( صحيفة عين حائل الإخبارية )
تواجدت مهندسة الصواريخ والمركبات الفضائية السعودية “مشاعل الشميمري” ضمن المتحدثين في الجلسات الحوارية للدورة الرابعة من ملتقى الإعلام المرئي الرقمي «شوف»، التي عقدت في الرياض خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بمشاركة 40 شاباً وفتاة من السعودية والخليج.
و استطاعت صاحبة شركة تصنيع الصواريخ «مشاعل أروسبيس» الوصول بالمرأة السعودية إلى العالمية على رغم من صغر سنها، من خلال مجال علمي يندر التخصص فيه في عالمنا العربي، لا سيما بين النساء، وهو علوم الفضاء والصواريخ والمركبات الفضائية.
ففي سن السادسة، دهشت الشميمري التي ترعرعت وتلقت تعليمها في الولايات المتحدة الأميركية، من كثافة النجوم بينما كانت تطالع سماء النفود في عنيزة، وبدأ شغفها في معرفة المزيد عن علوم الفضاء واستكشافه، ومنذ ذلك الوقت أصبحت ميولها علمية، وشاركت في مرحلة التعليم الثانوي في مسابقات عدة لتصنيع «الرجل الآلي» (روبوت)، وتحصّلت مع فريقها في إحدى المسابقات على المركز الأول على مستوى منطقتها من بين 80 مشاركاً، وعلى المركز الثالث عالمياً من بين 400 مشارك، وفقاً لما قالت في مقطع بثته عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات».
ثم انطلقت الشابة في رحلتها نحو الفضاء بحصولها على منحة غطت 75 في المئة من كلفة دراستها الجامعية في تخصص «أروسبيس إنجينيرنغ» الذي يشمل نوعين من أنواع الهندسة، يدرسان طيران الأجسام ضمن الغلاف الجوي وخارجه (في الفضاء)، واضطرت إلى تمويل الـ25 في المئة المتبقية من كلفة الدراسة بقرض مصرفي، ثم حصلت على شهادة «البكالوريوس»، إضافة إلى شهادتي تخصص في الرياضيات في العام 2006.
وواصلت الشميمري مشوارها العلمي التخصصي، بحصولها على شهادة «الماجستير» في العام 2007، التي قدمت فيها بحث «تصميم صاروخ نووي حراري للذهاب إلى المريخ»، وتكفلت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) بمصاريف دراستها ومنحتها راتباً شهرياً، وفي الوقت نفسه، كانت تُدرّس مادتين ضمن اختصاصها لـ40 طالباً.
وبعد التخرج، توظفت مهندسة الصواريخ في شركة «ريفيان» التي تعتبر واحدة من أكبر شركات الدفاع الأميركية، وعملت معها على إنجاز 22 صاروخاً في مجالات مختلفة، ثم اختارت أن تبدأ عملها الخاص عندما كانت تبلغ 26 عاماً، بإنشائها شركة «مشاعل أروسبيس» في العام 2010.
وبدأت الشركة عملها الفعلي على الصواريخ في العام 2011، إذ تمثل هدف الشركة في تصنيع صاروخ يحمل الأقمار الاصطناعية الصغيرة (وزنها 500 كيلوغرام أو أقل) إلى مدار الكرة الأرضية المنخفض، بتقنية تجمع أربعة صواريخ في عملية إطلاق واحدة.
وسبق أن قالت مشاعل الشميمري عن نجاحها، أنه «لم يأت بسهولة، بل أتى بعد عناء طويل وإصرار ومواجهة عقبات كثيرة، وهو شيء لا ينتهي، فكلما نجحت في تحدٍّ معين، يجب عليك أن تواصل المشوار لمواجهة تحدٍّ جديد».
ولفتت مشاعل الى أنها واجهت صعوبات كثيرة منذ طفولتها، بدأت بطلاق والدتها عندما كانت في عمر الـ40 يوماً، ثم حرمانها منها بعدما سافرت مع والدها إلى أميركا وهي طفلة، لتمر في مرحلة أصعب بعد عودتها إلى السعودية لتعلم اللغة العربية، فقلبها متعلق بأمها ويريد البقاء معها، لكن رغبتها في دراسة علوم الفضاء دفعتها إلى العودة إلى أميركا، لعدم توافر هذا التخصص في السعودية.
وأضافت الشميمري أن دراستها الجامعية «لم تكن سهلة، فبعض المواد كانت تحتاج إلى تركيز ودراسة لساعات طويلة، فضلاً عن صعوبة فهم لهجات بعض المدرسين».
وفي مرحلة «الماجستير»، كان عليها الموازنة بين البحث والتدريس، ما كان يحرمها من النوم والراحة، وبعد انتقالها إلى ولاية أريزونا ذات المناخ القاسي للعمل في شركة «ريفيان»، كانت واحدة من بين ست نساء فقط يعملن في فريق مكون من 60 شخصاً، إضافة إلى الصعوبات التي واجهتها لاحقاً في إيجاد مستثمرين في شركتها الخاصة، وغيرها من الصعوبات.
تأمل مشاعل الآن وقد تجاوزت الـ30 عاماً، بأن تحقق حلمها في نقل صناعة الصواريخ إلى المملكة، وزادت: «حلمي لو تفضل عليّ الوطن أن أبني قاعدة استراتيجية في علوم الفضاء السلمي، لننافس العالم في دراسة هذا العلم، كي يعود بالنفع على أبناء الوطن وأمنه الاستراتيجي».