[COLOR=red]رقية الزايد " صحيفة عين حائل " [/COLOR]
بدت إحدى الفتيات في عجلة من أمرها وهي محتارة.. أي من صورها الفاتنة ينبغي أن ترسلها إلى موقع للزواج وعدها باختيار زوج المستقبل..
وفي النهاية استقرت على إحداها، وما هي إلا نقرة واحدة على اللاب توب حتى وصلت الصورة إلى الهدف..
وتمت الإجراءات على وجه السرعة، ومضت الأيام الوردية كلمح البصر.. إلى أن اكتشفت الفتاة أن ما يجري بينها وزوجها هو أكثر مما هو متصور، فقد صار يطالبها بأمور لم تكن تتوقعها، ومن بينها حتى الحضور إلى جلسات وسهرات بوجود أناس قال إنهم أصدقاء يتناولون خلاله كل ما هو محظور..
ويبدو أن هذا الإدراك جاء متأخرا، فقد وجدت الفتاة أنها بين خيارين إما مجاراة ما يطلب منها، أو الفرار إلى بيت والدها، لكن الخيار الأخير، كما الأول، محفوف بالمخاطر، ويثير تساؤلات عدة، بل ويضعها مباشرة في قفص الاتهام.. فهناك من هو جاهز دائما لتوجيه سيل من الاتهامات لمثل هؤلاء الضحايا..
هذا هو حال الكثيرات للأسف..
[COLOR=blue]تحالف خطير[/COLOR]
وقد وضعت الدكتورة الجوهرة الزامل المستشار باللجنة الدائمة لمكافحة المخدرات بوزارة التعليم العالي، الأصبع مباشرة على الجرح حينما نبهت إلى أن الفتيات مستهدفات من قبل مروجي المخدرات بالدرجة الأولى سعيا منهم لإيقاعهن في الإدمان ليسهل استدراجهن فيما بعد للعلاقات المحرمة، والاستعانة بهن في عمليات الترويج.
وبينت خلال محاضرة ألقتها صباح أمس الثلاثاء ضمن فعاليات حملة "حياتي تستحق" التي أطلقتها جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ممثلة في إدارة التوجيه والإرشاد بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بعنوان "ابتزاز الفتيات" مدى خطورة آفة المخدرات والتي نتج عنها أكثر المشاكل الاجتماعية خطورة كزنا المحارم.
[COLOR=blue]ابتزاز[/COLOR]
أما الشق الآخر لهذا التحالف الخطير فيتمثل في مواقع الزواج الوهمية، وقد نبهت الزامل إلى أن هذه المواقع أصبحت وسيلة لاصطياد الفتيات والإيقاع بهن ومن ثم ابتزازهن لتحقيق غايات دنيئة، مشيرة إلى أنها أضحت خطرا على مرتاداتها اللائي يتطلعن للزواج حيث يسجلن معلوماتهن كاملة وقد يضفن صورا لهن لتسهيل الأمر.
كما حذرت الزامل في ورقتها من إعلانات الوظائف المجهولة المصدر التي تطلب معلومات شخصية للمتقدمة يتم استغلالها بطريقة سيئة. حيث تستمر بعض تلك الشركات المجهولة في تواصلها مع الفتيات المرشحات وقد تصرف لهن رواتب رمزية لعمل وهمي من المنزل يتم من خلاله استدراجهن نحو الرذيلة.
ودعت إلى التأكد من وجود تلك الشركات من قبل وزارة التجارة قبل تقديم المعلومات الشخصية لها.
[COLOR=blue]الحقيقة والوهم[/COLOR]
ومن جانبها أوضحت الدكتورة منى اللويبه الأستاذ المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن خلال ورقة لها بعنوان "المؤثرات العقلية على الفرد" أن أوراق الامتحانات الفارغة دليل يكشف تعاطي بعض طلاب المدارس للمخدرات والحبوب المنشطة وذلك بسبب الأحاسيس الكاذبة التي يحسون بها نتيجة التعاطي حيث يحس الطلاب أنهم أجابوا بالكامل، وهو ما لاحظه مراقبون.
وحذرت من الشائعات الزائفة حول قدرة المخدرات على إحداث الراحة والنشوة والإحساس بالسعادة والتخلص من مشاكل الحياة وزيادة قوة الحفظ والاستذكار، مبينة تعطيل المخدرات للنواقل العصبية التي وهبها الله للإنسان وهي بمثابة مجموعة نواقل طبيعية أودعها الله في المخ البشري تفرز هرمونات طبيعية للتخفيف من الآلام النفسية والجسدية، وتحل المخدرات محلها وتؤثر بالتالي على درجة اتزان الدماغ وتقود إلى تدهور الوظائف العقلية والنفسية والسلوكية للفرد وتعطي أحاسيس كاذبة ومؤقتة.