( صحيفة عين حائل الاخبارية )
– مختصون: الأنشطة مجال خصب لاكتشاف خطيب مفوّه أو مخترع فذ أو شاعر أو رسام مميز أو رياضي موهوب أو مهندس ماهر يفيد الوطن. طالب: قد تُستغل في تصحيح الدفاتر أو ينشغل المعلم بجواله.. وطالبة تردّ: فرصة لجذبنا للأنشطة والهوايات المفيدة.
– المعلمة رنا الثبيتي: زيادة ساعةٍ أمرٌ مجهدٌ وخروج الطالبات سيتزامن مع الموظفين وسيؤدي إلى ازدحام الشوارع.
– المعلمة أم سيف: النشاط المدرسي أمر هام للبيئة التعليمية وله تأثير إيجابي على الطالبات.
– مديرة مدرسة: لم يصل أي تعميم بشأن إدراج الرياضة البدنية ولا بد من وضع خطة واضحة في المرحلة القادمة.
– المعلم سلطان الشهري: المدارس الخاصة استطاعت استثمار ساعات النشاط فيما يفيد الطالب.
– مستشار نفسي: بعض مواقع التواصل والإعلانات التجارية تبث طاقة سلبية للطلاب وتضر بالمنظومة التعليمية.
– مستشار تربوي: ساعات النشاط فرصة راقية لتلعب المدرسة دوراً جذاباً بشرط توافر الإمكانات المساعدة.
بعد إجازة صيفية طويلة؛ ينطلق صباح اليوم الأحد العام الدراسي الجديد، يصاحبه كثير من الآمال والطموحات المتطلعة لمسار تعليمي إيجابي لكافة منسوبي التعليم، وفي هذا العام الجديد تطبق وزارة التعليم عدداً من القرارات الجديدة؛ كتخصيص 4 ساعات أسبوعية للنشاط، وزيادة ساعة على اليوم الدراسي، مع إدراج التربية البدنية للبنات، وغيرها من القرارات والتعليمات؛ فهل سيكون لها أثر إيجابي في نفوس المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات والإداريين والإداريات وأولياء الأمور؟ وهل ستساهم في جذب الطالب إلى البيئة التعليمية وتجديدها؟ وإفراغ طاقاتهم المتعددة داخل الأنشطة المتخصصة؟ أم ستواجه تحديات ومعوقات تقف أمام تحقيقها؟ تساؤلات تطرحها “سبق” على عدد من منسوبي التعليم.
دعم الوزارة
يقول الطالب عبادة عبدالهادي لـ”سبق”: أخشى أن تُستغل فترة النشاط الجديدة في وضع أحد الطلاب عريفاً على الفصل لتسجيل أسماء الطلبة المشاغبين؛ بينما يجلس بعض المعلمين منشغلاً بجواله!!
فيما أبدت الطالبة ريتال الخالدي سعادتها بساعات النشاط الجديدة، ورأتها فرصة لجذب الطالبات إلى المدرسة وإلى الأنشطة والهوايات المتعددة؛ معربة عن أمانيها في أن تطبق الرياضة البدنية للبنات هذا العام الجديد، وأبدت مخاوفها من أن تستغل بعض المعلمات هذه الحصص في تصحيح الدفاتر أو شرح الدروس غير المفهومة لبعض الطالبات.
ومن جانبها قالت إحدى الأمهات لـ”سبق”: أتمنى أن تستغل الأنشطة فيما يفيد الطالبات، وأن تدعمها الوزارة حتى لا تصبح عبئاً إضافياً على أولياء الأمور”.. وبسؤالها عن رأيها في إضافة ساعة إلى اليوم الدراسي، أجابت: “إذا استفادت منها الطالبات وأضافت لهن الجديد فأهلاً بها؛ أما إذا كانت تنفيذاً للأوامر، وحشواً دون أي استفادة؛ فلا جدوى منها، وتصبح مضيعةً للوقت”.
رأي آخر
وترى المعلمة رنا الثبيتي أن زيادة حصة على اليوم الدراسي؛ أمر شاقّ جداً وجهد إضافي؛ لافتة أن هناك الكثير من المعلمات يخرجن من منازلهن في للسادسة صباحاً، وزيادة الساعة يُعَد أمراً شاقاً عليهن، وأضافت: كما أن خروج الطالبات سيصبح في وقت خروج الموظفين؛ مما سيؤدي إلى ازدحام الشوارع والطرق. وتابعت “الثبيتي”: بعض الأنشطة تُعَد مضيعة للوقت مثل نشاط “فينا خير” الذي تقوم به الطالبات في الصباح؛ فَلِمَ لا يؤجل إلى الحصة الأخيرة وتكون المعلمة موجودة مع الطالبات لتعودهم على النظافة؟ وتستغل فترة الصباح في نشاط آخر؛ بدلاً من تحميل المعلمات ساعة إضافية؟ ولفتت إلى أن المدارس الحكومية غير مزودة بالمعدات، قائلة: “ليس لدينا غرفة أنشطة، وهناك كثافة عددية في للفصول، إضافة إلى أنه لا توجد ميزانية، وسيصبح تحمل الأنشطة عبئاً على المعلمة”. وأضافت: “المعلمة تغطي من ٢٠ إلى ٢٤ حصة أسبوعية في فصول يبلغ عدد الطالبات في كل فصل منها ٤٠ طالبة؛ فكيف تستطيع بعد هذا المجهود الشاقّ أن تبدع وتبتكر في أي نشاط؛ مطالبة بضرورة وجود معلمات متخصصات للأنشطة بحيث يصبح لديها الوقت والجهد للإبداع.
