[COLOR=red]ابراهيم الجلعود " صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]
قال فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة حائل الشيخ سلامة بن محمد بن عبدالعزيز الجلعود إن كلمة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – أوجزت في مبناها , وأبلغت وأسبغت في معناها ومحتواها , وحملت الكثير من المضامين العميقة والدلالات الراسخة التي مثلت نهج هذا البلد قيادةً وشعباً وأبانت المعدن الأصيل , وأوضحت وعرّت الفكر الدخيل , فكانت نعم الوصية , وأضحت منهجاً للبرية , تضيئ الطريق الذي أظلمته الفتن , وتنقذ بحول الله البلد من النتن والفتن.
لقد بدأت الكلمة الموفقة بالتحذير من الفتن والوقاية منها , وهذا لعمري أعظم النصح وأبلغه , فما أخطر الفتن وما أكبر ضررها وأشد شأوها وخطرها , الفتن يوقد جذوتها أعداء متربصون حاقدون , أو جهلة قاصرون مغررون , ويصطلي بنارها عبادٌ صالحون , وأناس أتقياء بريؤون , وما أن تشتد هذه الفتن ضراوة حتى يستشري ضررها ويتفاقم خطرها , عند ذلك تلتبس الحقائق , وتختلط المفاهيم وتختل الموازين فلا يعرف الكاذب من الصادق ولا الصادق من المنافق , فيهلك بسبب ذلك الخلق الكثير , ويحتار عن الرشد ذوو العقول والبصائر ولهذا دأب ولاة الأمر من سلف هذه الأمة وأئمتها على التحذير من الفتن والتذكير بشرها وخطرها , فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحذر من الفتن ويصفها بقوله: (تبدأ في مدارج خفية , وتؤول إلى فضاعة جلية , فتزيغ قلوب بعد استقامة , وتقتل رجال بعد سلامة , وتختلف الأهواء عند هجومها , وتلتبس الآراء عند نجومها , من أشرف لها قصمته , ومن سعى لها حطمته , تغيب فيها الحكمة , وتنطق فيها الظلمة , وتثلم منار الدين , وتنقض عقد اليقين , تهرب منها الأكياس , وتدبرها الأرجاس , مرعاد مبراق , كاشفة عن ساق , تقطع فيها الأرحام , ويفارق عليها الإسلام , فلا تكونوا أنصاب الفتن , وأعلام البدع , والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة , وبنيت عليه أركان الطاعة , وأقدموا على الله مظلومين , ولا تقدموا عليه ظالمين , واتقوا مدارج الشيطان ومهابط العدوان أ . هـ , إن من أعظيم الأسباب التي تقي بحول الله من الفتن , وتعصم منها هي اللجوء إلى الله والدعاء , ولزوم جماعة المسلمين وأئمتهم , والسمع والطاعة لهم في المعروف , ونبذ الفرقة والتفرق).كما أشارت كلمة المليك – رعاه الله – فهذا منهج رباني حكيم: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وعن أبن عمر مرفوعاً: (عليكم بالجماعة وأياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)وإنني إذ أشير لكلمة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لا يفوتني أيضا أن أشير إلى عتبه الحاني , ونصحه الأبوي الشفيق من خلال كلمته التي وجهها لعلماء الأمة آمراً لهم نبذ الكسل والصمت , والقيام بما أوجبه ا لله عليهم من بيان الحق , وتفنيد كل فكر مريض , دخيل يريد أن ينال من هذه البلاد ووحدتها , وحق له أن يعتب , وأن يستحث الهمم فنحن نمر بظرف دقيق يستوجب تظافر الجهود , واستنهاض الهمم للوقوف صفاً واحداً في وجه كل من أراد النيل من دين هذه البلاد وقيادتها وشعبها أسأل الله جل في علاه أن يحفظ علينا أمننا , وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين لباس الصحة والعافية وأن يجزيه عن نصحه لأمته وشعبه خيراً , وان يريه الحق حقاً ويرزقه إتباعه , والباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.