جبه ( صحيفة عين الحقيقة )
تعتبر “جبة” من أهم المواقع الأثرية القديمة وأكبرها في المملكة، وهي بمنطقة حائل بشمال المملكة، كما أنها تقع على طريق القوافل القديم الرابط بين شرق البحر الأبيض المتوسط وهضبة نجد.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن أقدم مواطن الاستيطان المعروفة في المنطقة تقع في جبة، حيث تم الكشف عن موقعين يعودان إلى العصر الحجري الأوسط، يقع الأول في جبل أم سلمان والثاني في الجهة الجنوبية الشرقية. وتعود النقوش الموجودة بجبة حائل لثلاث فترات زمنية مختلفة، والمنطقة عبارة عن أرض لبحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفود الكبير وتعلوها من الغرب والجنوب جبال رسوبية تتمثل بأم سنمان وغوطا وشويحط وعنيزة. وأول من ألقى الضوء على جبة هي الإنجليزية الليدي آن بلنت برفقة زوجها في عام ١٨٩٧م، حيث لفت نظرها تفرد جبة بتنوع تضاريسي ساحر يجمع بين كثبان النفود الضخمة والجبال الشاهقة وأشجار النخيل فيها، وهو ما ذكرته في كتابها المشهور رحلة في بلاد نجد٠ ويقع مركز آثار جبة في غربها، وهو مركز حديث تم تصميمه على مشارف الموقع المسيج والذي يشمل النقوش والرسوم الصخرية التي أعطت لجبة شهرتها٠
وداخل الموقع المسيج يمكنك مشاهدة الرسوم الصخرية القديمة من جمال والجواميس البرية والوعول والمنتشرة بكثرة على سفوح التكوينات الصخرية العملاقة، ويصل عمر بعضها إلى أكثر من ستة آلاف عام مع تواجد نقوش ثمودية أحدث. كما تحتوي “جبة حائل” على مجموعة متنوعة من الرسومات الصخرية المميزة، فمنها ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية ونباتية ورمزية، وأكثر ما يسترعي انتباهك في جبة حائل تلك المنحوتات الضخمة التي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أمتار طولاً وإلى أربعة أمتار عرضًا لمخلوقات عملاقة ليس فيها ما يشبه الإنسان، غير أن لها رؤوسًا وأيادي وأرجلاً، وكل ما كان لون داخل المحفورة يماثل لون الصخرة الأساس دل على توغلها في القدم، وتضم تلك الجبال محفورة العربة التي تجرها الوعول، وقد ثبت أنها أقدم رسم يمثل العجلة أو الدولاب في العالم، والمعروف أن العجلة هي أساس الحضارة. وفي عام 2015 تم تسجيل الفن الصخري في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في منطقة جبة من قبل منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي.