[COLOR=red]كتب : سلطان بن شفاقة العتيبي " صحيفة عين حائل "[/COLOR]
انتشر في الآونة الأخيرة المد الإعلامي الصوفي وأصبح غزوه لقنواتنا الفضائية واضحاً وملموساً، ولهذا الغزو خطراً كبيراً يتجسم بأنهُ مدعوم غربياً وغير واضح لاسيما وأنه يحمل الصبغة الدينية.
إن بعض القنوات المتأثرة بالأفكار الصوفية محببة من قبل الغرب لأن الفكر الصوفي لا يشكل خطراً عليهم، ولا يعلم الكثير ما لهذه القنوات خطراً عقائدياً إذا ما اتسع انتشارها وقبولها بيننا لما تحمله من انحرافات تمس عقيدة المسلم.
ولقد ذاع الأيام الماضية في المجتمعات العربية والخليجية صيت أحدى القنوات التي هي امتداد للأفكار الصوفية وتعلقت بها قلوب الكثير من أطفالنا بل كان ذالك بتأييد ومباركه من الآباء والأمهات قبل شغف الأطفال بها.
قناة تعليمية من نوع آخر لم يسبق لها مثيل في تغليف الغناء المصحوب بالدفوف والموسيقى باسم الأناشيد الإسلامية، نعم هذه القناة تعلم أطفالنا فضائل الأخلاق والمحافظة على الصلاة وبر الوالدين وتقوى الله عبر آلات المعازف واللهو وعلى ترانيم الألحان الراقصة حتى أصبح أطفالنا يرددونها ولا يفعلون تعاليمها وهنا تكمن المصيبة, وهو ما يعزز الغناء في نفوس أبنائنا دون تعزيز الأوامر الربانية.
إنها قناة "طيور الجنة" بل طيور النار كما أحب أن أناديها بذلك والتي سيستضيفها أبناء هذه المنطقة بعد عدة أيام ..
لا يضيرني في الموضوع ضلال من يشرف على تلك القناة ولا انجراف الأطفال الأبرياء ورائها، فهم في النهاية أطفال ولكن ما يضيرني ويثير حفيظة كل غيور على الدين هو تأييد الآباء لهذه القناة واعتقادهم أنها تعلم أبنائهم الخير والصلاح.
دار بيني وبين معلمين في المرحلة الثانوية في إحدى المجالس قبل عدة أيام نقاش حول هذه القناة بعد أن قال أحدهم بالحرف الواحد "جزى الله القائمين على هذه القناة خيراً فهم يعلمون أبنائنا أشياءً فاضلة ويشغلونهم عنا بالمفيد" فأشاد الآخر بما قال الأول، فاعترضت حديثهم بكلمة ساخرة وأتبعتها بسؤالي لهم، هل يجوز في الشرع أن نعلم أبنائنا القرآن على آلة العود ..؟؟
فأجاب أحدهم: بالتأكيد لا يجوز، فقلت: وكذلك لا يجوز تعليم أطفالنا فضائل الأخلاق عبر المعازف فالدين لم يحث على تعلم الخير بوسيلة محرمه شرعاً فضلاً عن بعض تلك الأغاني المنحرفة عقائدياً والتي هي بالأصل للصوفية.
فنحن عاطفيون أو متساهلون بحيث نفتح عين لترى فضائل الأخلاق في تلك القناة ونغلق الأخرى أو نغض الطرف عن الشبهه الواردة فيها والوسيلة المتخذة إليها
فجميل جداً أن ننطلق في هذه الحياة زاعمين اننا متجهين إلى فضائل الأخلاق التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
ولكن عندما ننطلق نحو مكارم الأخلاق راكبين على ظهر شيطان فهناك شيء غير مقبول في تلك المعادلة.
ولقد ذكر لي أحد أصدقائي أن طفله صاحب الثلاث سنوات يحفظ أناشيد تلك القناة كاملة وهو لا يستطيع تكوين جمله مفيدة لصغر سنة، فانظروا إلى أي مدى تعلقت قلوب أطفالنا بهذه القناة الغنائية.
إنها بحق قناة هدم وتدمير لأخلاق الطفل المسلم مبكراً فهي تعوده على المجون وعلى حب الأغاني منذ الصغر والتي لا يختلف اثنان على تحريمها شرعاً.
وفي ضل تواجد تلك القناة وغيرها من القنوات الهادمة لأخلاق الطفل بزغ نور قناة المجد للأطفال ليضيء قلوب أطفالنا بالإيمان وليهذب سلوكهم ويقوّم أخطائهم، إن قناة المجد للأطفال هي بحق أنموذج للإعلام الهادف الذي يستطيع أن ينشئ الطفل عليه بدون انحراف عقدي وسلوكي.
اسأل الله أن يعيننا على تربية أبنائنا تربيةً صالحة وأن يجنبهم مزالق السوء.