[COLOR=red]عادل السالم " صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]
بعد 15 أسبوعاً من التنافس الحاد والذي امتلأ بالروح الأخوية والشاعرية المميزة، وبحلقة مميزة تعطّرت بحضور أصحاب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – ولي عهد أبوظبي، والشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، حيث كان في مقدمة مستقبلي أصحاب السمو لدى دخولهم المسرح، سعادة محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة – مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
بدأت الحلقة الأخيرة لهذا الموسم المميز في بث مباشر لقناتي أبوظبي الإمارات وشاعر المليون، من مجلس الإعلامي عارف عمر معد البرنامج، حيث استضاف في الاستوديو إلى جانب الأخصائية النفسية د.ناديا بوهناد، الشاعرين بدر صفوق وتركي المريخي عضوي اللجنة الاستشارية لبرنامج شاعر المليون، وفي حديث عبروا خلاله عن رؤيتهم للبرنامج مع نهاية موسمه الخامس، قال الشاعر بدر صفوق: إن الشاعر أصبح يدرك أنه لا يصل إلى الجمهور بالشكل الذي يرضيه إلا من خلال المرور بشاطئ الراحة، وهذا تتويج للجهد المضني الذي بذله القائمون على البرنامج طيلة خمس سنوات.
أما تركي المريخي فقد قال: "في ليلة الختام نهنئ أنفسنا بهذا المهرجان الجميل، وفي هذا المكان حيث أصبحت أبوظبي ملتقى لجميع الثقافات وليس للشعر فقط، كانت الجهود في هذه النسخة كبيرة جداً وأعتبر أن الشعراء الـ 48 هم صفوة الصفوة وليس الخمسة فقط".
د.بوهناد قالت إنها شعرت بالراحة خلال متابعة شاعر المليون واستفادت كثيراً من الشعراء ومن لجنة التحكيم.
ثم قام الإعلامي عارف عمر بعرض استطلاع لآراء متابعي البرنامج أشادوا عبرها بهذه النسخة، ومن بين تلك الآراء كان ما قاله الشاعر حمد السعيد عضو لجنة التحكيم الذي اعتبر جميع شعراء هذه النسخة مميزين ومتمكنين، وأيا كان من سيحصل على البيرق فهو يستحقه.
وبحسب ما صرّح به الأستاذ سلطان العميمي عضو لجنة التحكيم في الحلقة السابقة، فإن قصيدة المشاركة للشعراء الخمسة عبارة عن رد على قصيدة الشاعر ناصر العجمي التي تنازل فيها عن البيرق لإخوانه (وطلّقه بالثلاث).
– أحمد بن هياي وعزيمة لا تعرف الالتواء
استهلال المنافسة كان مع الشاعر أحمد بن هياي المنصوري، الذي صدح بقصيدة جميلة كما هي حاله في المراحل السابقة، ابتدأها بالتصريح عن عزمه على حمل البيرق فقال:
يشوش الراس من بعض الحزاوي
ولا يلوي حبال العزم لاوي
واستمر ليصل إلى رده على العجمي بالقول:
مضاوي قال بلسان القصيده
وطلقها وان اماني هواوي
هواي البيرق اللي طاح دونه
نجوم من ضياها الليل ضاوي
وقبل أن يكمل المنصوري مشاركته، أضاء المسرح بدخول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، فكان أن رحب المنصوري بتشريف سموه للمسرح، وأعاد قراءة قصيدته.
د.غسان الحسن رحّب بحضور أصحاب السمو الشيوخ، ثم التفت إلى تقييم قصيدة المنصوري عادّاً إياها الأجمل بين مشاركاته في المسابقة، حيث استخدم – كما يرى د.الحسن – جماليات لغوية متناسبة مع المعاني ومفردات متناغمة فيما بينها.
سلطان العميمي، وبعد تحيته لأصحاب السمو الشيوخ وشكره لهم على تشريفهم المسرح بالحضور، وجه خطابه للمنصوري قائلاً: "ردك من المطلع كان مرتفع الشاعرية وملفتاً للنظر، في النص تكثيف شعري احتوى من القوة والتميز ما يلفت الانتباه بشكل ذكي، غضافة إلى استخدامك الرمز التاريخي الخاص بالإمارات".
أما حمد السعيد فقد حيّا أصحاب السمو على طريقته الخاصة حيث قدم أبياتاً شعرية يشكرهم فيها على حضورهم الذي زان البرنامج وأكسبه ألقاً كبيراً، ثم اشاد بأداء أحمد بن هياي وحبكته للنص، معتبراً أن التطور التصاعدي لمشاركته في المسابقة عبر مراحلها كان واضحاً.
– راشد الرميثي .. عتاب المحبّ للمحبّ
الشاعر راشد أحمد الرميثي، كعادته جاء مميزاً هادئاً متزناً، لتتضمن قصيدته نبرة عتاب وجهها لأخيه ناصر بن ثويني العجمي في بيته القائل:
وابادلك العتب يا بن ثويني
بن عثيمين اعطاك الفتاوي
وقد اعتبر العميمي الخطاب في هذا العتب ذكياً وبعيداً عن التجريح، مشيراً إلى جماليات الصور الشعرية في القصيدة.
حمد السعيد اختصر رأيه بأن هذه المجاراة حملت جزالة شعرية واضحة.
د.الحسن قال بأن مدح الشاعر في هذه الأمسية ليس له أي نتائج، مؤكداً أن راشد الرميثي خلال مشاركاته كلها أثبت أنه شاعر مثقف وقد بدا ذلك في المواضيع العديدة التي تناولتها قصائده.
