[ALIGN=CENTER][COLOR=red]طلاب يصححون إجابات زملائهم [/COLOR]
في موسم الامتحانات يتضاعف الجهد المطلوب من المدرسين والمدرسات فيسهرون الليالي لتصحيح الإجابات وفي الصباح تجدهم في قاعات الامتحانات يعملون على مراقبة الطلاب والطالبات أثناء أدائهم الامتحانات، وهم في نهاية هذا الموسم يحرصون على أن يقدموا نتائجهم في موعد محدد، حرصاً على إعلان النتائج للطلاب والطالبات الذين ينتظرونها بفارغ الصبر .
بعض المدرسين والمدرسات، للأسف الشديد، يقومون بالتنسيق مع آخرين قد يكونون من أقربائهم أو من أصدقائهم أو غيرها من الجهات الأخرى التي لا علاقة لها بالجهة التي يعمل فيها هذا المدرس وذلك لمساعدتهم في تصحيح أوراق الإجابات، خصوصاً الأسئلة التي تقوم على مبدأ اختيار إحدى الإجابات أو وضع علامة صح أو خطأ أو غيرها من نماذج الأسئلة التي لا تتطلب وضع إجابات طويلة أو عمليات رياضية تحتاج إلى قراءة وتدبر وتمعن لإعطاء الدرجة الصحيحة، فهم يقومون بعمل صورة من الإجابة النموذجية وتقديمها لمن حولهم لمساعدتهم في التصحيح من خلال مقارنة تلك الإجابة النموذجية بإجابات الطلاب.
والبعض يستعين بهؤلاء في تجميع درجات الإجابات على الأسئلة، فتراه يقوم بتوزيع أوراق الإجابات على عدد ممن حوله ويطلب منهم أن يقوموا بمساعدته في تجميع الدرجات للأسئلة الموجودة في ورقة الإجابة ووضعها، والبعض الآخر تجده يطلب من آخرين أن يقوموا برصد الدرجات في السجلات ونقلها من أوراق الإجابات إلى الكشوف، وهكذا تجد كثيراً من القصص التي تسمع عنها تارة وتراها بعينك تارة أخرى.
ومع التقدير والإجلال لدور المعلم ومكانته وما يقدمه من جهد كبير، إلا أنه بهذا التصرف يقضي على كثير من المبادئ والأسس التي تقوم عليها العملية التعليمية والتربوية، ولكم أن تتخيلوا أن بعض من تسند إليهم مثل هذه المهام من قبل بعض المعلمين هم من طلاب المرحلة المتوسطة أو حتى الابتدائية، وقد يفيد بعض هؤلاء المعلمين أن هؤلاء المساعدين دورهم فقط في الرصد وهم لا يتدخلون في أي شيء آخر، وأن هناك مراجعة وتدقيقاً من قبلهم لما يتم تدوينه، لكني أعتقد أن القضية قضية مبدأ، وأرجو من هذا المعلم أن يتخيل ما شعور هذا الطالب الذي سهر الليالي وبقي يذاكر طوال الفصل الدراسي عندما يعرف أن من يقوم بتصحيح ورقة الإجابة لديه هو طالب في المرحلة الابتدائية؟ وهل يضمن هذا المعلم ألا يقوم هذا الطالب بالتحدث مع زملائه في المدرسة ليخبرهم أنه قام بتصحيح أوراق إجابات طلاب في مدرسة أو كلية أو حتى جامعة؟
إنها أمانة ومسؤولية أتمنى من بعض المعلمين الذين يسلكون هذا المسلك أن يعيدوا النظر في مثل هذا الأسلوب الذي وإن ظنوا أنه يساعدهم على توفير أوقاتهم، إلا أنه في المقابل يقتل كل شعور بالمصداقية والثقة بنفوس الطلاب.
إن موسم الامتحانات موسم حساس يجب أن يراعي فيه المعلمون كثيراً من الأمور وفي مقدمتها أوراق الإجابات ومن قبلها الأسئلة التي قد يستغل البعض تصرفات بعض المعلمين في تسريبها ونشرها أو حتى بيعها، وكثيراً ما نسمع بين فترة وأخرى وجود مثل هذه الأحداث، ولعل آخرها قيام مدير إحدى الجامعات بتشكيل لجنة للتحقيق في واقعة تغيير أسئلة بحجة تسريبها قبل الامتحانات.
ما يحدث للمعلمين والمعلمات قد يحتاج إلى إعادة نظر وتقييم، فبعضهم مطلوب منه أن يقوم بتصحيح أوراق الامتحانات ورصد النتائج لمئات من الطلاب في وقت ضيق وقصير، ما قد يضطره للجوء إلى مثل هذه الأساليب والتصرفات غير المقبولة وهذا ليس عذراً للمعلم، ولكني أعتقد أن مثل هذه الحالات موجودة وتحتاج إلى دراسة وتقييم وعلاج حتى لا تنتشر وتطور إلى أن تصبح ظاهرة في المستقبل، لا سمح الله.[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT][COLOR=blue]إبراهيم محمد باداود [/COLOR][/ALIGN]