[ALIGN=CENTER][COLOR=red]وعكة فكرية ![/COLOR]
الكثيرُ منا - مع الأسف - يُعاني ، لكن الطامّة : حين تشعرُ بالمعاناة .. و تنصحُ الأصحاء بالذهاب إلى "الطبيب"
وليس وحدهم الأطباء من يمتلكون عنصر الإستشفاء من شتى الأمراض بعد الله ، سوى أن يفهم المريض .. أنه مريض !
حتى يستجيب - بهدوء - إلى العلاج !
اللُغة "الرخيصة" التي يُداوم على كتابتها - و قرائتها - كثير من المُفلسين .. أثبتت أنها نتاج "وعكة" فكرية مُزمنة ..
كمُعظم الأمراض - العصرية - في هذا الوقت بالتحديد ، لكن مثل هذه الوعكات لم تكن آنية بقدر ما هي ترسبُات أزلية في حقب
زمنية ماضية حملها المُصابون بها .. لتُصبح أشبه بـ "فايروس" ينقلُ عدواه .. من عقل إلى : آخر !
حين تتحدثُ عن صنف من صنُوف هذه "الوعكة" التي تُصيب الفكر و بالتالي يُصاب المنطق بإنقلاب جزء من المفاهيم
العقلية ، فإن الناتج هو توجيه المريض - المُصاب - لك : باللبرلة .. و التخوين .. و التكفير ..
هذا في حال أن كانت وعكته مُتلازمة للفهم "السيء" عن التدين و الإسلام .. و الأخلاق ! ، و أن من أخلاق المُسلم ألا
يُخوّن .. أو يُكفر .. أو أن يُخرج صاحبه من : الملة !
أما عندما تسوء الخدمات المُقدمة لك في وطنك ، و تنتقدُ جهة ما نقداً بناءاً .. فيرتفعُ مُعدل الوعكة ليتحول إلى مرض مُتفرع
بإسم : مرض "الوعكة الخدماتية" ، و عليك - عزيزي القارئ - أن تستخدم بعضاً من المُعقمات المُرطبة لكثير من التلوثات
التصريحية في الإعلام .. و التي إعتادت أن تستفز "عقلك" و فهمك ، لا أكثر من ذلك .. و لا غير !
يُقال أن الطب .. تطوّر ، و رُبما أن ضريبة هذا التطوير هو مزيداً من "وعكات" الأفكار الراهنة التي أنتجت لنا صوراً عديدة
من تلك العقول المُتحجرة ، و المُتقلبة على موائد "المفطحات" و التي دوماً ما تستلهمُ مُتعتها في : الوعيد و النذير !
عليك أخي المُصاب بهذا الداء المُزمن .. الذي يتسللُ إليك ، أن ترى عقلك في : المرآة !
و تتفحصُ كل ملامحك الداكنة بأفكارك المُضمحلة عن الحياة .. و الفكر .. و الرفاهية .. و الحُرية .. و : الكتابة أيضاً !
ليس من الصّحة أبداً :
أن تتحدث عن "الدواء" الناجع .. لتنصح به : السوي ..
أو أن : تكتب عبارة فكرية ما ، و أنت لم تتخلص بعد من وعكتك !
ولتكون صحياً أكثر .. تأمل أكثر مما ترى !
وحاول قدر المُستطاع أن : تتحرر من كل الفايروسات التي جعلتك "تعطس" ببعض
أفكارك القبيحة .. عن : الجمال ! ، حتى تبصر بشكل جيد .. و تُفكر بصورة : أجمل ..[/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد آل مساعد
كاتب سعودي
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]