– سيف السهلي .. الثقة بالنفس
بثقته المعهودة وحضوره الجميل، دخل سيف السهلي المسرح رافعاً كلمة التوحيد على جناح قصيده فقال قبل جلوسه على كرسي المنافسة:
لا اله الا انت يا علام مكنون الصدور
انت وحدك لا شريك لك ولا يعبد سواك
وبعد انتهائه إلى مدح سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كان أن وقف السمو كله بتواضعه الجميل الذي عوّد الناس عليه ليرد تحية الشاعر.
ثم أنشد السهلي قصيدته خاطباً (مهاوي) ذات المهر الثمين، وعبر عن ذلك بقوله:
مهرها سهر ليل وقطع فرجه
وفزعات الحميه والنخاوي
وقد أشاد حمد السعيد بالقصيدة والانتقالات السلسة التي تميزت بها، فيما لفت د.الحسن الانتباه إلى تفاعل سيف مع القصيدة ووصفه بالرائع والذكي، أما العميمي فقد أكد على أن أسلوب السهلي منذ دخوله المسابقة مميز ومتفرد، وكذلك مواضيعه وأفكاره.
– عبدالله بن مرهب .. قصيدة العذوبة
نسانيس الصبا طب الهواوي
ليا منه تعذره النداوي
بهذا المطلع بدأ البقمي مجاراته لقصيدة ابن ثويني، ثم أكد تمسكه بالبيرق من خلال حضور آخر لـ (مهاوي) حين قال:
تطلق ما تطلق يا رفيقي
حشا والله ما اطلق مهاوي
د.غسان الحسن قال: أكاد أسميها قصيدة العذوبة، فالجمل الشعرية كلها عذبة وليس فيها أي حشو أو فائض.
سلطان العميمي وصف عبدالله بالمميز، واعتبر رده حاملاً الكثير من السلاسة التي تجعل المتلقي يشعر أن النص قريباً من متناول يده دون أن يصل إليه بسهولة.
أما حمد السعيد فقال: عسى الله يعين ناصر على قصايدكم.
– علي البوعينين يرفض الطلاق ويعزف على وتر الصورة الشعرية المميزة
بهذا العنوان افتتح سلطان العميمي الحديث عن قصيدة علي البوعينين التي جاء في مطلعها:
بعد طلقت يا ناصر مضاوي
أنا با اسمعك قصة مهاوي
لتكون (مهاوي) حاضرة للمرة الثالثة عبر قصيدة وصفها سلطان العميمي بالجزلة والرومنسية والرقيقة.
حمد السعيد أشار إلى أن تكرار اسم مهاوي يأتي في إطار وحدة البيئة والثقافة التي يتمتع بها شعراء السعودية، مشيداً بالحضور الجميل للشاعر.
أما د.غسان الحسن، فقد أشار إلى وجود نرجسية في القصيدة قلبت الموضوع إلى حيث تكون القصيدة عاشقة للشاعر بدلاً من عشق الشاعر للقصيدة، معقباً بأن هذا شيء جميل جداً.
وبعد انتهاء الشعراء من المنافسة جرى عرض تقرير مصور تحدث فيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عن دور المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في دعم الثقافة والشعر النبطي والإبداع، عرج خلاله على زيارة المغفور له إلى الكويت سنة 1982 التي حرص أثناءها على حضور افتتاح ديوانية شعراء النبط برفقة أخيه المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، مشيداً بأصحاب السمو شيوخ أبوظبي الذين نهجوا نهج والدهم، فاستحقوا وقفة إجلال واحترام.
أعقب هذا التقرير تقديم أوبريت غنائي من أداء الفنان الإماراتي عيضة المنهالي، وكلمات الشاعر جمعة مانع الغويص.
وأثناء حديث تبادله في المجلس معد البرنامج عارف عمر مع الشاعرين بدر صفوق وتركي المريخي حول ما قدمه الشعراء في هذه الحلقة، وعن الروح الأخوية التي ظلت عنوان مشاركتهم فتميز بها الموسم الخامس، كانت لجنة التحكيم قد منحت الدرجات للشعراء المتسابقين على البيرق، وجاءت الدرجات متقاربة جداً حيث حصل كل من أحمد بن هياي وعبدالله بن مرهب على 28 من 30 درجة، وكذلك تساوى راشد الرميثي وعلي البوعينين بـ 29 درجة، في حين انفرد سيف السهلي بـ 27 درجة.
وبعد جمع الدرجات مع نسب التصويت التي حصل عليها الشعراء انتهى مشوار البيرق هذا العام بتتويج الشاعر الإماراتي راشد الرميثي بالمركز الأول ليحصل على بيرق شاعر المليون في موسمه الخامس، وجائزة قدرها خمسة ملايين درهم إماراتي، وقد قام سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان وسعادة محمد خلف المزروعي بتسليم الدروع التكريمية للشعراء: أحمد بن هياي المنصوري في المركز الثاني، سيف مهنا السهلي في المركز الثالث، علي البوعينين التميمي في المركز الرابع، وعبدالله بن مرهب البقمي في المركز الخامس.
هذا وسيحصل الشعراء أصحاب المراكز التالية للأول على جوائز قدرها: أربعة ملايين درهم للثاني، ثلاثة ملايين درهم للثالث، مليونا درهم للرابع، ومليون درهم للمركز الخامس.
الوكالة تبارك لشعراء المليون في هذا الموسم فوزهم وتهنئهم بما حققوه ونالوا من خلاله محبة متابعي الشعر في كل مكان.
وكل عام والشعر والشعراء وأبوظبي عاصمة الإبداع والألق بألف خير ومحبة وسلام
[flash=http://youtube.com/v/Pg0QHC8lTAg&feature=player_embedded]WIDTH=500 HEIGHT=400[/flash]