[COLOR=red]" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]
سقط أكثر من 29 قتيلاً و500 جريحاً في انفجارين متتاليين وقعا اليوم الجمعة قرب مسجدين في طرابلس شمال لبنان، بحسب ما أعلن الصليب الأحمر اللبناني.
وبحسب المعلومات الأولية، فقد أفادت مراسلة قناة "العربية" بأن الانفجار الأول استهدف مسجد التقوى في محيط دوار نهر أبو علي ومناطق التبانة، الملولة والبداوي، وعلى بعد مئة متر من منزل رئيس الحكومة المستقيل، نجيب ميقاتي، الذي لم يكن موجوداً في منزله، بحسب ما أفاد مكتبه الإعلامي، وقد ارتفعت سحب الدخان الكثيف في المكان، يشار إلى أن المسجد يخطب فيه الشيخ سالم الرافعي.
أما الانفجار الثاني فوقع بعد دقائق معدودة عند مدخل جامع السلام عند معرض رشيد كرامي بالقرب من منزل النائب سمير الجسر واللواء أشرف ريفي.
وتعم المدينة التي طالما شهدت اشتباكات أمنية وخاصة في الفترة الأخيرة، حالة من الهلع في ظل وقوع عدد كبير من الإصابات.
وأفاد مصور وكالة "فرانس برس" وسكان أن دوي الانفجارين سمع حتى مناطق بعيدة في الشمال. وتسجل صعوبة بالغة في إجراء اتصالات هاتفية مع منطقة الشمال نتيجة الضغط على الخطوط.
ويأتي هذان الانفجاران بعد أسبوع من وقوع انفجار قوي في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي.
وأعلن قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، الأربعاء أن الجيش "يخوض حرباً شاملة على الإرهاب"، مشيراً إلى أنه "يلاحق منذ أشهر خلية إرهابية تعمل على تفخيخ سيارات وإرسالها إلى مناطق سكنية، وكانت سيارة الرويس (في الضاحية الجنوبية) إحداها".
وقال إن "الخطورة بحسب معلوماتنا الاستخباراتية تكمن في أن هذه الخلية لا تعد لاستهداف منطقة معينة أو طائفة معينة، بل تحضر لبث الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية".
يذكر أن الشيخ سالم الرافعي من الأسماء المقربة والمعروفة في الأوساط السلفية، وقد لعب دوراً بارزاً في المفاوضات والوساطات التي جرت مؤخراً بين الجيش اللبناني والشيخ أحمد الأسير خلال أحداث صيدا الأخيرة، قبل أن يقرر الجيش ضرب مقاتلي إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا، شرق صيدا.
وبحسب مراسلة "العربية" فقد كلف النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود، مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني، الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات بإجراء التحقيقات في الانفجارين أمام المسجدين في طرابلس.
بيان سعد الحريري
هذا وصدر عن سعد الحريري زعيم تيار المستقبل بيان جاء فيه:
"إنها أيدي الفتنة التي لا تريد للبنانيين أن يشعروا بلحظة واحدة من الاستقرار. إنها الأيدي التي تريد لآلة التفجير والقتل أن تحصد الأبرياء في كل مكان من لبنان".
أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجدداً ليزرعوا الموت على أبواب المساجد، ولينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية أعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين.
منذ سنوات وهناك من يعمل لإبقاء طرابلس في عين العاصفة، واستهداف هذه المدينة الأبية بموجات متتالية من الفوضى والاقتتال والصراعات المسلحة.
لقد تحمل أهل طرابلس الكثير الكثير، وعضوا على جراحهم وآلامهم عشرات المرات، ودفعوا ضريبة الدم والدفاع عن النفس والكرامة في العديد من الجولات والمراحل. وها هي طرابلس اليوم تواجه الشر وجهاً لوجه، وتفتدي كرامتها وتاريخها الوطني والعربي والإسلامي بأرواح أبنائها، وهي ستؤكد بما لا يدع أي مجال للشك بانها ستنتصر على قوى الشر، ولن تعطي أعداء لبنان أي فرصة لإشعال الفتنة.
الذين يتربصون بطرابلس كثيرون في الداخل والخارج، لكن صوت الله أكبر سيرتفع في كل يوم من مساجد طرابلس، ولن يكون في مقدور الإرهاب أن يخمد هذا الصوت، أو أن يقتل إرادة المدينة وخياراتها.
إنني إذ أتوجه بأحر التعازي إلى أهلنا في طرابلس، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على الجرحى والمصابين بالعافية والسلامة، أناشد كل القيادات والهيئات والفعاليات أن تعمل على التمسك بالصبر والحكمة ومواجهة هذه الجريمة بما تقتضيه من تضامن وتعاون، وتسهيل المهمات المولجة للسلطات الأمنية والقضائية للقيام بمسؤولياتها، وعدم تقديم أي ذريعة لكل من يريد شراً بطرابلس وأهلها".