( صحيفة عين الحقيقة )
أنهت رئاسة الحرمين، أمس، رفع كسوة الكعبة المشرفة؛ استعداداً لموسم الحج لهذا العام؛ حيث طوى فريق من المتخصصين ثوب الكعبة المكسو بقطعة من الحرير الأسود المخطوط عليها آيات من القرآن الكريم، للأعلى، وهي الفرصة التي تسنح للطائفين لرؤية ثوب الكعبة مرفوعاً؛ جرياً على العادة السنوية، وهي من مظاهر التشريف لبيت الله الحرام، وتأكيداً للاهتمام الذي توليه حكومة المملكة للحرمين الشريفين.
ويُرفع ثوب الكعبة المبطن من الداخل بالقماش الأبيض، قبل بدء موسم الحج بفترة كافية، وهي خطوة هامة لكي لا يقوم بعض حجاج بيت الله أو المعتمرون بقطع الثوب بأي أدوات حادة للحصول على قطعة من هذا الثوب طلباً للذكرى أو البركة أو ما شابه ذلك؛ فكسوة الكعبة مستحبة لما فيها من تعظيم لبيت الله الحرام؛ حيث كانت معظمة منذ عهد الأنبياء السابقين.
وقال مدير مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة، في حديث إعلامي: إن ثوب الكعبة المشرفة يُرفع كل عام إيذاناً بدخول شهر الحج؛ مؤكداً أن احتكاك بعض الطائفين عن غير قصد بكسوة الكعبة المصنوعة من الحرير؛ يؤدي إلى “تنميش” سترة الكعبة، كما أن سحب بعض خيوطها جراء التبرك بها والاعتقاد الخاطئ بلمسها؛ يؤدي إلى إلحاق الضرر بها؛ ولذلك يرفع ثوب الكعبة من باب الاحتراز؛ للحفاظ على سلامة الكسوة ومنع العبث بها.
ويُرفع ثوب الكعبة عن سطح المطاف بما يعادل ثلاثة أمتار من أصل 14 متراً هي ارتفاع الكعبة؛ مبقياً 11 متراً من المساحة المكسوة؛ وذلك حتى 12 محرم.. وتشهد صبيحة يوم عرفة الموافق للتاسع من ذي الحجة، تبديل الكسوة التي تجرى مرة كل عام.
ويشهد يوم الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام، فك أحزمة الكعبة المذهبة التي يبلغ عددها 52، وتتكون من أربعة أحزمة في كل جانب، وخمسة في ستارة الكعبة، وستة تحت حزام الكعبة؛ فضلاً عن 21 قنديلاً موزعة في أركان الكعبة، وكل ركن فيه قنديل مكتوب فيه آيات متنوعة مثل: {قل هو الله أحد}، و{الحمد لله رب العالمين}، إضافة إلى خمسة قناديل كُتب عليها “الله أكبر” فوق الحجر الأسود عند موضع بداية الطواف، وبقية القناديل موزعة على أرجاء الكعبة، إضافة إلى خط الركن اليماني الذي يبدأ من أعلى الحجر إلى تحت الحزام، وأخيراً ميزاب الكعبة الموجود في الجهة الجنوبية وتحديداً عند حجر إسماعيل.
وتعد كسوة الكعبة من أقوى مظاهر التشريف لبيت الله الحرام، وهناك تاريخ عريق للمسلمين في كسوتها، وبرع وأبدع فيها أشهر فناني العالم الإسلامي؛ حيث كانت لسنوات طوال تأتي مع قافلة الحج المصرية حتى عام 1345هـ، عندما وجّه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ببدء تنفيذها في مصنع مختص في مكة المكرمة، ووفّر لها أفضل الإمكانات الممكنة.
ويبلغ ارتفاع كسوة الكعبة 14 متراً، وحزامها 95 سنتيمتراً بطول 47 متراً، وتضم 16 قطعة، كما توجد تحت الحزام كتابات من آيات وأدعية، والحزام مطرز بتطريز ظاهر ومغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة كاملة، وتحتوي الكسوة على ستار باب الكعبة المصنوع من الحرير الخالص، على ارتفاع ستة أمتار ونصف المتر، وعرضه ثلاثة أمتار ونصف المتر من الكتابة.
وثوب الكعبة هو عبارة عن قطعة من الحرير الأسود المخطوط عليها آيات من القرآن الكريم بماء الذهب، وتبدّل هذه الكسوة مرة كل سنة، خلال موسم الحج؛ وذلك في صبيحة يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة.