[COLOR=red]كتب : سامي الهمزاني " صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]
انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الأحد الماضي الموافق للرابع والعشرين من شهر صفر لسنة 1434 من الهجرة النبوية فضيلة الشيخ / أحمد بن فهد بن عبداللطيف العيسى آل علي الجعفر الشمري, بعد معانتة للمرض بمستشفى الظهران (أرامكوا ) مكث فيها أيامٍ قلائل ثم توفاه الله عز وجل عن عمر شارف على التسعين عاماً والذي يسكن في محافظة الخبر في المنطقة الشرقية وفي حي الحزام الذهبي تحديداً خدم في شركة أرامكو السعودية لسنوات عديدة قضاها بإخلاصٍ بعمله حتى تقاعد من العمل كان ذو خُلقٍ رفيع وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( رجلٌ قلبهُ معلقٌ في المساجد) فكان رحمه الله تعالى قلبهُ مُعلقاً بالصلاة في المسجد مع الجماعة محافظاً عليها أشد الحِفاظ بالرغم من أنه أصيب بمرض (الغرغرينا) مما أستوجب قطع رجله اليمين من نصف الفخذ منذ سنين تفوق العشر سنوات وأكثر ولم يمنعه ذلك من التخلف عن الصلاة في وقتها في المسجد وفي الصف الأول ولم يُذكر عنه قط أنه صلى في الصف الثاني إذ كان منذ وقت الأذان يكون متوجهاً بالمسجد مما تعارف أهل المسجد أن هذا الموضع للصلاة خاصاً به رحمه الله تعالى ونادراً ما كان يتخلف عنها مع الجماعة إلا بمانع مرضٍ أو سفر هكذا عهدته وهكذا قالوا عنه جماعة المسجد رغم أنه يذهب بكرسيه المتحرك مع سائقه الخاص يقودهُ إلى المسجد فقد يمنعهُ من ذلك بعض العوامل كالمطر ومستنقع الطريق المختصر للمسجد إلا أنه يسلك الطريق البعيد ولا يتخلف عن الصلاة قط وقد روى الإمامين البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) نسأل الله العلي القدير الوهاب أن يرفع درجتهُ في عليين فقد أتعب من بعد من الأصحاء الذين يتخلفون عن الصلاة.
[COLOR=blue](الشيخ أحمد رحمه الله من الداخل)[/COLOR]
كان رحمه الله تعالى قليل الكلام لا يتدخل فيما لا يعنيه ومرشداً للخير وحباً له واصلاً لرحمهِ مكرماً للضيف محباً للزائر وقافاً عند حدود الله متبعاً لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم كاظماً للغيظ ذو صدقه وجوادٌ كريم و ذو يدٍ سخية في الكرم أذكر في أحد المرات بلغته أنه أحد مساجد أحياء مدينة حائل بحاجة لمتبرع لبعض الأشياء الخاصة بالمسجد من فرش وإنارة وحاملات للمصاحف التي يحتاجها المسجد فتكفل بذلك كاملاً وطلب مني أن لا أخبر أحداً من محبته لإخفاء صدقته وإخلاص العطاء لله عز وجل أسأل الله أن تُظلهُ صدقته يوم العرض رحمه الله تعالى رحمةً واسعة.
[COLOR=blue](وقت الوداع)[/COLOR]
روى مسلمٌ في صحيحة (عن انس بن مالك، قال: مُرّ بجنازة فاثني عليها خيرا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فاثني عليها شرا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت، قال عمر فداك أبي و أمي، مر بجنازة فاثني عليها خيرا، فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فاثني عليها شرا، فقلت: وجبت وجبت وجبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، انتم شهداء الله في الأرض، انتم شهداء الله في الأرض، انتم شهداء الله في الأرض)
والله ما علمت من أحدٍ إلا ورأيتهُ يُثني عليه كثيراً ويذكر محاسنه وقد رأيت في يوم دفنه وقد صُلي عليه عدد كثير وجمعٌ غفير لا عدد له فقد جاءوه من بعيد للصلاة عليه وتتبع جنازته حتى دفنها ولم أرى جنازةً قد توارت للثرى بهذه السهولة واليسر دون تأخير إذ لم يتمكن البعض من رؤيته إلا وهو يوارى عليه الثرى رغم أنهم كانوا من متابعي الجنازة وخلفه فرحمه الله رحمةً واسعة وأسكنهُ فسيح جناته, اللهم إني أسألك باسمك العظيم الذي إذا سئلت به أعطيت وإذا دعيت به أجبت وإذا استنصرت به نصرت وإذا استغفرت به غفرت أن تغفر وترحم الشيخ أحمد وأن تجعل منزلته في الفردوس الأعلى من الجنة وأن تجمعنا معه في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا, اللهم آمين.
رحمك الله يا أبا فهد رحمةً واسعة فقد تركت خلفك سيرتك العطرة ليُضرب بك المثل
[url=http://www.gulfup.com/?mzJAdN][img]http://im18.gulfup.com/vBll1.jpg[/img][/url]
الشيخ / أحمد بن فهد بن عبداللطيف العيسى آل علي الجعفر الشمري, رحمه الله