أما سلطان الشهري، معلم مادة الأحياء ومسؤول نشاط في إحدى المدارس الأهلية؛ فيقول لـ”سبق”: “قمنا بإضافة ساعة دراسية منذ العام الماضي، واستطاع القطاع الخاص أن يستثمرها بشكل يفيد الطلبة، ويجذبهم في أنشطة متعددة”. ويرى أنها تصب في مصلحة الطلاب إذا استُغِلت بشكل جيد، ويمارس فيها الأنشطة بشكل فعلي، يتفهم احتياجات الطلبة في الأعمار المختلفة؛ معرباً عن أسفه من قلة الأنشطة المدرسية والذي جعل الكثير من الطلبة يعزفون عنها.
أمور مهمة
وتلتقط أطراف الحديث “أم سيف” معلمة في مدرسة حكومية بالطائف، قائلة: “لا شك أن الرياضة والأنشطة المختلفة تُعَد أموراً هامة جداً في المدارس، ولها تأثير إيجابي على المنظومة التعليمية بأكملها”؛ مؤيدة بشدة إدراجهم هذا العام الذي يصب في مصلحة الطللبة والطالبات.. وبسؤالها عن استعداد مدرستها للأنشطة الحديثة، أجابت: “لم يأتِ إلينا أي تعميم بشأن زيادة ساعة أو إضافة نشاط وخلافه؛ فنحن في مدرسة دوامين، ومن الصعب إضافة أي حصص أو زيادة في اليوم الدراسي؛ حيث ينتهي الدوام الأول في الثانية عشرة والنصف، ويبدأ مباشرة الدوام الثاني إلى الخامسة”.
وعند سؤال مديرة مدرسة حكومية عن إضافة الرياضة البدنية في مدارس البنات، قالت لـ”سبق”: استعدت المدرسة للعام الدراسي الجديد واستقبال الطالبات في أول يوم دراسي، ولم يصل إلينا إلى الآن أي تعميم بشأن حصص الرياضة البدنية، فما زال في طور الإعداد، وقد وصل للمدرسة من إدارة التعليم بالمنطقة نشرةٌ إدارية باختيار معلمة كفء للرياضة، وإذا لم يتوفر ذلك فمن الضرورة إخبار الإدارة لتجهيز معلمة متخصصة”.
وأضافت: “قمنا بوضع الجدول الدراسي على أساس ٧ حصص يومية إلى أن تأتي إلينا أي تفاصيل جديدة للتعديل؛ مطالبة بضرورة وضع خطة واضحة للمدارس في المرحلة القادمة”.
التهيئة النفسية
وعن تجهيز الطلبة والطالبات نفسياً واجتماعياً للعام الدراسي الجديد؛ تواصلت “سبق” مع المستشار النفسي والاجتماعي أحمد النجار، الذي أكد أن الإعداد والتهيئة للعام الدراسي الجديد من الأمور شديدة الأهمية التي ينبغي على الأسرة الاهتمام بها، وقد تؤثر سلباً على الطالب؛ ليس في هذا العام فقط؛ ولكن على حياته كلها.
وأوضح أن الطالب المستجد له نظام تهيئة وإعداد غير الطالب الذي اعتاد على البيئة المدرسية وانقطع بسبب الإجازة الطويلة؛ فالطفل المستجد من الجنسين لا بد أن تتعاون جميع الجهات لتهيئته، وأن تكون هناك برامج توجيهية موجهة لهذه الفئة على القنوات التي يتابعونها، ويتبنى نجوم “السوشيال ميديا” برامج تشجيعية للأطفال عن الدراسة والمدرسة؛ وهو ما يسمى بالإعداد النفسي، ثم يأتي دور المدرسة في جذب الأطفال لها وتقديم الهدايا لهم في بداية العام الدراسي، ولا ننسى دور الأسرة وهو الأهم؛ فينبغي أن تُعِد الطفل قبل الدراسة، وأن تربطه بالمدرسة من خلال الانتقال والتجول حول المدرسة لتعريف الطفل بها، مع بعض العبارات التشجيعية والحديث عن التعليم والدراسة وأهميتهما.
أما من انقطع للإجازة الطويلة؛ لكنه اعتاد على البيئة التعليمية؛ فيحتاجون أيضاً إلى الإعداد وخاصة خلال الإجازة الطويلة التي قضوها في الخمول واللعب والنوم، باستذكار الدروس والحث على التفوق وترتيب اليوم قبل الإجازة، مع فتح قنوات للحوار المستمر على حسب كل مرحلة عمرية. ونصح “النجار” بأن تكون خطبة الجمعة في أول أسبوع للدراسة عن فضل المعلم وأثر التعليم في نهضة الأمم. وأنحى باللائمة على بعض القنوات الإعلامية التي تصوّر الذهاب للمدرسة بالأمر المزعح والمسيء للطالب والطالبة؛ مما يبث رسائل سلبية صنعها الإعلام دون وعي وإدراك بخطورتها على العملية التعليمية؛ مطالباً بمحاسبة المكاتب التي تبث هذا النوع من الرسائل السلبية، التي تضر بالمنظومة التعليمية.
جاذبية التعليم
من جهته تَحَدّث المستشار التربوي نزار رمضان قائلاً: الناظر لمدارسنا بتأنٍ ووضوح رؤية، يجد أن مدارسنا غالباً طاردة للطلاب، تزرع في قلوبهم كراهية الكتاب والمعلومة، وأيضاً الدراسات والإحصائيات ونتائج تعليمنا لا تخفى على أحد؛ لافتاً إلى أن الكل كان ينادي بجاذبية التعليم وجمالية المدارس، ومن وجهة نظر تربوية نجد أن ساعات النشاط باستطاعتها أن تحقق هذه المعادلة؛ حيث تُعَد فرصةً راقيةً لتلعب المدرسة دوراً جذاباً جديداً؛ بشرط توافر الإمكانيات المادية.
ورأى أن التطبيق السليم للحصص وزيادة تلك الساعات مع تهيئة القائمين عليها نفسياً وإدارياً أمرٌ في غاية الأهمية؛ لاستيعاب طاقة الطلاب والتنوع في الطرح؛ حتى يكون الفنان له مكانة، والرسام له ساحة، والرياضي له ملعب، والقارئ له مكتبته؛ فوجود الأربع ساعات كوقت للنشاط يُعَد فرصة لإشغال الطالب بالمفيد، كما سوف يتطلب النشاط المبرمج بطريقة صحيحة لساعة بالمدرسة وساعة بالبيت؛ وبهذا نقضي على الفراغ تماماً.
ونادى المستشار التربوي الإدارات المدرسية؛ بضرورة أن يكون النشاط مبنياً على الحرية والمسؤولية وفق اختيارات الطلاب وحسب المزاجية الفاعلة لا بالإجبار؛ بحيث يلامس أكبر قدر ممكن، والأصل أنه للجميع لا أن يكون لأصحاب النخب الطلابية؛ مؤكداً أهمية أن يكون النشاط مُقاساً بنتائجه لا من أجل قضاء وقت ماتع أو قتل ساعة يومياً أو إرضاء الإدارة؛ على أن يشارك فيه فكر وآراء الأطراف ذات العلاقة بطرق مختلفة؛ مثل أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، لا أن تأتي أنشطة منسوخة من إدارات النشاط الطلابي، شمال المملكة مثل جنوبها مثل وسطها.
وعن أهمية ساعات النشاط المدرسية التي تم إدراجها حديثاً، قال: النشاط الطلابي المميز هو السلاح الفعال لغرس الانتماء الواقعي للوطن ومحاربة أي فكرة للتطرف والإرهاب؛ لافتاً إلى أن الأجواء المفتوحة والتعبيرية للمواهب تقضي على كل فكرة تنمو في الظلام؛ فلا مجال إلا لمخترع فذ أو شاعر فحل أو ممثل مميز أو مهندس ماهر، وقد آن الأوان لأن تقدم مدارسنا أنشطةً مباحةً ومتاحةً ومفيدة.
وأضاف “رمضان”: لو أردنا معلماً نشطاً فعالاً؛ فإننا نحتاج لإدارة ووزارة نشطة توفر أدوات وإمكانيات النشاط؛ فالعقل المفكر موجود واليد الماهرة متوفرة؛ بيْد أننا نحتاج للفكرة والمادة لنحصد إبداعاً؛ منادياً بأهمية التأسي ببعض المدارس الخاصة كنموذج نجح في جذب الطلاب بواسطة الأنشطة الطلابية؛ حتى إن بعض الطلاب لا يغادرون المدرسة من أجل أنشطة الفنون والمسرح والحاسوب والربوت، والصالونات الثقافية، والقرية التجارية، ومبادرات العمل التطوعي. وختم حديثه موجهاً رسالته إلى “التعليم” بتوفير غرفة دعم من الخطط المتنوعة والبدائل والمستشارين في المجال والدورات، وكذلك قنوات فضائية لعرض الأفكار والتنفيذ والممارسة الحقيقية، وليس النشاط الورقي الذي أضاع الطلاب.