( صحيفة عين حائل الإخبارية )
منح الرئيس السوداني عمر البشير، أمس الإثنين 25 ديسمبر 2017، تركيا، حق إدارة جزيرة “سواكن” السودانية؛ لإعادة تأهيلها لتصبح مدينة سياحية هامة على البحر الأحمر.
وتبعد تلك الجزيرة، نحو 70 كم عن بورتسودان، التي تحتوي على الميناء الرئيس في السودان حاليًا؛ لكن هناك بعض الحقائق يجب معرفتها أولًا، لفهم أبعاد القصة الكاملة حول تلك الجزيرة.
ويعتبر ميناء سواكن الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بورسودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
الطبيعة
تمتلك “سواكن” موقعًا استراتيجيًا هامًا، فهي تقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، شرقي السودان، وتعد جزيرة محمية؛ حيث إنها تقع وسط مدينة سواكن، وبها طريق واضح من سواكن إلى جدة.
وتعد سواكن “جزيرة مرجانية”، انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال وحجارة تحكي ثراء تاريخ غابر ودارس؛ لكن موقعها جعلها ميناء استراتيجيًا هامًا.
علاقتها بالسعودية
باتت “سواكن” عاصمة للدولة العثمانية في الحبشة منذ عام 1517، بعدما غزاها السلطان سليم الأول، ثم انضمت في وقت لاحق إلى ولاية “الحجاز”، خاصة أن الطريق البحري إلى جدة، كان هو طريق الحج الرئيس لمعظم القارة الأفريقية.
ثم تم ضم الجزيرة إلى مصر، خلال فترة حكم محمد علي، بمقابل مادي وجزية، ثم ضمها الخديو إسماعيل لمصر بمقابل مادي يمنحه للسلطنة العثمانية؛ لكن تم إهمال الجزيرة خلال الاحتلال البريطاني، إثر فشل الثورة المهدية عام 1899، بزعم أن ميناءها لا يصلح للسفن الكبيرة.
وقال أردوغان “الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة في السعودية سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة”، بحسب وكالة الأخبار التركية.
تاريخ وأساطير
ربط كثيرون بين سر تسمية الجزيرة التي أرجعها البعض إلى كلمة “سجون”؛ حيث كانت سجنًا لكل من “الإنس والجن” في عهد النبي سليمان وبلقيس ملكة “سبأ”، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
لكن البعض أشار إلى أن التسمية ترجع إلى “سوا- جن”؛ حيث إنهم رأوا أن مبانيها الضخمة لا يمكن أن يبنيها إلا الجن، كما كان يتداول الكثيرون أحاديث عن أساطير عديدة مرتبطة بالجزيرة، حول الحيوانات الخاصة بها وامتلاكها قدرات خارقة.
الدور القطري
موقع جزيرة “سواكن” السودانية على البحر الأحمر، جعلها مطمعًا لكثير من الدول؛ حتى إن قطر تقدمت في نوفمبر 2017، بطلب إلى الحكومة السودانية لإدارة “سواكن”، ووعدت بإنشاء ميناء جديد بها وتجعله منافسًا لبورت سودان، وكافة الموانئ على البحر الأحمر.
ولكن الحكومة السودانية لم توافق على الطلب القطري ومنحت حق الإدارة أخيرًا إلى الحكومة التركية، والرئيس رجب طيب أردوغان، لتعود الجزيرة إلى الحكم العثماني مجددًا.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، في الخرطوم أن السودان خصص جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها.
أضف تعليقاً