هيفاء الجهني ( صحيفة عين حائل الاخبارية )
نرحب بالضيفة الرائعة ملكة القلوب * صاحبة الحنجرة الاستثنائية والصوت الملائكي ~ ذات الملامح المتفردة ، بطبيعة الحال هي صاحبة الهمة العالية والبارزة ، حيث لا مكان للفشل أو العقبات في قاموسها * سيرة ذاتية للنجاح و الصبر وقوة الإرادة بداخل هذا القلب الناصع * لقد صعدت سُلم المجد والفن درجة درجة حتى تسابقت خطاها سريعا نحو ‘ تحقيق الأمنيات في الإذاعة والتليفزيون والإعلام ” بلا منازع ” و في النهاية احاول ان أكتب أو اصيغ المفردات و الكلمات في وصف هذي الشخصية المبدعة بقدر الاستطاعة “!!! اترك للأستاذة مريم الغامدي الحديث معي بكل وضوح كما عهدناها” بشفافية واضحة و مرونة يكمن خلفها أسرار النجاح و التميز ،
الأستاذ والشاعرة المميزة هيفاء الجهني التقت بالفنانة الكبيرة ودار بيننا حديث شيق مع إنسانة رائعة
ولدت الإعلامية والممثلة والمخرجة والكاتبة مريم الغامدي في مدينة أسمرة عام 1949 كانت من أوائل السعوديات اللواتي حصلن على مؤهل البكالوريوس للأدب الإنجليزي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1989 وكذلك على دبلوم التمريض، فضلاً عن دورة تدريبية من معهد المعلمات.
كانت مريم الغامدي أول من تعلم في قبيلتها وظهورها في الإذاعة والتلفزيونية جعلاها عرضة للتهديد بالقتل أكثر من مرة.
بدأت مريم الغامدي حياتها المهنية في مجال الصحافة حين كانت في الصف السادس إبتدائي عن طريق كتابتها لمقالات وانتقادات لبعض ما تورده الصحف والإذاعة وكذلك بعض المواقف التي تتعرض لها، سواء في المدرسة أو المجتمع.
من أول الصحف التي شاركت فيها “المدينة” من خلال ملحقها المخصص للأطفال ومن ثم جريدة “عكاظ”.
عام 1962 عند إتاحة الفرصة للنساء لاختراق المجال الإذاعي كانت مريم الغامدي من أوائل النساء اللواتي يسمعن صوتهن عبر أثير الإذاعة من خلال قراءتها لنشرة الأخبار، إلى جانب مشاركتها في برامج الأطفال وركن المرأة.
ونتيجة لاجتهادها وحسن سلوكها، كانت أول فتاة تحصد كأس الفتاة المثالية في المدرسة.
عام 1984 اقتحمت مريم الغامدي مجال كتابة السيناريو في الأعمال التلفزيونية لتكون بذلك سابقة بنات جيلها.
عام 1993 دخلت مريم الغامدي مجال الإنتاج كأول امرأة سعودية تقوم بذلك بتشجيع من المسؤولين في التلفزيون السعودي.
ككاتبة، تحمل مريم في جعبتها مجموعة قصصية بعنوان “أحبك ولكن” و”أسماء ونساء”، فضلاً كتاب رسائل حب وخواطر وجدانية باسم “وافترقنا عاشقين” وقد ترجمت قصصها إلى عدد من اللغات، منها الإيطالية والنرويجية والإنجليزية.
كرمت مريم الغامدي داخل السعودية وخارجها من قبل مهرجان الجنادرية 21 لمشاركتها صوتياً في مسرحية “الجنازة” من قبل إمارة منطقة الجوف وكذلك تم تكريمها في مهرجان القيروان الدولي في تونس عام 2005.
شاركت مريم الغامدي كممثلة في أكثر من 12 عملاً تلفزيونياً، إلى جانب فيلم روائي اجتماعي عن البيئة بعنوان “زائر بلا موعد” ومن أبرز المسلسلات “دعاة على أبواب جهنم” عام 2006م ، “أنا وأنت والإنترنت” عام 2007م، “عيال الصقر” عام 2008، “هوامير الصحراء-4 أجزاء”، “أيام وليالي” عام 2011م ، “لعبة المرأة رجل” عام 2012م ، “من الآخر” عام 2012م.
