[COLOR=red] " خاص عين حائل "[/COLOR]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
فقد نشر مقال لممدوح بن جبرين ـ رحمه الله ـ في( عين حائل ) أنه يستحيل دخول شهر رمضان يومي الأحد و الجمعة و استدل على ذلك بحديث الرسول – صلى الله عليه و سلم – و هو قوله ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري .
فهذا الكلام باطل ، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث كريب رضي الله عنه ( أنه قدم الشام ورأى الهلال ليلة الجمعة ورءاه الناس …. ) رقم 1087
ولأنه لو وافق يوم الجمعة من شعبان 29 و ثبت بالحساب وجود الهلال ليلة السبت و لكن في هذه الليلة غيم و غبار فإنه لا يجوز أن يصوموا يوم السبت بل يكونوا مفطرين و يكون أول صومهم يوم الأحد , و الدليل على ذلك قول الرسول – صلى الله عليه و سلم – ( صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما )رواه البخاري .
و قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – في فتاويه (15/ 128) في رده على الفلكيين : و بناء على ذلك رأيت أن أوضح للقراء ما في هذا الكلام خطر العظيم و الجرأة على دين الله و رسوله , و نبذ ما صحت به السنة عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – وراء الظهر , و تقديم أقوال الفلكيين و أصحاب التقاويم على ما دل عليه كتاب الله – عز و جل – و سنة رسوله – صلى الله عليه و سلم – من تعليق إثبات دخول الشهر و خروجه برؤية الهلال أو إكمال العدة … الخ .
و قال أعضاء هيئة كبار العلماء : ثالثا : نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب و ما ورد في ذلك من أدلة في الكتاب و السنة و اطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك فقرروا بإجماع : عدم اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية … الخ . فتاوى اللجنة الدائمة ( 10/ 111 ) المجموعة الأولى .
و قال ممدوح : أن ليلة القدر تكون دائماً ليلة الثلاثاء في العشر الأواخر من رمضان .
فأقول : هذا كذلك كلام باطل ففي المثال السابق أن الصوم شرعا يوم الأحد فتكون ليلة الثلاثاء أربع وعشرين في الأعداد الزوجية . ثم أقول ما هذا العلم الذي أظهره الله له أنه يعلم ليلة القدر لأكثر من عشرين سنة مقبلة ، فهل ظهر له و خفي هذا العلم على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و صحابته و أهل العلم ، بل حتى خفي على أهل الحساب و الفلك السابقين مع أنه قال لم يدرس علم الفلك ؟!! , وهل هو أنصح للأمة من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!! .
وقد ثبت في السنة أن ليلة القدر في العشر الأواخر و هي في الأوتار أرجى فعن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم – قال ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر
من رمضان ) رواه البخاري .و الوتر يمكن يكون بالنسبة لأول الشهر و يمكن أن يكون بالنسبة لآخر الشهر ، و إذا كان بالنسبة لآخر الشهر فإن كان الشهر كاملا فتكون بالأشفاع بالنسبة لأول الشهر و إذا كان تسع وعشرين فتكون في الأوتار بالنسبة لأول الشهر .
قال الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله – : في الشرح الممتع ( 6 / 494 ) قوله : ( و في أوتاره آكد ) أي : أوتار العشر آكد لقول النبي – صلى الله عليه و سلم – ( التمسوها في كل وتر ) فما هي أوتاره الجواب : إحدى وعشرون , ثلاث وعشرون , و خمس وعشرون , و سبع وعشرون , و تسع وعشرون , هذه خمس ليال هي أرجاها , وليس معناه أنها لا تكون إلا في الأوتار , بل تكون في الأوتار وغير الأوتار .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى ( 25 / 284 ) : ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنه قال ( هي في العشر الأواخر من رمضان ) و تكون في الوتر فيها ،
لكن الوتر باعتبار الماضي , فتطلب ليلة إحدى وعشرين , و ليلة ثلاث وعشرين , و ليلة خمس وعشرين , و ليلة سبع وعشرين , وليلة تسع وعشرين , و يكون باعتبار ما بقي كما قال النبي – صلى الله عليه و سلم – ( ليلة القدر لتاسعة تبقى , لسابعة تبقى , لخامسة تبقى , لثالثة تبقى ) رواه البخاري . فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع , وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى , وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى , و هكذا فسره أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – في الحديث الصحيح , و هكذا أقام النبي – صلى الله عليه و سلم – في الشهر .
و إن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي ،
و إذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه , كما قال النبي – صلى الله عليه و سلم – ( تحروها في العشر الأواخر ) …الخ .
ثم قال ممدوح – ( أرى أنه على الدول الإسلامية أن تتفق إذا تم مشاهدة الهلال من مسلم في أي مكان على سطح الأرض أن يكون صيامهم في يوم واحد )
فأقول : لقد ثبت في صحيح مسلم عن كريب أن أم الفضل بعثته إلى معاوية بالشام فقال ( فقدمت الشام فقضيت حاجتها و استهل عليّ رمضان و أنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبدالله بن عباس فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته فقلت نعم , رأيناه و رآه الناس و صاموا و صام معاوية , فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه , فقلت ألا تكتفي برؤية معاوية و صيامه فقال لا هكذا أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم ).
فابن عباس – رضي الله عنه – لم يأخذ برؤية معاوية في الشام لاختلاف المطالع .
و في فتاوى اللجنة الدائمة ( 10/ 109 ) – المجموعة الأولى – قالوا : و قد سبق أن نظر مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية هذه المسألة و أصدر فيها قرارا مضمونه ما يلي:
أولا : اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حسا و عقلا , و لم يختلف فيها أحد من العلماء , و إنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في اعتبار اختلاف المطالع و عدم اعتباره …… و نظرا لاعتبارات رأتها الهيئة و قدرتها و نظرا إلى أن الاختلاف في هذه المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها فقد مضى على ظهور هذا الدين أربعة عشر قرنا لا نعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على رؤية واحدة فإن أعضاء مجلس كبار العلماء يرون بقاء الأمر على ما كان و عدم إثارة هذا الموضوع و أن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ما تراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة , إذ لكل منهما أدلته و مستنداته . أهـ
و الذي ينبغي لأهل هذا الموقع عدم عرض مثل هذه الأقوال المخالفة و التي توقع الناس بالشك يحسبون أن هذا المتكلم من أهل العلم .
أسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح وأن يوفقنا والمسلمين لقيام ليلة القدر على الوجه الذي يرضيه عنا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عيد بن محمد الرميح الشمري
حائل ـــ جبه