[COLOR=red]حزن النايف " صحيفه عين حائل " خاص[/COLOR]
يشكل البحث عن زوج هاجساً كبيراً لدى بعض الفتيات، خصوصا لمن لديهن إشكاليات نفسية واجتماعية، هذه الفئة تختار الهروب إلى القفص الذهبي خوفاً من الانتظار على دكة انتظار العريس، لكن هذا الهروب ربما يكون وبالاً على الفتاة وتظل طوال عمرها تندب حظها. " [COLOR=red]عين حائل [/COLOR]" التقت مجموعة من الفتيات اللائي يحلمن بالزواج؛ هرباً من شبح العنوسة، وأكدن أن الارتباط برجل حتى إن حدث أبغض الحلال إلى الله أفضل بكثير من حمل لقب (عانس).
في البداية، تحكي لـ« [COLOR=red]عين حائل [/COLOR]» (أمل. س- 38 سنة) قصتها عن معاناتها التي تلاحقها حول زوج المستقبل، وتقول: طالما حلمت أن أتخلص من لقب عانس، ولكن دائماً ما كانت إعاقتي هي سبب عزوف الشباب عني، رغم حصولي على شهادة البكالوريوس، وأعمل معلمة في إحدى المدارس الخاصة، ماذا أفعل إذا كانت الإعاقة هي السبب في ذلك؟ بعد هذه السنين ما زلت أحلم أن أجد الزوج المناسب الذي يقدر الحياة الزوجية، ويجعلني أحصل على طفل منه حتى إن حصل هناك انفصال لا سمح الله.
[COLOR=blue]طمع الإخوة[/COLOR]
أما (مريم. ص- 30 عاماً) تقول: أتمنى أن يكون لدي بيت وأسرة وزوج يرعاني ويهتم بشؤوني الخاصة والعامة، لكن يد إخوتي تقف خلف منعي من الزواج؛ فوالدي توفي وتركنا لنا عمارة نتقاسم أرباحها، وعندما يأتي شخص ما ليخطبني يقوم إخوتي برفضه بحجة أنه يريد المال ولا يريدني، أنا لا توجد لدي شروط في الشخص الذي ارتبط به سوى أنه يخاف الله وصاحب مال، كي لا يعتقد إخوتي أنه يريد مالي، أريد أن أنطلق وأخرج من سلطة أخواني وتحكمهم في حياتي وخروجي، وإن وقع الطلاق لا يمنع من أنني حصلت على حريتي التي أنا محرومة منها في منزل أسرتي.
[COLOR=blue]شكل اجتماعي[/COLOR]
من جهتها، تقول (أريج. ر- 28 ربيعاً) إن سبب بحثها عن الزوج والمنزل الجديد هو حبها لمسمى الارتباط فقط، ولا تريد أن تلقب بلقب (عانس)، فهي تفضل لقب مطلقة عن لقب عانس، معتبرة أن الارتباط هو شكل اجتماعي لا بد منه، وهي تسعى للحصول عليه بأي شكل كان، حتى إن أسفر ذلك عن سوء اختيار في شريك المستقبل، فعلى حد قولها أن جميع صديقاتها حصلنا على الزوج بسبب أسرهن وليس رغبتن واختيارهن هذا الزوج، وأن الحياة الزوجية تجمع ما بين السعادة والتعاسة الذي يتحملها أي شخص، فالأفضل أبحث عن زوج بدلاً من أن ألقب عانس وينبذني المجتمع.
[COLOR=blue]الشبح[/COLOR]
وفي السياق نفسه، قالت (زينب. ق- 25 عاماً) إن السبب الحقيقي وراء بحثها عن الزوج هو خوفها من أن تحمل لقب عانس وليس خائفة من الوقوع في سوء الاختيار الذي يجعلها عرضة للطلاق، وتختم قائلاً: المهم الزواج وأنا أكون متزوجة ولا أحمل لقب (عانس) ذاك الشبح الذي يلاحقني عندما أرى الفتيات الأصغر مني سناً يحملنا لقب متزوجة.
[COLOR=blue]الخوف من الإذلال[/COLOR]
ويرى الدكتور هاني بن عبد الله الغامدي -المحلل النفسي ومستشار العلاقات الأسرية والمجتمعية- أن للموضوع وجهين؛ أحدهما هو الاحتياج الفطري والخاص بالحصول على الإشباع العاطفي والجنسي للمرأة، وهو أمر حق لها بأمر الخالق عز وجل، والجانب الآخر هو محاولة القضاء على النظرة المجتمعية التي جعلت من موضوع تأخر المرأة في الزواج أداة تستخدم للإذلال والنظرة الدونية لشخص المرأة بشكل أو بآخر تحت غطاء الأعراف والعادات الجاهلية التي لا تثق في سلوك المرأة لدى البعض أحياناً، مما جعلها ترزح تحت ضغط تلك النظرة، وبالتالي تقبل بما جاء به الريح كيفما كان كمحاولة هروب دفاعي من أن تكون ضمن لائحة العوانس، وهنا يجب ألا يفهم من حديثنا بأننا نشجع تأخير الزواج، إنما هو أمره بيد الله دون أن نغفل أن هناك البعض من أولياء الأمور هم المتسببون في زيادة أعداد النساء المدرجات ضمن لائحة العوانس من خلال تعنتهم ومطالباتهم غير المنطقية في هذا الجانب.
[COLOR=blue]الانفصام الاجتماعي[/COLOR]
من جهتها، ترى الإعلامية ندا فران أن السبب الرئيس وراء تلك المشكلة هو المجتمع الذي يجعل الفتاة تقع في أخطاء عديدة وأزمات نفسية واجتماعية ومن هذه الأزمات أزمة الانفصام الاجتماعي الذي يلاحظ على بعض السيدات والفتيات، مما يجعل الفتاة تختار الزواج الخاطئ وغير المناسب لها ويزداد بذلك الخطأ، فنجد أنها ليست راضية ومقتنعة بما فعلته، بل من أجل إرضاء المجتمع الذي خلق لها هذه الازدواجية في حياتها.