( صحيفة عين الحقيقة )
كشف مراقبون أن الموقف السوداني الرمادي خلال المفاوضات الجارية طوال السنوات حول قضية السد جعله أقرب للموقف المحايد، بين الموقفين المصري والإثيوبي اللذين بكل تأكيد يجعلان مصالحهما كأولوية.
ورأى محمد يوسف القيادي في تجمع المهنيين السودانيين أن الحديث عن سلبية السودان في الأزمة توصيف غير دقيق، “لأن كل ما يحدث بطول مجرى النيل يعني السودان بشكل رئيسي لأننا نعتمد بشكل كبير على النيل”.
ويؤكد يوسف ، أن “الأفق الزراعي التنموي الذي يعتمده السودان خلال المراحل المقبلة يعتمد بشكل كامل على نصيب البلاد من النيل، فكيف نكون غير معنيين بسد النهضة؟”.
ويرى الكاتب السوداني خالد التيجاني، أن “علاقة تحالف سياسي وثيقة كانت تربط بين الرئيس السابق عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ميلس زيناوي، لافتا إلى أنه مع التغيير الكبير الذي حدث في السودان إلا أن قضية سد النهضة لا تزال تدار بأجندة موروثة من النظام السابق.
وشدد الكاتب على ضرورة نهوض الحكومة الجديدة للتعامل مع هذه القضية الحيوية على مصالح البلاد ومستقبلها بما تستحقه من اهتمام وجدية.
وحذر الكاتب من أن “الأمر أخطر من أن يترك لموقف موروث غير مدروس، أو لجهة فنية معزولة خارج سياق وأبعاد الصراع الوجودي المتصاعد في حوض النيل، فحروب المياه لم تعد مجرد احتمالا في سيناريوهات الدراسات الاستراتيجية بل باتت تطرق بقوة على أبواب السودان”.
أما كمال حسن بخيت الكاتب والمحلل السياسي السوداني فقال : “نعم لن تتأثر حصة السودان بشكل كبير نتيجة سد النهضة، لكن المشكلة الأكبر أن السد له مخاطر سيئة بخلاف فترة الملء والتشغيل من حيث التصميم والأرض المقام عليها، وفي حال حدوث مشكلة ستتعرض السودان للمخاطر الكبرى قبل مصر”.
وقالت الخبيرة في الشأن السوداني إيناس مزمل : “سد النهضة قضية شائكة بحكم الجيرة والتاريخ الطويل الذي يجمع السودان ومصر، إلا أن إثيوبيا قدمت وعود للسودان بمدها بالكهرباء، وهو أمر ضروري للسودانيين وفي حاجة إليه دفعت البعض منهم للخروج في مظاهرات”.