فريح الرمالي ( صحيفة عين حائل الاخبارية )
لم يدر بخلد الشاب علي المعيقلي، وهو في الثلاثينات من العمر، أن يبتعد عن العمل في مجال يتناسب مع شهادة السياسة التي حصل عليها، ليجد نفسه بائع قهوة ينتقل بين المهرجانات والفعاليات السياحية والتراثية التي تقام في منطقة حائل.
ويصف المعيقلي قصته بأنها فريدة من نوعها، إذ إنه لا يحمل البكالوريوس فقط، إنما حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، كما أن الشهادة صادرة من إحدى الجامعات في الولايات المتحدة.
وعن سبب تمسكه بهذا العمل، قال المعيقلي :إنه أثناء بحثه عن وظيفة مناسبة لشهادته، فضل ممارسة العمل الحر كونه يعتبر إعداد القهوة من هواياته المحببة، واستغل ذلك للعمل في هذا المجال كي يصبح مصدر دخل ثابت لديه.
نقطة تحول
أوضح الشاب المعيقلي أن الفكرة استهوته عندما ذهب إلى مهرجان لجمعية الأسر المنتجة بمنطقة حائل، فحولت مساره من العمل السياسي إلى متخصص في فنون إعداد القهوة.
وقال: درست علم الاجتماع السياسي وتخرجت منه بدرجة الماجستير، وأثناء الدراسة كنت أعاني من ندرة الحصول على القهوة العربية في الولايات المتحدة كونهم لا يهتمون كثيرا بها هناك، الأمر الذي دفعني لجلبها من السعودية عن طريق الأهل بواسطة البريد، حتى إن القهوة التي تصلني لا تكفيني إلا لمدة قصيرة. وتابع: هذه التجربة زادت من عشقي للقهوة العربية، الأمر الذي جعلني أتعلم طرقا جديدة لإعدادها.
حب علي للقهوة سيطر عليه إلى درجة أنه يهتم بأدق التفاصيل الخاصة بها، بدءا من تحميصها وخلط مكوناتها بشكل متناسق ومن ثم توزيعها على الأهل والأقرباء لتذوقها ومعرفة رأيهم فيها، بل إن الأمر وصل إلى تعليم الكثيرين حول كيفية إعدادها بالطريقة الصحيحة، وكذلك التوسع في علوم القهوة ومعرفة أجود أنواعها، وأين يمكن العثور عليها، بالإضافة إلى خلطها بمكونات أخرى تزيد من روعة مذاقها.
وقال الشاب: من هنا بدأت فكرة إطلاق مشروع خاص بي الهدف منه تجهيز خلطة خاصة وعرضها للبيع، وتكون جاهزة بجميع المكونات وفي مغلق خاص.
دعم الجمعية
توجه علي إلى جمعية الأسر المنتجة بالمنطقة التي دعمت توجهه وساندته بكافة الإمكانات اللازمة، حيث خصصوا له موقعا في مهرجان الأسر بالمنطقة بالمجان، وحظي المنتج بإقبال كبير من الزوار، حتى إن جميع بضاعته نفدت، الأمر الذي زاد من تمسكه بهذا العمل ودفعه إلى ترك البحث عن العمل في المجال السياسي.
من جهته، بين رئيس جمعية الأسر المنتجة في حائل فيصل الرمالي، أن علي المعيقلي يؤمن بفكرة مشروعه ويراهن على نجاحها، إذ حضر للجمعية وطلب الدعم والتوجيه في البداية، وقدمنا له كل التسهيلات اللازمة، وخصص له جناح بالمجان في أول مهرجان ننظمه.
وأضاف: أظهر الرجل اجتهادا ومثابرة وتميزا في هذا العمل، الأمر الذي أسهم في تنوع مشاركاته وتخصيص أجنحة خاصة له في عدد أنشطة وفعاليات، من ضمنها فعاليات رالي حائل الدولي، وفعاليات اليوم الوطني.