[COLOR=red]محمدالحمزي"عين حائل"[/COLOR]
مع الأرتفاع الملموس لدرجات الحرارة الذي تشهده منطقة حائل والمناطق الشمالية للمملكة سجلت أسواق ومراكز بيع الحطب هذه الأيام إقبالا واضحاً من قبل المتسوقين على شراء الحطب كوسيلة تدفئة لا يمكن أن يستغني عنها الشماليون حتى في منازلهم ناهيك عن مجالسهم واستراحاتهم الأمر الذي دفع بعديد من الحطابين في منطقة حائل في الإكثار من الخروج إلى الصحاري المجاورة للمنطقة لجلب الحطب من صحراء النفود الموطن الكبير لأهم نوعين من الحطب: هما الغضى و الأرطى وذلك لتلبية الرغبة المتزايدة للطلب من الزبائن على الحطب.
في هذا الوقت يشهد الحطابون عددا من المخاطر التي تواجههم أثناء خروجهم لجلب الحطب بينها مخاطر وعورة الطرق، وتعطل السيارة في الصحراء، وخطر الثعابين والحشرات السامة المختبئة في أشجار الحطب إلا أن هناك خطراً آخر يتمثل في معارضة سكان وأهالي البادية للحطابين ومحاولتهم منعهم من الاحتطاب في المناطق المحيطة بهم وذلك للحفاظ على الغطاء النباتي على اعتبار أنه غذاء ماشيتهم الوحيد والدافع الوحيد لاستمرار معيشتهم في تلك الصحاري.
ومع إصرار الحطابين (وهم غالبا غير نظامين) على قطع الحطب وحمله إلى الأسواق مقابل رفض أبناء الصحراء التفريط في غذاء ماشيتهم انطلقت أكثر من شرارة كان مصير موقديها خلف القضبان. لكن الشرارة تتجدد كل شتاء وسط تحذيرات وتهديدات متبادلة من الطرفين.
وفي ظل انعدام الرقابة ورغم ورود شكاوى عديدة من أبناء البادية للجهات المختصة إلا أن غابات الغضى في صحراء النفود لم تخضع حتى الآن لرقيب أو منظم، فالحطاب يرى أن الصحراء ليست ملكاً لأحد وأن رجل البادية لا يملك صكاً فيها، في المقابل يرى سكان البادية أن العرف هو عدم الاقتراب من منازل أهل البادية واحتطاب ما حولها بمسافة لا تقل عن عشرة كيلو مترات من كل اتجاه وبين القانون والعرف يتمسك كل برأيه وقراره لتجدد المشكلة كل عام ويخشى كثيرون أن يذهب الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك.
أمام ذلك بين ماجد الشمري أحد أهالي هجرة أطناب في النفود أن ما يغيظ أهل البادية أن التحطيب تحول من مصدر رزق لمحدودي الدخل إلى صناعة وتجارة لصالح أشخاص سعوديين وعمالة تجاوزت الحد المعقول حيث شهد هذا العام طرقا جديدة للحطابين الذين عمدوا إلى نصب الخيام المزودة بالمولدات الكهربائية وجلب عمالةوافدة تم تزويدها بمناشير كهربائية لقطع
أشجار الغضى والأرطى من صحراء النفود دون التفريق بين الأشجار الخضراء أو الميتة لينطبق عليهم المثل القائل " منشار يأكل الأخضر واليابس " دون وجود رقيب أو حسيب لهم.
ويضيف الشمري أن هذه القضية أصبحت هاجسا لعديد من سكان البادية الحريصين على وجود الغطاء النباتي في بيئتهم مطالبا الجهات المعنية في المنطقة بسرعة التدخل لوقف هذه التجاوزات قبل تطور الأمور لتذهب إلى أبعد من ذلك.
إلى ذلك، ارتفعت أسعار الحطب في الجوف خلال اليومين الماضيين بنسبة تجاوزت 15 في المائة ليصل سعر حمل سيارة النقل الصغيرة إلى 1000 ريالا للحطب من نوع الأرطى وسعر 1300 ريالا لحمل السيارة الكبيرة من النوع ذاته في حين وصل سعر حمل السيارة الصغيرة من نوع الغضى إلى 1100 ريال و1200 ريالا لحمل السيارة الكبيرة