[COLOR=red]فاطمة الحسن " صحيفه عين حائل "[/COLOR]
طالبت مطربات الأفراح اللاتي يعرفن في الخليج باسم «الطقاقات»، بتصنيف وظيفي، لإمكانية كتابة عقود معتمدة للحصول على مستحقاتهن المالية، حيث تعمد بعض الأسر إلى عدم تسديد أجرة «الفرح» بعد انتهاء المراسم، وفي بعض الأعراس تتسبب أجرتهن في طلاق الزوجين أثناء العرس، بسبب تنافس أسرتي الزوج والزوجة الجديدين تحميل الطرف الآخر أجر المطربة وفرقتها.وقالت مطربات أفراح، إن بعض الأعراس تدخلت فيها الجهات الأمنية، بعد أن امتنعت أسرة الزوجة عن دفع تكاليف المطربة ومرافقيها. وأوضحت المطربة الجازي أن كثيرا من مطربات الأفراح يقعن ضحية استغلال ونصب، لعدم وجود مخول قانوني يسمح لهن بالمقاضاة والحصول على مستحقاتهن.وأضافت: «بعض الأعراس تنتهي بمشكلات زوجية، بسبب أجرة (الطقاقة)، لاعتبارها آخر ما يتم دفعه من تكاليف الأعراس، وبعض الأسر تجهل أن أجر (الطقاقة) واختيارها من اختصاص أهل الزوجة، إلا أن بعض الأسر تعارض هذا الأمر، وتطلب من مطربة الأفراح مراجعة أهل الزوج للحصول على المستحقات، وهو ما يسبب خلافات في ليلة العرس، قد تصل إلى الطلاق».وأضافت الجازي، حول كيفية الحصول على مستحقاتها في حال امتناع دفع الأجور أو بعضها بقولها: «أنا لا أترك حقي، وأجري أحصل عليه بالقوة، وبالتهديد بتقديم دعوى إلى الجهات الأمنية ضد والدة العروس أو العريس».وتسمى مطربة الأفراح كما يطلق عليها أهل منطقة مكة المكرمة بـ«الطقاقة» في منطقة نجد وجميع دول الخليج، بينما يطلق عليها في المنطقة الشمالية ومنطقة المدينة المنورة بـ«اللعابة».ويعتبر كثير من السعوديين وجود «الطقاقات» من الضروريات، وقد تسبق تجهيزات وترتيبات الفرح، بل وتتباهى الفتيات في ما بينهن باسم «الطقاقة» التي سوف تحيي فرحها، وتتراوح أجور «الطقاقات» ما بين 5 آلاف ريال 55 ألف ريال في الحفلة الواحدة، كحد أدنى، مع رسوم الفرق الموسيقية المرافقة لها.ويعتبر رأسمال مطربة الأفراح في سمعتها بين الزيجات، فعندما يتم حضور العرس تقوم المطربة بتوزيع بطاقات تعريفية على الحاضرات للاستعانة بها في أعراسهن، وبسبب قلة عدد المطربات في السعودية ممن يملكن مقومات صوتية جيدة، فإن بعض المطربات الشهيرات ترفع أجرتها لتصل إلى أكثر من 35 ألف ريال و10 آلاف ريال للفرقة الموسيقية المشاركة معها.ومن «الطقاقات» من لديها تسجيلات يتم بيعها في سوق الكاسيت بطرق رسمية عبر شركات إنتاج لبيعها، ويطلق عليها «أغاني أفراح»، وهناك تسجيلات بطرق غير نظامية يتم بيعها عبر محلات كاسيت دون علم «الطقاقة».وبالعودة إلى الجازي حول طرق حساب الأجر لهذه المهنة قالت: «الأجر يقدر بحسب القاعة التي يتم فيها العرس، فكلما كانت القاعة كبيرة كان الأجر عاليا، بالإضافة إلى ما تمتلكه المطربة من خامة صوتية وشهرة بين المجتمع النسائي، ويتراوح أجري ما بين 30 إلى 20 ألف ريال، تحدد حسب القاعة وحسب معرفتي بأهل الزوجين».وقالت مطربة أخرى، وتدعى أم سالم، إنها تشترط قبل حضور الزواج «دفع نصف الأجر كضمان مالي، قبل الدخول والغناء في القاعة، بعد رفض كثير من الأسر دفع التكاليف، وعدم التسبب في إحراج لي في المطالبة في مناسبات سعيدة بين الحضور من النساء». وأضافت أم سالم أن أغلب المطربات الموجودات حاليا هن دخلاء على المهنة، لارتفاع تكاليفها وللحاجة الكبيرة لوجود «طقاقات» في حفلات الأعراس النسائية، وهناك «طقاقات» للحضور فقط، ولا يطلب منها الغناء لعدم وجود خامة صوتية، وتتم الاستعانة بمطربات مشهورات عن طريق القاعات والـ«دي جي»، وتتراوح أجورهن ما بين 5 إلى 10 آلاف ريال، وتقبل عليها بعض الأسر فقط لحضور العرس بعد أن أصبحت عادة ويجب حضور المطربة في الأعراس النسائية.وعلق المأذون الشرعي وخبير شريعة النكاح، أحمد المعبي، حول وقوع الطلاق أثناء إقامة حفلة العرس بسبب تحمل تكاليف مطربة الأفراح ما بين أهل الزوجين، بأن ذلك يرجع إلى قلة البصيرة بين الأسرتين، وعدم وجود بعد نظر وبسبب ضعف في التفكير، حيث يقع الطلاق بسبب موضوع بسيط، وهو كما يعرف أن أجرة «الطقاقة» أو المطربة تحدد وتدفع تكاليفها من قبل أهل الزوجة، ويتم تحديد تكاليف العرس بين الطرفين حسب حجم المعازيم لكل طرف.وطالب المعبي بضرورة أن يتفهم أهل العروس المصاريف الكبيرة التي تدفع في الزيجات، وقال: «للأسف هناك كثير من الفتيات من تعتبر الزواج عبارة عن حفلة وشهر عسل فقط، وهنا يجب على الأسرة من أهل الحكمة أن تتدخل وتقوم بدورها في حسم الخلافات البسيطة التي قد تتسبب في طلاق الزوجين».