نالت مريم الغامدي العديد من الجوائز، أبرزها جائزة المؤسسات الموازية عن سهرة “عانس باختياري” وجائزة أحسن مؤلفة للدراما الإجتماعية الإذاعية عن مسلسل “امرأة من برج الصمود والتحدي” وكذلك حصدت جائزة من مهرجان تونس لاتحاد الإذاعات العربية عن سهرة “الطريق إلى الجنة” وفازت بجائزة الجدارة عن دورها في مسلسل “شذى الأندلس” الذي أنتجته إذاعة “صوت العرب” المصرية
بداية سنعود إلي الزمن الجميل إلي أغنيات الطفولة التي لا تزال أهازيجها تتردد في صدى يذكرنا بالأثر والأمس الثمين (ماما مريم ماما مريم زورينا،،، نحن زي ما وصيتنا صلينا الفروض الخمس وذاكرنا و حفظنا الدرس ..) بما يذكرك هذه الشجن وهذا النشيد اللطيف ؟
هذا النشيد يذكرني بأول إنتاج انتجته للتلفزيون السعودي ولاهتمامي ببرامج الطفل كان أول عمل انتجته للأطفال على ان يكون بشكل درامي..لأن الدراما كما دلت نتائج ابحاث ودراسات قام بها مختصون في العالم المتقدم تقنيا..فوجدو ان الدراما هي اسرع الطرق لإيصال الرسائل الهادفة للطفل..فكتبت ومثلت وانتجت برنامج ( رمضان شهر مبارك) كباكورة انتاج مؤسستي ..
أستاذة مريم : مهما كان الأنتماء الوطني فأن أول مكان يطأه الانسان يخلد في ذكرياته , وبما أنك وُلدتي خارج رحم الوطن حدثيني عن ذلك المكان الذي أحتضن وجودك لأول مرة ؟
الوطن وتحديدا المدينة التي استقبلتني في أول إطلالة للعالم الخارجي..كانت أسمرا عاصمة اريتريا في 1/1/1949..تلك المدينة التي كانت نعمة علي..مازلت كلما حصلت على جائزة عن أعمالي في أي وطن عربي..وكلما حنيت إلى طفولتي احمل حقائبي وارتحل إليها ..اعيش طفولتي من جديد..اذهب إلى الجامع الذي حفظت فيه القرآن لكريم وأنا 4 سنوات وختمت حفظه وانا 6 سنوات..امشي في الشارع الذي حملت في المصحف يوم ختمي للكتاب الكريم ،،أمامي فرقة تحمل الطبول ، وتنشد اناشيد دينية شجية ..بجواري الشيخ جمال المصري إمام المسجد الذي استقبلني في الجامع وقد كنت البنت الوحيدة في الجالية العربية حينها..خلفي يمشي زملائي في الجامع.. خلفهم اولياء الامور.. توقفت السير في الشارع العام رغم اختلاف الديانات فرحة بابنة ذلك الحي الذي كنا نسكنه وكان محل ابي فيه على الشارع العام ..تصدقين ؟ في عمري هذا أسافر مرات لأجلس على عتبة الجامع التي جلست على عتبتها ذات يوم وانا طفلة..تلك المدينة الافريقية الجميلة لايضاهي عشقي لها مدينة أخرى..
أول خطواتك نحو المجال الإعلامي كان بعد تسعة سنوات من عودتك إلي جدة وبعمر الاثنى عشر حيث كانت إذاعة البرنامج الثاني أول نافذة تطلي منها , من دفعك نحو طموحك شغفك أم رغبتك ؟
أنا ابنة مدرسة دار الحنان..المدرسة المثالية التي اسستها الاميرة عفت الثنيان حرم الملك فيصل رحمهما الله..وقد كانت في البداية لليتيمات وذوات الاحتياجات الخاصة..وكانت متطورة جدا..ففتحت لكل من تريد الالتحاق بها.فالتحقت بها أميرات من العائلة المالكة..وبنات الأثرياء ورجال الاعمال..كانت المدرسة منذ إنشائها تقيم حفلا سنويا يتضمن المسرحيات باللغة العربية والانجليزية..ويتضمن الاستعراضات الراقصة..وتقام فيها المعارض لعرض اعمال الطالبات..في احدى حفلات المدرسة السنوية ..رآني السفير فؤاد شاكر رحمه الله وقد كان ضمن اولياء الامور..فأعطاني خطابا لبابا عباس ( عباس فائق غزاوي رحمهما الله) وذهبت للإذاعة وبدأت العمل رأسا .
مريم الغامدي أنتي الفنانة التي تحتفظ بأسبقية الأولوية في مشوارك الفني فأنتي أول سعودية قرأت نشرة أخبار إذاعية وتلفزيونية وأنتجت أعمالاً فنية وكتبت سيناريوهات للدراما، فضلاً عن مشوارك في التمثيل والتجربة الإخراجية بعيدا عن التجربة هل أنتي راضية عن حقك الكافي في الشهرة و الحضور ؟
راضية جدا..وعلى فكرة..انا التي تبتعد عن الاضواء والشهرة..اعمل بصمت ولا اطالب بحقوق هي لي..انا اتهرب من التواجد في المناسبات العديدة..إلا إن طلب مني عمل وطني..اسرع في الموافقة..لكني لا ألح ولا أطالب.
بعد وقت طويل من التجربة الإنتاجية ومغامرتك بخوض مجالها أين وصلت بذلك و أين يقف طموحك ؟
الحقيقة لم يتوقف طموحي ..ولكن للأسف هناك من يحاول ايقافه..ايقاف مشاركاتي كمنتجة..ربما لأنهم لا يريدون ان تعمل المرأة في الانتاج ..لا أدري..في التلفزيون اعمال درامية اقدمها..وتقدر بجيد جدا من قبل الرقابة..ولكن وقت تحديد الاعمال المشاركة في رمضان..اتفاجأ بأن اعمالي ليست ضمن الاعمال المعتمدة!! آخر عمل انتجته للتلفزيون السعودي كان عام 2002!
أيهما أصعب التمثيل أم الإعلام أم الإنتاج ولماذا ؟
الحقيقة الانتاج اصعب من التمثيل والاعلام..لأن هناك من يتحكم به..من يحاول عرقلة اعمالك..لن يستطيع الصبر على الانتاج ومايتعلق به من امور غريبة سوى من لديه صبر وخبرة وحنكة.
البعض يصف الدراما السعودية بأنها ضعيفة فما رأيك في ذلك ؟
الدراما السعودية ضعيفة ..لأن بعض المنتجين لايهمهم سوى الكسب المالي..وهؤلاء هم مافيا الانتاج..وللاسف التلفزيون يوافق على اعمالهم مقدما ولا ندري ماالسبب..بينما الاعمال القوية حبيسة الادراج .
من صدمك ولماذا ؟
(بعد ضحك تقول ) الصدمات عديدة ياعزيزتي..وأسبابها الغيرة والحسد..محاولة عرقلة اعمالي..ولكني دائما لاألتفت لكل مايفعلون..ولا حتى اناقشهم رغم اني أعلم من هم..لأني امشي دائما إلى تحقيق اهدافي ..ولا افكر قيمن يضع العثرات في طريقي
الشهرة لها ضريبة من المجتمع والأسرة فما ضريبة شهرتك وكيف تعاملتي مع ذلك ؟
نعم الشهرة لها ضريبة..بالنسبة لي واتتني الشهرة منذ التحقت بالجامع وانا طفلة وبنت في اسمرا ،،فكان اهل شارعنا العرب والاجانب على مختلف دياناتهم..يرحبون بي ويحبوني ..لاني كلما حفظت سورة جئت إليهم اقرؤها عليهم فيشجعونني..ثم عندما قدمنا الى الوطن التحقت بدار الحنان..وكان تعليم البنت مرفوضا في بلادنا..ولم يكن فيه سوى عدة مدراس لاتزيد عن عدد الاصابع انشأتها أميرات وسيدات ثريات..فكنت في قبيلتي أول بنت تلتحق بالمدرسة فكانت شهرة ..ثم التحقت بالاذاعة ثم التلفزيون..وكتبت بالصحف..لذلك الشهرة بالنسبة لي طبيعية جدا..لأني اتصرف بتلقائية..ولا احرج ان يراني احد ..اسلم على الجميع ببساطة وتلقائية..ليس لدي ماأخفيه..أو أحرج منه..ودائما قريبة من الناس
( أنا و أنت و الأنترنت ) من أنتاجك و تأليفك و أخراج كابي سعد لماذا لم يعرض علي التلفزيون السعودي؟
هذا المسلسل قدمته للتلفزيون السعودي قبل LBC ولكن كالعادة لم تأتِ موافقة عليه..وتصادف ان التقيت مع المخرج كابي سعد وسألني ان كان لدي نصوص..فعرضت عليه المسلسل..فقدمه إلى الفضائيات في لبنان ووافقو على انتاجه..فاتفقت مع lbc
مريم الغامدي مالذي يلهمك في هذه الحياة؟
الحياة نفسها..مايجري فيها من مشكلات وقضايا..وخاصة مشاكل مجتمعنا السعودي..لقد طرقت ابوابا لم يتطرق لها احد من قبلي..وفتحت الباب للكتاب والمنتجين
عبارة او شعار تردديها دائماً ؟
أنام ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر الخلق جراها ويختصموا (بيت للمتنبي) ،،، يصف كيف اتعامل مع يحاولون النيل مني..او إعاقة مسيرتي
القلم ينجب الحبر فماذا انجبت احبارك؟
احباري انجبت الكثير ، أعمالا درامية كثيرة منذ كنت في الثانية عشرة وحتى اليوم والحمدلله قصصا قصيرة..مقالات عديدة في مجلات وصحف متعددة داخل وخارج المملكة
2 pings