[ALIGN=CENTER][COLOR=red]مواصلين ![/COLOR]
السمة - الغالبة - لكثير من المُجتمع إن لم يكن كله ، هو حُب السهر ..
تعرفُ أنك تقطن بلدة أو مدينة سُعودية بأهلها الساهرين على أي شيء ! ، حتى ولو تحلق مجموعة من الأفراد حول حطب مُشتعل في مساء "الصيف" الحار ، و ذلك كي يظل الجميع ساهراً بلا "نوم" ، أو .. راحة !
نحنُ علاقتنا بالنوم ، علاقة سيئة للغاية !
لا ننام .. نظن أننا لو أغمضنا أعيننا لكسب "نوم" هانئ و مُريح ، أننا خرجنا عن طبيعتنا ..
و في الأصل أتفق تماماً مع أحد الكتاب الذي وصف معظم السعوديين بأنهم : كائنات ليلية ! ، و هذا واقع مُرائى في شتى الأمكنة في مُدن و مناطق المملكة ليلاً .. حيث يصحو الكثير ، و لا ينام سوى المُسنين في أكثر الأحوال !
لا أعرف فئة مُنتظمة لدينا في نومها بشكل صحي و آمن .. سوى الخادمات !
حتى "العجائز" تعلمنَ السهر مُؤخراً ، و بعضهن فتحنَ حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي لمواكبة الحالة الإجتماعية التي إعتادت أن تقضي جل يومها في سهر .. و فوضى .. و "فضاوة" ! ناهيك عن فراغ عاطفي كئيب و موحش ، يصفُ المُعاناة الحقيقية لمُجتمع ، جعل النوم ، آخر إهتماماته ..
أتسائلُ ، لماذا كل هذا العناء ؟
و الجواب ببساطة .. لأننا لا زلنا مُجتمعاً غائباً عن ثقافته الصحية ، و البدنية على حد سواء !
بينما تسود ثقافتنا الراهنة و الأزلية معاً ، في أننا إن أردنا النوم ، فكأنما نُعاقب أنفسنا .. و نفوّت فرصة سهرنا على فراغات - وقتية - بالية و تجلب المرض و العديد من الحالات النفسية التي تُخفض من الروح الطامحة دوماً و تُعزز فرصة الإصابة بأمراض الإكتئاب و الإحباط المستمرئ ..
تأملوا :
ما قبل بدء يوم دراسي جديد ..
كيف أن الكبار و الصغار سوياً ، يذهبون إلى أعمالهم ومدارسهم : مواصلين !
هذا إن لم تكن إدارة المدرسة ذاتها بدءاً من المدير و حتى "الفرّاش" لم يناموا ليلة البارحة ، و هي الليلة التي تسبق موعد اليوم الأول في بداية العام .. ليس فرحاً بهكذا يوم يمقته الناس جميعاً .. لكنه بسبب أن العقل لا يفهم أو يعي .. كيف ينام مُبكراً و متى ، و لماذا ؟ و كأن المُجتمع بحاجة إلى تعريف .. بما هو "النوم" !
السؤال الأخير :
متى تنتهي خُصومتنا مع الراحة .. و ننام ؟![/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد آل مساعد
كاتب سعودي
" صحيفة عين حائل الاخبارية " [/COLOR]