( صحيفة عين الحقيقة )
لعل أشهر حادثة تم إلصاقها بعقولنا في الصغر وإلى اليوم هي سقوط التفاحة على نيوتن وتفكيره في الجاذبية الأرضية بصورة علمية صحيحة.
ونيوتن عاش في (1052 هـ – 1642م) وتوفي (1139هـ – 1727م).
فلنقارنه بالعلماء المسلمين الآتي أسمائهم وتواريخهم :
أولًا: الهمداني (ت334 هـ – 945م): واسمه (الحسن بن أحمد بن يعقوب) قال في كتابه (الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء) في سياق حديثه عن الأرض ككرة (وهذا سبق آخر) وما يرتبط بها من مياه وهواء: فمَن كان تحتها (أي تحت الأرض من الجهة الأخرى ككرة) فهو في الثابت في قامته كمن فوقها، ومسقطه وقدمه إلى سطحها الأسفل كمسقطه إلى سطحها الأعلى، وكثبات قدمه عليه، فهي بمنزلة حجر المغناطيس الذي تجذب قواه الحديد إلى كل جانب.
ثانيًا: أبو جعفر الخازن (القرن الرابع الهجري): وقد تحدث عن التسارع (أو العجلة) في سقوط الأجسام نحو الأرض واحتوى كتابه (ميزان الحكمة) ما يدل على معرفته بالعلاقة الصحيحة بين السرعة التي يسقط بها الجسم نحو سطح الأرض والبعد الذي يقطعه والزمن الذي يستغرقه، وهي العلاقة التي تنص عليها المعادلات الرياضية المنسوبة لجاليليو في القرن السابع عشر الميلادي – ومن أقواله : إن ذلك ناتج عن قوة تجذب هذه الأجسام باتجاه مركز الأرض .
ثالثًا: أبو الريحان البيروني (ت440هـ – 1048م): يؤكد ما سبق إليه الهمداني من أن الأرض تجذب ما فوقها نحو مركزها حيث جاء في كتابه (القانون المسعودي) أن الأثقال إلى أسفل.
رابعًا: هبة الله بن ملكا البغدادي (ت560هـ – 1165م): وقد نجح في تصحيح الخطأ الجسيم الذي وقع فيه أرسطو عندما قال بسقوط الأجسام الثقيلة أسرع من الأجسام الخفيفة، بل وسبق جاليليو في إثبات أن سرعة الجسم الساقط سقوطًا حرًا تحت تأثير الجاذبية الأرضية لا تتوقف إطلاقًا على كتلته، وذلك عندما تخلو الحركة من أي معوقات خارجية، وقد عبر عن هذه الحقيقة العلمية الهامة في كتابه (المعتبر في الحكمة)، بل أضاف البغدادي حقائق جديدة أخرى عن ظاهرة الجاذبية من خلال دراسته لحركة المقذوفات.
فهل حقًا اكتشف نيوتن الجاذبية قبل هؤلاء الأكابر؟!
1 ping