[COLOR=red]خلف العبيد " عين حائل " [/COLOR]
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل عن إعداد برنامج عمل تنموي شامل لتطوير مدينة فيد التاريخية والأثرية التي تحتضن الاكتشافات الأثرية لدرب زبيده المعروف (بدرب الحج) ليكون وجهة سياحية مستدامة ، جاء ذلك في تصريح صحفي لسموه بمناسبة بدء أعمال المرحلة الأخيرة من الاكتشافات الأثرية لموقع فيد التاريخي الذي مولت جميع مراحله الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل بتكلفة مليونين وخمسمائة ألف ريال خصصت لمراحل الإكتشافات الأثرية وذلك في إطار خطط الهيئة لتطوير المواقع القابلة للتنمية السياحية والاقتصادية في كافة مدن وقرى المنطقة والتي تتميز بالعديد من المقومات الطبيعية وعوامل الجذب الاقتصادي والسياحي وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، معرباً سموه عن شكره وتقديره لعضو مجلس أمناء الهيئة المهندس محمد عبداللطيف جميل لتخصيصه مبلغ عشرة ملايين ريال تحت تصرف الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل لدعم تطوير المشروع ، ووجه سموه في هذا الإطار بسرعة مباشرة الفريق التنفيذي الميداني أعماله لحصر وتحديد متطلبات التطوير في كافة المجالات الخدمية والسياحية والاقتصادية لتشكيل منظومة تنموية وتطويرية شاملة لمدينة فيد التاريخية ، مؤكداً سموه بأن نموذج العمل الذي تم في مدينة فيد سيعمم على كافة مدن وقرى المنطقة باستثمار مقوماتها الطبيعية بهدف تنميتها وتطويرها ومنها مدينة جبه ومدن ومواقع أخرى جنوب وغرب حائل ، وأشاد سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز بالشراكة الفاعلة والجهود التنسيقية المتكاملة بين الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل والهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة المنطقة لتحقيق جملة من الأهداف التطويرية والتنموية.
من جانبه عبر صاحب السمو الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالله آل سعود مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل وسمو نائبه الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز على اهتمام ومتابعة سموه وسمو نائبه لمتطلبات التنمية والتطوير في كافة أرجاء المنطقة ، وبين سموه أن الفريق التنفيذي الذي وجه سموه بتشكيله من عدد من القطاعات الخدمية بالمنطقة سيقوم بحصر وتحديد المواقع الأثرية المحيطة بالمنطقة لإقامة المرافق الخدمية والسياحية واستقطاب المستثمرين وإقامة فندق أو (موتيل) وتطوير البنية التحتية الخدمية لمدينة فيد وتنفيذ التصميم الخاص بالمتحف الأثري وتوفير كافة الخدمات للموقع ، وأضاف سمو الأمير عبدالله بن خالد أن عملية الاكتشافات الأثرية بمدينة فيد التاريخية مرت بخمس مراحل بدأت بتحديد أهداف المشروع وإعداد الدراسات التاريخية والحضارية والتوثيقية للمدينة الأثرية وعمل الدراسات المسحية وإعداد المخططات والخرائط والتصوير الفوتوغرافي وإبراز الرسوم الصخرية والنقوش والكتابات القديمة ومواصلة أعمال التنقيب التي تم من خلالها الكشف عن معالم أسوار حصن فيد المعروف بقصر (خراش) ومن ثم التنقيب في منطقة التلال وبركة الحصن والوحدات السكنية الأثرية ، ثم تبعها مراحل الترميم وصيانة المباني والظواهر المعمارية المكتشفة وترميم المسجد القديم والمعثورات المكتشفة سواء المنقولة أو الثابتة كالأواني الفخارية والخزفية والزجاجية والنحاسية والعملات ، وبين سموه أنه تم في المراحل النهائية تجهيز معرض للمكتشفات الأثرية ومركز الأبحاث والتنقيبات الأثرية وإعداد الأدلة الإرشادية والتعريفية وتعبيد مسارات الطريق وتهيئة الموقع سياحياً ، مشيراً سموه إلى أن المرحلة الحالية ستشهد تنفيذ برنامج متكامل لتهيئة وتجهيز الموقع خدمياً وسياحياً والعمل على شمولية أعمال التطوير لمدينة فيد بالكامل نظراً لما ستشهده المدينة من حراك سياحي واقتصادي في الفترات القادمة ، وتوقع سموه أن تتيح المرافق السياحية والخدمية التي ستقام في الموقع الأثري لفيد مزيداً من فرص العمل لأبناء مدينة فيد والمدن المجاورة لها على طريق حائل – القصيم – الرياض السريع.
وقد رفع أهالي وأبناء مدينة فيد خالص شكرهم وعرفانهم لسمو أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة على ماحظيت به مدينة فيد من جهود الدعم والتطوير للمواقع الأثرية وإبرازها كوجهة سياحية وثقافية.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة فيد التاريخية تقع جنوب شرق مدينة حائل على مسافة 95 كم وتتميز بقربها من الطريق السريع لحائل-القصيم – الرياض الذي يشهد حركة نشطة وبصورة دائمة مما يؤهل مدينة فيد التاريخية ومواقعها الأثرية لتكون مركزاً ثقافياً وسياحياً وترفيهياً للمسافرين والسياح والباحثين نظراً لمكانة فيد التاريخية حيث كانت تسمى بدرب زبيده (طريق الحج) لكونها تقع وسط جزيرة العرب ، وتعتبر من المدن القديمة جداً حيث تعود لفترات ما قبل الإسلام ، واشتهرت مدينة فيد كأحد أهم المدن الإسلامية المبكرة الواقعة في منتصف الطريق بين الكوفة ومكة وازدهرت خلال العصرين الأموي والعباسي ، وقد كان الحجاج القادمين من الطرق وبلاد فارس يستريحون بها ويتعاملون مع أهلها ويتزودون بما يحتاجون ، وتشير الدراسات التاريخية أن فيد تحاكي في ذلك الوقت كل من البصرة والكوفة وبقية المدن الإسلامية من حيث الأهمية التاريخية والحضارية