[COLOR=red]جوال " عين حائل " خاص [/COLOR]
قال الله تعالى .﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ فالأمانة من أهم الفضائل الأخلاقية التي جاء بها الإسلام وحضَّ عليها بوضوح وتأكيد؛ فهذا الخلق له أهمية كبيرة على مستوى بناء شخصية المسلم كما ينشدها الإسلام، وعكسها الخيانة التي هي من أحطِّ وأرذل الصفات والعياذ بالله. وتزداد الخيانة سوءًا حين تكون من البطانة، أي من الداخل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بئس البطانة الخيانة".
قبل أكثر من (1400 عام) أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زمان يقل فيه الأمناء, ويندر وجودهم, ولاسيما في أمور المال, وفي قضايا البيع والشراء, إلى حدٍّ يصبح معه وجود الأمين في عائلة أو قبيلة حالة نادرة, تحمل على الاستغراب والدهشة, حتى إنه حين يوجد في مكان ما, يُشَار إليه بالبنان, ويقال: إنّ في بني فلان رجلًا أمينا! كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله …فيُصْبِحُ الناس يتبايعون، لا يكاد أحدٌ يؤدي الأمانة، حتى يقال: إنّ في بني فلان رجلًا أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أَجْلَدَهُ! ما أَظْرَفَهُ! ما أَعْقَلَهُ! وما في قلبه مِثْقَالُ حَبَّةٍ من خردل من إيمان!!) متفق عليه.
ومع "نُدْرَة الأمناء" في ذلك الزمان, يصبح الأمين في نظر المجتمع هو ذاك الذي لا يملك من المقومات الإيمانية ما يحجزه عن الوقوع في شَرَك الخيانة, ويصبح هو الأكثر ظَرَافَةً, والأوفر عقلا…!!
هل نحن في زمن الندرة, وهل أصبح الأمين اليوم عملة صعبة؟ لِنَرْجِعِ البصر كرتين, لِنَرى كم هم الأمناء في عصرنا الحاضر؟ كم هم الأمناء في عملهم الحكومي, ممن يُحَلِّلون رواتبهم, ويقومون بواجبهم الوظيفي على أكمل وجه؟! كم هم الأمناء الذين يعملون في مجال إدارة المبيعات أو المشتريات, فيبيعون ويشترون حسب ما تُمْلِيه ضمائرهم, لا ما تُمْلِيه مصالحهم, وتستدعيه جيوبهم وأرصدتهم؟!
[COLOR=blue]فتأتي تفاصيل الحادثة والتي حدثت الليلة الماضية في مستوصف الصفاء بمدينة حائل وكان بطلها موظفه حائلية من بنات هذا الوطن الغالي تعمل بالاستقبال والتي مثلت الإخلاص في زمن قلت فيه هذه الصفة وتسترت بالأمانة والتي أصبحت عملة نادرة .
حيث قامت بإعادة مبلغ من المال إلى مراجع قد حضر للمستوصف قبل فتره ماضيه لتلقي العلاج وبعدها دفع المبلغ وخرج مع العلم أن له بقية من المال فذهب وغاب فتره من الزمن وبعد عودته الليلة الماضية لمستوصف الصفاء من اجل تلقي العلاج وعندما طلب من الاستقبال الملف الخاص به عرفت الموظفة أن هذا الشخص صاحب المال المتبقي والذي خرج ولم يأخذه ثم إعادة المبلغ له ليتفاجئ بذلك وقال ما هذا فقالت هذا مبلغ متبقي لك قبل فتره والذي لا يعلم عنه سابقاً .
فهلت دموعه على خدوده حول هذا العمل والذي أعجب بأمانتها التي أصبحت عملة نادرة في هذا الزمن والتي يحق لنا أن نفتخر بها ونشيد بأمانتها لتكون قدوه لمن خان ضميره قبل خيانة الغير .[/COLOR]
[COLOR=red]جوال " عين حائل " للإشتراك بخدمة الأخبار أرسل رقم 1 على الرقم 800249 [/COLOR]