[ALIGN=JUSTIFY][COLOR=red]بدر الشرطان(عين حائل)[/COLOR]
جدة- فوجئ القائمون على تأسيس أول جمعية خيرية لمرضى نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في السعودية برفض شعبي واسع لوجودها على أراضي المملكة؛ تخوفا من أن تكون تمهيدا للقبول بفكرة وجود المرض، والذي تعد العلاقات المحرمة مصدره الأول، وذلك على عكس التأييد الحكومي لفكرة الجمعية وأهدافها.
وبحسب ما صرحت به رئيسة مجلس إدارة "الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز"، سناء فليمبان لـ"إسلام أون لاين" فإن الجمعية التي تم تدشينها الأسبوع الماضي "تواجه نقصا حادا في مواردها المالية بعد أن عزف القطاع الخاص والمجتمع المدني عن دعمها".
وتقر فليبمان بأن الجهات الحكومية "تدعمنا بقوة"، إلا أنها لفتت إلى أن "الحكومة تدعمنا خطوة والمجتمع يعيدنا خطوتين.. فالتبرعات تكاد تكون معدومة"، مبررة ذلك بـ"ضعف الوعي الاجتماعي بالجوانب الإنسانية للمرض".
واستدلت على ذلك بأنها أرسلت نحو 250 خطابا رسميا، لرجال وسيدات أعمال، للدعم والتبرع، "غير أن حجم التبرعات لم يتجاوز سقف 20 ألف ريال (5300 دولار) تبرعت بها إحدى شركات الأدوية، وعاد صندوق التبرعات خاويا على عروشه".
ومثَّل الدعم الحكومي لإنشاء الجمعية تصريح لوزير الشئون الاجتماعية، يوسف العثيمان، الذي قال خلال الاحتفال الأسبوع الماضي بتأسيسها: "إن الاعتراف بوجود هذا المرض في السعودية يعتبر خطوة نحو وقف انتشاره في البلاد؛ لأن السكوت عنه سيحصد المزيد من الأرواح".
وحظي الاحتفال باهتمام حكومي كبير، ظهر في حضور محافظ جدة، الأمير مشعل بن ماجد، ووزير الشئون الاجتماعية، وقيادات صحية، ورعايته من جانب الغرفة التجارية الصناعية، بينما لم يحظ في المقابل بحضور من أصحاب الشركات والهيئات في القطاع الخاص.
وتعد الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز، أول مؤسسة مجتمع مدني من نوعها في السعودية ومنطقة الخليج، وتتضمن برامج لدعم ورعاية الأسر المصاب أحد أفرادها، والتدريب على رعاية المريض، والدعم النفسي والاجتماعي والصحي للمصاب، وإجراء دراسات حول العوامل الاجتماعية التي تسهم في انتشاره.
أما على المستوى الرسمي فإن وزارة الصحة تدير عددا من مراكز علاج الإيدز في الكثير من مدن المملكة، وصل عددها حتى نهاية 2008 إلى 8 مراكز.
"شرعنة المرض"
ويرجع مراقبون العزوف الاجتماعي عن الدعم المادي والمعنوي للجمعية إلى الحساسية الدينية في السعودية، والقلق من أن يكون الاعتراف بمثل هذه الجمعية طريق للاعتراف بـ"شرعية المرض" ذاته.
وفي هذا الصدد قال خالد السريحي، مدير المركز الدولي للدراسات والأبحاث في العمل الخيري في السعودية (مداد)، لـ"إسلام أون لاين": إن "ضعف إقبال الداعمين والمتبرعين للجمعية يمثل ثقافة المجتمع السعودي الإسلامية التي تفضل العمل الخيري فيما جاءت به النصوص الشرعية بشكل صريح وواضح على غيره من الأعمال الخيرية التي ما زالت محل جدل".
وصرح مصدر مطلع لـ(إسلام أون لاين) بأن الاعتراض أيضا على الجمعية صدر وبقوة من علماء دين؛ حيث يعتبرونها "نمطا غربيا، يسوق بشكل غير مباشر للقبول المجتمعي بالعلاقات الجنسية المحرمة، بل ويحثه على التبرع لمعالجة نتائجها المدمرة مثل الإيدز".
وظهرت أول حالة إيدز في السعودية عام 1984، وتشير إحصاءات وزارة الصحة السعودية إلى أن الإصابات الآن وصلت 14 ألفا، عدد السعوديين منها 3538 إصابة.
وطبقا للإحصاءات فإن مدينة جدة (غرب السعودية)، هي الأعلى في معدل الإصابات؛ حيث تبلغ 55% من مجموع الإصابات، وهو ما يرجعه مراقبون إلى الانفتاح الذي تحظى به المدينة على الثقافات والجنسيات الأخرى، بخلاف بقية معظم المدن السعودية.
وتقدر وزارة الصحة أن الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هي العلاقات غير الشرعية (45%)، وبواسطة نقل الدم (20%)، وأسباب غير محددة (27%)، وبواسطة انتقال المرض من الأم إلى الجنين (6%)، وعن طريق المخدرات (2%).
وتنحصر أغلب الإصابات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49 سنة، وتبلغ نسبة الإصابة بين الذكور 77% والإناث 23%.[/ALIGN]