( صحيفة عين الحقيقة )
لم تستطع تحمل موقف الابن تجاه أمه الذي أصر على تغسيلها في المستشفى بدلا من المنزل، خشية انتقال العدوى، فقررت هي تغسيلها غير عابئة بما قد يحدث.ضمن آلاف الحكايات التي خلفتها الجائحة حول العالم، أسست تقى محمد الفتاة العشرينية مبادرة لـ “غسل الموتى” مجانا.في حديثها لـ”سبوتنيك” قالت تقى ابنة محافظة الفيوم بمصر: إن “الدافع وراء تأسيس المبادرة كان خوف الأهل من تغسيل وفيات كورونا خشية انتقال العدوى”.
قررت تقى في البداية تغسيل أول سيدة دون علم أهلها ليقينها أنهم سيرفضون الأمر، ولم تكن تملك أي أدوات وقاية في هذا الوقت، حيث ارتدت “أكياس بلاستيك”، إلى جانب الماسك والأدوات المتاحة.الفتاة التي تحضر عمليات الغسل منذ نحو سبع سنوات، خريجة قسم شريعة جامعة الأزهر، قررت أن تعلن ذلك بعدما حصلت على موافقة والدها فانضم إليها بعض الفتيات المتطوعات.
تفاعل معها أهالي المحافظة، ووجدت تبرعات بأدوات التعقيم والأدوات الشخصية اللازمة للوقاية من الفيروس، مع تزايد عدد الحالات التي يرفض البعض تغسيلها خشية انتقال العدوى.بشأن الجانب الطبي تؤكد تقى أنها “استشارت بعض الأطباء لأخذ كافة الاحتياطات لعدم انتقال العدوى لها أو لأعضاء الفريق، إلى جانب ارتداء البدل الواقية أثناء عملية الغسل”.
يضاف الكحل والكلور خلال عمليات الغسل للحد من إمكانية انتشار الفيروس الذي يحمله جسد المتوفى، ومن ثم يكفن بشكل شرعي وينقل للدفن.نحن نخشى “الفيروس” ولا نخشى المتوفى، تؤكد تقى بهذه الجملة أنها تأخذ كل احتياطاتها هي والفريق لعدم انتقال العدوى، لكنهم لا ينظرن أي نظرة غير لائقة للمتوفى، حيث يتمكن من الغسل التكفين بطريقة شرعية. لم يقتصر الفريق على الفتيات بحسب، فقد انضم بعض الشباب للفريق لتغسيل الرجال، وانتقلوا إلى مناطق أخرى داخل المحافظة، حتى أصبح الجميع يطلبهم في شتى أنحاء المحافظة، فيما يخططون للانتقال للقاهرة .
بحسب أعضاء الفريق وحديثهم لـ”سبوتنيك”، “لم يقتصر الأمر على “غسل الموتى” بل تطورت المبادرة فيما بعد لتشمل متابعة حالات العزل المنزلي وتوفير وجبات الطعام لهم، وكذلك توفير الأدوية اللازمة تحت إشراف الأطباء”.
بعد عمليات الغسل يعقم المكان والأدوات بشكل جيد ومكثف حتى لا يترك أي أثر يحتمل معه بقاء الفيروس في مكان الغسل أو انتقاله.الدوافع التي كانت وراء الجميع بحسب حديثهم لـ”سبوتنيك”، هو “حالة الذعر التي تنتاب البعض وتجعلهم يتصرفون تصرفات غير لائقة تجاه أهلهم الموتى، وألا يتركوهم دون غسل أو يدفنون دون “غسل شرعي”.
دائما ما يخشى الفريق الإصابة، إلا أنهم يحرصون على استخدام كافة الأدوات وأخذ الإجراءات الاحترازية بشكل كامل.