[COLOR=red]كتب : يوسف الزهير " عين حائل "حصري [/COLOR]
ظلت أطلال مستشفى التخصصي بشمال حائل تصارع الرياح وعوامل التعرية ، ورغم الآمال التي عقدها الكثير من سكان المنطقة والمعتقدين بان هذا المستشفى سيكون المنقذ لكونه ( تخصصي ) ويجمع بين الكوادر واحدث التجهيزات الطبية ، إلا انه وبكل أسف لم يحقق آمالهم المرجوة ، هذا الصرح الذي لم يرى النور حتى الأن والذي يتوقف العمل به من وقت إلى أخر ، مما جعل سكان المنطقة يوقنون بان هذه الوعود أصبحت من وحي الخيال .
هذا الصرح الطبي الذي تتجاوز تكلفته أكثر من ( 500 ) مليون ريال أصبح كالشوكة بحلق وزارة الصحة والتي طالت فترة إنشائه – فبرج خليفة بدولة الإمارات العربية المتحدة بدا العمل به وهو صرح عالمي بعد البدء بمستشفى حائل التخصصي ولكن حقيقة الإنشاء ووجود الرقابة وجدية العمل جعل برج خليفة ينتهي العمل به خلال فترة العقد المبرم خلاف عقود مستشفياتنا التي أكل عليها الدهر وشرب وهي على حالها – لأنه وبكل حقيقة المشاريع الصحية بحائل شبه متوقفة إن لم تكن متوقفة أصلاً .
فمنطقة حائل والتي تقدر مساحتها بما لا يقل عن ( 125000) كم وعدد سكانها لا يقل عن ( 700000) نسمة لا يخدمها إلا ( مستشفيان ) رئيسيان غير مؤهلان ، بسعة لا تزيد عن ( 500 ) سرير، والدليل على عدم كفاءة مستشفياتنا بحائل تلك التحويلات الصادرة من الهيئة الطبية العامة لكثير من مرضى المنطقة لمستشفيات متقدمة خارجها ، فقبل أيام قليله كنت متواجداً لدى الهيئة الطبية العامة بحائل وصعقت بما شاهدته من عدد المحولين لخارج المنطقة الذين يزدادون ساعة بعد ساعة ، والدليل على ذلك ( رقم الصادر ) لتلك التقارير ، وعدد أوامر الإركاب للمرضى ومرافقيهم .
فمستشفى حائل العام مثلاً مضى عليه أكثر من ( 50 ) عام وهو الأن يصارع الموت . فلولا المسكنات التي يتم حقنها بممراته وأقسامه الداخلية والخارجية من ترميم لترحمنا عليه قبل عقود ، وكأن لسان الحال يقول ( لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ) هذا المستشفى الذي حرم حتى من الحد الأدنى من الخدمات – فبعد زيارة وزير الصحة السابق الذي وجهة بسرعة إيجاد مكان بديل للمستشفى – إلا انه لا يزال الوضع على حاله ، ولا زالت مراحل الحقن مستمرة بالمسكنات حتى الأن !
لست الوحيد من طالب أو تكلم عن فقر المستوى الصحي بالمنطقة ، ولكن لكوني ابن من أبناء منطقة حائل توجب علي الوقوف وقول الحقيقة ، ومقالي هذا إنما محاوله لتعزيز البنية الأساسية للمنطقة بتجهيزات وكوادر طبية متقدمة وليس بمباني قد يتم تشغيلها بأطباء لا يملكون الإمكانيات ولا الخبرات .
فبعد مرور تلك السنوات على فشل مقدم الخدمة بحائل ( وزارة الصحة ) إلا تستحق منطقة حائل وسكانها ( مدينة طبية ) متكاملة تعوضهم ما فات من تلك السنوات العجاف ؟