[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الدخلاء على التربية الخاصة !![/COLOR]
ليس بالضرورة ان تتخصص في التربية الخاصة حتى تفتي فيها ، هذه مقولة احد زملائي الذي يعمل كأخصائي نفسي في احدى المدارس ، ورغم ان عمله مرتبط بذوي الإعاقة الفكرية الا ان قصده كان وراءه الكثير من المعاني التي بإمكانك ان تتطلع عليها عبر التعمق في وسائل الشبكات الاجتماعية التي كشفت مداخل الكثير من اصحاب العلوم الاخرى للاستفادة من حاجة الأسر للاستشارة والاستفتاء في مشكلات أبنائهم وخاصة الإعاقة الفكرية والتوحد .
ان التربية الخاصة تكاد لا تخلو من عوائق مختلفة تنخر في جسدها بوزارة التربية والتعليم او في إدارتها او حتى ببرامجها الميدانية بالمدارس والمعاهد ، فلم تقف فقط على دخلاء التربية الخاصة ولكنها ستظل احدى المشكلات !
من الجميل ان تجد المشاركة من مختلف التخصصات لتقديم الخدمة بشكل لائق للطالب كلاً حسب تخصصه وهذا ما يفترض القيام به ، ولكن المشكلة في اقتحام الدور التربوي الذي يقوم به المعلم المتخصص من قبل اصحاب التخصصات الاخرى عبر تقديم المشورة التربوية للأسرة دون فهم لها او لأبعادها ، لقد وصلنا لدرجة نجد فيها حتى بعض متخصصي التربية الخاصة في تداخل دون احترام تخصص الاخر في تقديم المشورة للمستفيد والأسرة والمجتمع !
أيضاً عند النظر لبرامج الدمج تجد بعض مديريها ووكلائها يفتون في أمور فنية كثيرة تخص المعلم من خلف مكاتبهم طبعاً كتصنيف الطلاب وطريقة إيصال المعلومة وغيرها بعيدين كل البعد عن المشهد التربوي الخاص بذوي الإعاقة ، وبالرغم من نيلهم 20٪ كبدل للتربية الخاصة تجد كامل الجهد على المعلم الذي يحصل على 30٪ فقط !
مشكلتنا ليست في إعطاء شخص ومنع اخر بل في عدم وجود ضوابط وشروط فعالة تفرض على الجميع وأولهم المدير والوكيل وغيرهم للقيام بالواجب المفترض تجاه المستفيدين من ذوي الإعاقة المخدومة .
ان عدم وجود مظلة تحتوي هذا التخصص الإنساني العظيم والمتمثل في المجلس الاعلى لذوي الإعاقة المعطل منذ اكثر عشرة أعوام ابرز عنصر قد يجعل هذا التخصص والمستفيدين منه ايضاً في دوامة ضائعة مليئة باكثر من وزارة وجهة ومسؤول !
ان ما تعيشه الأسر من واقع انخفاض مستوى الخدمات الاستشارية يؤثر بشكل كبير على تلقي الخدمة مستقبلا ، ما نحتاجه مبدئيا هو احترام هذا التخصص وأصحابه لتحسين المستوى التربوي للطفل الى حين يتم تنظيم هذا الدور الاستشاري بشكل معترف به على مستوى عالي تتم إدارته بشكل رسمي .
سبق ان التقيت بأسرة تلقت استشارة من متخصصة في تقنيات التعليم وضعتهم في مأزق صعب بسبب عدم تشخيصهم للطفل في وقت مبكر ، وقس على ذلك في باقي التخصصات ، أيضا على مستوى مسارات التربية الخاصة فمن تخصص بالتوحد لن يستطيع خدمة الاطفال صعوبات التعلم تربويا والعكس صحيح .
وتذكر عزيزي المختص ان الامر عندما يخصك او يخص احد أبنائك او احتياجاتك فأنت اول من يذهب للأكثر تخصصاً حتى وان كان الامر بسيطا ، فما بالك بمستقبل أطفال لهم الحق في الحصول على الاستشارة السليمة من الشخص الصحيح .[/ALIGN]
[COLOR=blue]ابراهيم السويلم
عضو هيئة تدريس بكلية التربية-جامعة حائل
" صحيفة عين حائل الإخبارية" خـاص[/COLOR]