[COLOR=red]عادل السالم " صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]
لو كان لمخترعي المناسبات المختلفة بيئة مناسبة في أوساط المجتمع السعودي لاخترعوا ”يوما للميلاد” يوافق كل عام اليوم الأول من الشهر الهجري السابع ”رجب” ليكون يوم ميلاد السعوديين، وهو التاريخ الذي تتزين به خانة تاريخ الميلاد فيما يقارب نصف هويات السعوديين الوطنية البالغة نحو 20 مليون هوية.
ظل ارتباط مفهوم الهوية أو حفيظة النفوس أو ”التابعية” في ذاكرة السعوديين مرتبطا بالبحث عن الرزق والوظيفة لدى السعوديين الأوائل الذي لم يعرفوا معنى أن يتم تسجيل بياناتهم في كشوفات رسمية تتبع لمنظومة مدنية في ظل غياب مفهوم الدولة الحديثة آنذاك، لكن هذا الوضع انسحب طويلا حتى على الأجيال اللاحقة كما يؤكد عبد الرحمن الجابري مدرس التاريخ الذي يشير إلى ضعف الاهتمام لدى الفرد السعودي بمفهوم تسجيل البيانات والإبلاغ عن المواليد، ما استدعى اختراع تاريخ الأول من رجب كتاريخ مفضل لمن أضاع تاريخه الحقيقي.
غير أن المفارقة تكمن فيمن كان تاريخ ميلاده الحقيقي هو بالفعل الأول من رجب مثل المواطن السعودي سلطان بن زبن الذي ولد في هذا التاريخ بالذات لعام 1401، إلا أنه بدا كمن أضاع تاريخ ميلاده الحقيقي، ولا يلاقي تأكيده بالميلاد فعلا في هذا اليوم سوى الاستخفاف من أقرانه الذي لا يعرفون في هذا التاريخ إلا موضوعا للتندر.
ولا يبالي سلطان بفكرة الاستخفاف من أقرانه كونه لا يبالي أساسا بيوم الميلاد، ويضيف: ”الحمد لله أنه لا يوجد لدينا أساسا أعياد للميلاد، وإلا اختلطت فرحتي الحقيقية بملايين الاحتفالات العبثية والهزلية”. ويفسر عديد من المهتمين اختيار اليوم الأول من رجب كيوم للميلاد من جانب مسؤولي الأحوال المدنية في السعودية لأولئك الذين أضاعوا تواريخ ميلادهم الدقيقة إلى كونه يمثل تقريبا منتصف العام الهجري، غير أن آخرين يقرنون ذلك بتواريخ أخرى تتعلق بموعد التقاعد الحكومي من العمل وهو الأول من رجب في حين يشير البعض إلى أن ذلك يمثل نتيجة للخطأ الأول وليست سببا أدى إليه. أيا كان، فإن تاريخ الأول من رجب لدى السعوديين صار موعدا سنويا ليس فقط مع احتفالات التقاعد والتوظيف، ولكنه أيضا دخل الذاكرة الشعبية السعودية ليحل فيها كيوم ميلاد بديل لملايين السعوديين