[COLOR=red]خالد الحربي " صحيفة عين حائل الإخبارية " [/COLOR]
قال الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن العضو الذي يظلم المواطنين أو يتصيد ويتعدى عليهم لا مكان له في "الهيئة"، محذراً من التعسف في استعمال السلطة، أو استخدامها ارتجالا، معتبراً ذلك من أكبر "الجرائم"، وأنه يتنافى مع مبادئ الإسلام، الذي اعتبر الستر والرحمة والإيثار من أركان الاحتساب.
وأوضح الدكتور آل الشيخ خلال لقائه برؤساء الهيئات في المحافظات التابعة لفرع الرئاسة في منطقة الرياض أمس، أن رجال الحسبة ليسوا معصومين عن الخطأ وليسوا ملائكة، وأنهم يخطئون ويصيبون، وقال:" من قال لإننا لا نخطئ فقد كذب، نحن لسنا ملائكة، فنحن نخطئ ونستغفر الله، ونخطئ ونعتذر، ونخطئ ويخُطأ علينا، ولكننا نحاول التصحيح، فالخطأ وارد سواء في العمل الميداني، أو بين الزملاء".
ودعا آل الشيخ رؤساء الهيئات إلى بدء مرحلة جديدة، وكسر حاجز الخوف والرهبة، وفتح علاقات مع المواطنين والمقيمين، وأن تكون "الابتسامة" عنواناً لرجال "الحسبة"، مؤكداً أهمية الأخذ بيد العاصي واحتوائه، ومحاولة ثنيه عن ارتكاب المعاصي، واصفاً المجتمع السعودي بالمجتمع النقي.
وطالب الرؤساء أن ينتهجوا أساليب جديدة في علاقتهم مع المواطنين، كزيارة المرضى، والوجود في الملتقيات، وتوزيع الكتيبات والنشرات لهم، مشترطاً أن تكون الكتب لمشايخ معروف عنهم صلاح التوجه والمعتقد، وأن يكونوا غير متشائمين وناقيمن على البلاد.
وشدد آل الشيخ على أهمية مراقبة الأعضاء والموظفين، وتشجيع المتميزين منهم، مؤكداً أن العضو الذي يظلم المواطنين أو يشنع بهم، أو يتصيد ويتعدى عليهم لا مكان له في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن أي تصرف أحمق أو تجاوز ربما يسيء لعمل أربعة آلاف عضو، منوهاً بأن هناك أعضاء يضحون بأموالهم وأوقاتهم من أجل هذا الجهاز، وإعلاء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
واستغرب رئيس الحسبة من أحد الأعضاء الذي يفتخر بأنه قبض على 15 أمراة في يوم واحد، وقال: "هل معه باص، يمسك الناس"، مبيناً أنه لا يسعده القبض على أحد، وأنه يفرح بأن تحل القضايا التي يستطاع حلها في مكانها.
وأوضح رئيس الهيئة أن خادم الحرمين الشريفين دعم الجهاز بالوظائف، وأعطى ميزانية مضاعفة لبناء المراكز، ودعم الجهاز وتطويره، وقال: "لا بد لنا أن نشيد بولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وندافع عنهم ببيعتنا لهم، وبما أقاموا من شرع الله في البلاد ، وبدعمهم غير المحدود سواء المعنوي أو المادي لهذا الجهاز المبارك، وقد عُهد دعم جهاز الحسبة من ولاتنا جميعاً، غير أنه في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز قد تضاعف الدعم".
وأشار آل الشيخ إلى قضية "المناكير"، وقال: ساءني كثيراً ما رأيته، وأن الموضوع ضخم، واستغل استغلالا سيئا، حتى سمع بها القاصي والداني، موضحاً أن المقطع شاهده أكثر من 1.1 مليون شخص، وأن هناك بعض الدول الغربية ترجمت المقطع، وأن تصرف عضو الهيئة ليس في محله، رغم تجاوز الفتاة، وأنه كان عليه نصحها، وعدم مجاراتها في الحديث، ثم تركها عند عدم استجابتها، وعدم التصعيد، وقال: "الإنسان إذا ابتلي بمجنون أو شخص متهور يراد إيقاعه هل يكون كبش فداء، العالم وصل لصناعة الطائرات، ونحن نقول لامرأة اخرجي من السوق لأن في أصابعك مناكير".
واعتبر رئيس الهيئة المس بالعقيدة أو التعرض للذات الإلهية أو الرسول، والابتزاز، والشعوذة، والمتاجرة بالبشر "القوادة"، والخروج على ولي الأمر، محاذير خمسة لا يمكن التسامح فيها أو الستر، مشيراً إلى أن هذه الأمور لا يجوز فيها الستر، وأن على الأعضاء الرفع لصاحب الاختصاص، وعدم التسامح مع مرتكبيها.
من جانبه، قال الشيخ صلاح السعيد مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، إن الرئاسة تولي عناية كبيرة للتطوير، ورفع مستوى الأداء، ولا سيما الميداني منه، وإن هذا الحرص والاهتمام هو امتداد طبيعي لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا الجهاز، ودفع عجلة التقدم على كافة الأصعدة، مشيراً إلى أن الملتقى يهدف إلى الالتقاء ببعض المسؤولين.
وأوضح أن الملتقى اشتمل على ثلاثة محاور، حيث تحدث إبراهيم الشثري مدير عام الحقوق العامة في إمارة منطقة الرياض حول التعاون بين الجهات الحكومية وأثره في التكامل، بينما تطرق الدكتور عبد الوهاب السديري رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض في المحور الثاني إلى إجراءات الضبط الجنائي وفق نظام الإجراءات الجزائية، واختتمها الدكتور عائض الردادي عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان بالحديث عن مضامين حقوق الإنسان في عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطرق تعزيزها كمحور ثالث.
لم يستطع الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن يتمالك نفسه من البكاء حينما استذكر استقبال خادم الحرمين الشريفين له، وتذكيره إياه بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وقال: إن الملك قال لي إنك ستتولى جهازا مهما، طالباً مني الرفق وعدم الإضرار بالمواطنين، والتجاوز عمن نشتبه فيه، مشدداً على أن ثوابت الدين خطوط حمراء لا تجاوز فيها.