( صحيفة عين الحقيقة )
يظل الجميع يتنفس عندما يوضعون تحت تأثير التخدير العام، فعلى الرغم من تخدير جميع أعضاء الجسم، لا يتوقف غالبية الناس عن التنفس تمامًا، ولكن الأمر أكثر تعقيدًا، حيث يحتفظ الجسم ببعض وظائف الجهاز التنفسي، ويتم التنفس بشكل عفوى، ولكن لماذا لا يتوقف القلب؟
التخذير الكلي، يستهدف جميع أعضاء الجسم، ويمنع إطلاق الخلايات العصبية في أجزاء معينة من الدماغ، ولكن استخدام الشلل كمخدر هو ما يجعل الإنسان غير قادر على التنفس، فهناك بعض الحالات يستقبل المريض تخدير عبارة عن شلل للمستقبلات النكتونية للعضلات الهيكلية، والتى دورها أن تمنع الأعصاء من إعطاء أمر للعضلات بالانقباض، وعضلات التنفس تحتوى على هذه المستقبلات، مما يشل التنفس والعضلات الإرادية الآخرى.
وهذا ينطبق على جميع أعضاء الجسم، ولكن ماذا ايضًا عن القلب؟ فعلى الرغم أنها تتلقى كباقى الأعضاء محاولات للإيقاف أو عدم استقبال المؤثرات، إلا أنه على الأخص يحتوى على نظام توصيل داخلي خاص، يتم التحكم فيه بواسطة خلايا منظم ضربات القلب داخل العقدة الجيبية الأذينية، فالشلل الذي يمكنه وقف التنفس لا يمكنه وقف القلب، فهو لا يعتمد على إشارات الدماغ ليبنض.
على الأرجح لا يتوقف عمل القلب مع تأثير التخدير العام، ولكن قد يتم إيقافه بشكل عمدى من خلال بعض الأدوية، وربما يؤدى انخفاض ضغط الدم المفاجئ الناجم عن أدوية التخدير إلى تقليل تدفق الدم للقلب، مما يزيد من مخاطر الوفاة بالسكتة القلبية، وفي هذه الحالة يجب أن يكون هناك جهاز إزالة الرجفان أمام الأطباء في غرفة العمليات تحسبًا لهذا الأمر، وتعريض القلب لصدمة ودفعه للنبض مرة أخرى.
يقدم الأطباء نصائح قبل التخذير العام، فلا بد أن يكون المريض صائما قبل الجراحة بست ساعات، ويمكنك تناول بعدها بساعات بعض السوائل أو الأدوية التي يجيزها الأطباء ولكن مع رشفة صغيرة من الماء حتى وقت الصيام قبل الجراحة، ولكن يظل الطعام ممنوعًا قبل الجراحة، لأن محتوى معدتك قد يصل للرئة أثناء التخدير وهو ما يُطلق عليه الشفط، عندما يتنفس الجسم القيء، وهذا قد يهدد حياة المريض.