حائل الاخبارية )
وضع قلمه وكتابه ودفتر إعداد دروسه على الطاولة ، ومضى يحمل حلمه بالراحة بعد العناء ، كنا نحن طلابه ننتظر قلمه المعطر ، ذا اللون الأزرق والأحمر ، ومقاعدنا وقبلها قلوبنا تتفطر في كل صباح شوقاً إليه ،
كان المكان وقاعة الدرس تتوهج في كل يوم بالعلم من جديد ، وننظر إليه بنظرة يستحيل ان يمضي بها النسيان ، هاربة تلك اللحظات التي كنا نتوق إلى لقياه فيها ، وحدها عبارات التشجيع التي خطها قلمه ما بين بارك الله فيك يا بني ، وأحسنت ، وممتاز ، مازالت تحتفظ بها دفاترنا بكل دفء وحنان ، تحكي قصصاً عمرها سنوات ، تحكي تاريخاً أفناه هذا الرجل ، كل تلك القصص لا زالت دفاترنا تحمل بين طياتها عطر يديه التي سكبها لنا وعصارة فكره الذي بثه في أرواحنا ،
واليوم ما زال لدينا بعض الوقت نلتقط فيه شرود لحظات الوداع ، ونرمي بساعاته المتبقية بيننا على طاولته لنبادله الوفاء والصفاء ، ونبادله الحب ، ونعيش معه آخر لحظات اللقاء به ، ونعيد معاً قراءة صفحاته الأولى ، ونقرأ له ما تبقى من حروفه ، ولازلنا على يقين تام بأن الفصول تتسابق يوماً بعد يوم ، وسنة تلو أخرى ، ويبقى هو فصل واحد من فصول تلك السنين ، إنه فصل الربيع الأخضر ، فصل الربيع الممطر ،
إنه الأستاذ محمد يوسف المزيني ، اليوم يوم الوفاء لهذا المعلم الجهبذ ، لهذا المعلم الذي عشناه حباً وعشقناه أستاذاً مخلصاً ، فهل نقف يا سادة تقديراً لهذا الرجل ليقوم كل طالب من أبنائه بتوديعه على طريقة الأوفياء شكرا جزيلا لكم على مابذلتموه من تضحيات وفقكم الله وسدد خطاكم :
1 ping