تركي الفهيد ( صحيفة عين الحقيقة) حائل
ما أجمل أن يضع الإنسان له في هذه الحياة بصمة، ويترك له أثراً عطراً كالمسك الفوّاح وكالنور الوضّاح ، تأملت حديثاً رُوي عن المصطفى والحبيب المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه أنه قال ( خير الناس أنفعهم للناس ) وتوقفت متفكراً أمام أبيات جميلة للإمام الشافعي رحمه الله يقول فيها :وأفضَل النَّاسِ ما بين الورَىٰ رجلٌ/
تُقضَىٰ علىٰ يدهِ للناسِ حاجاتُ.
لا تمنَعنَّ يد المعروفِ عن أحَدٍ/
ما دمت مقتَدِراً فالسعدُ
تاراتُ.
واشكر فضائِلَ صنع الله إذجُعِلتْ/
إليك لَا لكَ عند النَّاس
حاجاتُ.
قَد ماتَ قومٌ ومَا ماتَت فَضائِلهم/
وعاشَ قومٌ وهم في النَّاس أمواتُ٠
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت)
ولله در أمير الشعراء وشاعر النيل أحمد شوقي حين قال:
وكن رجلًا إن أتوا بعده
يقولون مرّ وهذا الأثر
تذكرت كل هذا وأنا أشاهد الأعمال الجليله والصنائع الجميلة التي تقوم بها ( جمعية حفظ النعمة الأهلية ) بمنطقة حائل ممثلةً بفريق عمل مكتبي وميداني من رجال ونساء هذا الوطن الغالي وإدارة موفقة حكيمة ذات رؤية واضحة وأهداف نبيلة ،يسعون لنشر ثقافة حفظ النعمة انطلاقاً من قول الباري جلّ في علاه ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) وفق عملٍ مؤسسي على درجةٍ عاليةٍ من معايير الجودة وحسن التنظيم، وعلى مستوى رفيع من العطاء والتفاني ، بلا ملل ٍ ولا كللٍ ولا سآمة، مع حضور إرادة طامحة وإدارة صالحة ، يمثلون أنموذجاً حياً للعمل التطوعي ، والجهد المجتمعي ، وهم يأملون منا جميعاً تشجيعهم ومؤازرتهم بالدعم والدعاء بأن يعينهم الله ويسدد خطاهم ويتقبل أعمالهم وبذلهم ويشكر سعيهم فيما يقدمون من صنائع معروف قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة )، فلا تنسوهم من وقفة صادقة ودعوة صالحة فإن ذلك من التعاون على البر والتقوى ٠
تركي فهيد الشمري