[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]حب الوطن وقيادته الكريمة من حب الله [/COLOR]
الوطـن هو قلب الإنـسان وفؤاده ..!
يولد صغيراً ذلك الوطن ,,
فيستشق الرظيع هواء وطنه الجمـيل
وتدخل مشاعر (الحب) مع أول نسمة هواء يستنشقها,, فيصرخ ذلك الطفل من هذا الشعور والإحساس الغريب !!
ولكنه لم يكن وحيداً إذ تحتظنه والدته للتهدئة من روعه وإحساسه الأمان العاطفي ..
يرضع ذلك الرضيع أولى قطرات الحياة من ثديي أمه فيتنفس الحنان من صدرها الدافيء .. ويتحسس تلك المشاعر بشغف وشوق ومن هنا تنطلق رحلة الحيـاة !!
يبدأ الطفل شيئاً فشيئاً يستشعر الحياة فمن حنان الأم والأب في أعوامه الست الأولى يدخل بعدها إلى رعاية وطنه الكبير اللذي ولد فيه ..
فيلتحق ذلك الصغير في الصفوف المدرسيه وكما ولد في الحياة باكياً قبل أن تحتظنه امه بصدرها الهاديء الدافيء فيهدأ الخوف من قلبه .. أيظاً تتكرر المشاعر تلك عند دخوله أولى مراحل التعليم فيدخل الصف الأول باكياً فيحتظنه المعلم بمشاعره التربويه ويقدم له الهدايا والحلوى لتهدئة مشاعره ..
يتعلم بعدها الحروف العربيه والقرائة والكتابة ..
أيظاً ذلك المعلم والمربي اللذي احتظن الطفل الباكي في الصف الأول يتلقى رعايتاً كريمتاً هو الآخر تتسلل تلك الرعاية بتوجيهات أبويه حانيه من أعلى فبتلكم الرعاية ينشأ ذلك الطفل وغيره ممن سبقه حتى يكون أداة بناء صالح ينفع نفسه ومجتمعه ودينه !!
وإني لأستغرب أيما وأشد الأستغراب شذوذ بعظ الشاذين ممن أنكروا وجحدوا تلك الرعاية الأولية اللتي تلقاها صغيراً وشرب من معينها فتنكروا لقلوبهم قبل أوطانهم وأمهاتهم وآبائهم فنصبوا العداء لأنفسهم ووأطانهم وسلطوا ألسنتهم لهجاء أوطانهم وأهلهم بعد أن بلغوا من مراحل العمر مبلغه وهو اللذي يكون به من قدم له الرعاية الأوليـه بحاجةٍ إليه أكثر! ورد العرفان والجميل ..
والإستغراب أيما الإستغراب أنه يفاخر بالعلم اللذي يحمله وما وصل إليه من تفهم بل يسبق إسمه بحرف( الدال ) وكأن هذا الحرف قد سقط عليه من السماء.. أو أنه قد نسي تلك الطاوله الخشبية اللتي جلس عليها في الصف الأول وأنكر وجحد معروف من أعدها له ورعاه بها ..
وتسلل في التعليم مرحلتاً بعد مرحلة تتلقفــه الأيادي الكريمة تنشئتاً وتربيتاً وإصلاحاً ..
إذاً حب الله وحب الوطن مقترنان وحب قيادة الوطن اللتي رعته صغيراً وضمته صبياً ..
أتألم أيما ألم حينما أسمع في بعض القنوات الفظائية من ينصب العداء بالألسن لوطننا الجميل والأغرب أن من يتفوه بذلك هو من رضع الحنان على أرض الوطن .. فلو كان الأمر ممن لم يعش تلك اللحضات الجميلة في بداية العمر داخل وطننا لهان الأمر ..
دعوني أمثل لكم تجسيد الحب والولاء عند البسطاء ...
كان والدي رحمه الله تعالى مولعاً بالرحاب المقدسه وببيت الله المحرم كثير السفر إليها متمثلاً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( العمرة إلى العمره كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنــه) ..
وطالما عند السفر يصطحب معه من أهله من يريد العمره طوعاً لا إكراهاً ,,,
وكانت في محيط مجتمعنا تو جد إمرائتاً كبيرة بالسن قد لاقت من تعب الدنيا كثيراً ولكنها مع ذلك موقنتاً بالله على دين العجائز والشياب تصلها بوالدي صلة قرابة هذه المرأه قد تزوجت في بداية حياتها ثم تطلقت وبقيت كما يسميها العوام رملاء لايوجد لها ولد تسكن بجانب بيت أخ لها كريماً شهماً وهو المكان اللذي نشأة فيه صغيرة وعاشت تفاصيل حياتها بين أروقة تلك البلدة تحفظ من القرآن الكريم بعض السور القصيره اللتي تقيم بها عبادتها وصلاتها ..
وفي أحد المرات وعندما أراد والدي العمره عرض عليها السفر للعمره زيادتاً لها بالأجر ولكون المسافة ليست بالقريبه وولعها بوطنها يصعب عليها أن تفارقه أعني محيطها الصغير وبلدتها فأجابت هي على الفور بقولها على اللهجه العامية الدارجه ( والله ياشيخ وقفـة ٍ عند بــاب (جلعود) تسوى مكــه وما حولها) وجلعود هو أخوها ولم تقصد بتلك الكلمه الإستنقاص من قدر تلك المشاعر ولكن الحنين اللذي يراود فؤادها وصعوبة مفارقة ذلك المكان اللذي ألفته صغيراً ونشأة به إلى أن بلغة من العمر مبلغه ...
كذلك لم تدل تلك العباره على عدم تعلقها بحب الله ولكن الله تعالى موجود في كل مكان ( وهو معكم أينما كنتم )
هذه المرأه العجوز بعد أن طال بها العمر وحل بها التعب وأعياها المرض وعلى سرير الموت رحمها الله لبثت بضع أعوام لا تنطق إلا بقولها ( إيــاك نعبد وإياك نستعين ) آيه من سورة الفاتحه اللتي تحفظها .. حتى توفاها الله .. فجمعت بين حب الله وحب وطنها اللذي رفظت أن تفارقه حتى ولو إلى أعظم البقاع ..
كم هي من الأوزار اللتي يتحملها من يسلط لسانه على إيذاء وطننا وقيادتنا الرشيدة وعلماء هذه البلاد اللتي رفعت شعار لا إله إلا الله محمداً رسول الله في كل بقاع الأرض واهتمت بطباعة القرآن الكريم وتعليمه وتفسير معانيه ورعت المحتاجين ووقفت مع الظعيف والعاجز وأنشأة الرعايات الصحية والتعليميه والإجتماعية حتى الرياضية ترويحاً لأبناء الوطن ..
إذاً ماذا تريد يا من نصبت نفسك في الفضائيات بوقاً تحارب أهلك ووطنك ؟
إن كنت تزعم بإصلاح الخلل والتقصير فالخلل يقع بين أقفاص صدرك فاسعى جاهداً إلى استكشافه وإصلاحه ...[/ALIGN]
[COLOR=blue]زيد بن حمود بن مرشد السليمان
( صحيفة عين حـائل الإخبارية ) خـاص [/COLOR]