[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]للناجحين فقط ، ولمن يكره الناجحين[/COLOR]
لست مدافعاً عن احد ولست محامياً ، ولست مسؤولا عن اتجاهات الاخرين ، ولا ناطقاً اعلامياً لشخص معين او جهة ما ، ولكن الانفتاح الواسع لنوافذ الحياة جعلني أرى واسمع واتنفس وبالتالي أحلل وأفسر ، لذا كان من المهم الوقوف والتفسير والتعليق على بعض المواقف والاحداث ، ولعل ابرز ما يحدث حالياً في ساحة الثقافة والإعلام الحروب الضروس التي يشنها بعض الافراد المسلحين ببعض الحسد المدفون على بعض الاسماء المشهورة واللامعة على المستوى الديني او الاجتماعي او الثقافي وانتقاص نجاحاتهم لأجل ومن اجل الشهرة فقط .
ان المتتبع لما يحدث حالياً يجد بأن التهجم على اغلب الناجحين اصبح ظاهرة تطفو على سطح الصحافة والإعلام الجديد ، فكل من أراد ان يُعرف بين الأوساط ويصبح مشهوراً عليه ان يتربص لكل زله وينتقد كل خطوة ليس لاجل اسقاط مكانة البارزين في حياتنا بل لابراز انفسهم التي تعيش خلف الكواليس السوداء ، فعلى سبيل المثال كتابة تغريد واحدة او اكثر تحمل السب في طياتها لشخصية لامعة كفيلة لان تحول النكرة الى معرفة !
ان كل من شاهد او سمع عن تلك الهجمات العنيفة التي تظهر على شبكات التواصل الاجتماعي ايقن تماماً ان هناك اسباب مجهولة وراء اغلبيتها .
فهل هو خلاف للرأي ثم تطور واصبح خلافاً شخصياً ؟ ام هو اتباع لمبدأ كل من خالفني الرأي اصبح ألد أعدائي ؟ ام هو حقد دفين للنجاح والناجحين ؟
ان التوافق الفكري بين الاخرين خصوصاً بين المفكر والمتفكر والعالم والمتعلم ليس بالضرورة ان يكون ايجابياً دائماً ولا سلبياً دائماً ، لابد من الاختلاف في احيان والاعتراض في احيان اخرى مع الحفاظ على احترام الذات وعدم المساس بها ، كما ان التقليل من الاخرين ومن نجاحاتهم من خلال البحث عن زلاتهم او التقليل من نجاحاتهم هو انخفاض في مستوى التفكير قبل ان يكون انحلال في مستوى الأخلاق .
ما تشهده الساحة الان عبارة عن تربص عجيب لكل وقفة نجاح ، لكل عمل مبدع ، لكل تصرف إيجابي ، لكل شخص متميز .
ان المحرك الرئيسي لمثل هذه الممارسات في رأيي لا يخرج من عباءة الحسد المجتمعي التي ترى بعين النقص لما يملك الحاسد وبعين الكمال لما يملكه الآخرون .
ان المؤسف في ثقافة الانتقاد هو تحولها من انتقاد للفكرة الى انتقاد لصاحب الفكرة !
لماذا ؟ لانك ناجح ومتميز وتملك شريحة عريضة من المحبين والمعجبين بمستوى فكرك وطرحك وهذا ما لا يعجب الناقص الذي لا يثق بنفسه وإمكانياته !
تأكد عزيزي الناجح بأن اكبر مؤشر للنجاح هو ارتفاع حصيلة الأعداء " فلا تقلق " ، لانه لا يمكن ان تنجح والناس بعمومها راضية بنجاحك !
وختاماً تذكر ما قاله الأسطورة غاندي " اولا يتجاهلونك ، ثم يسخرون منك ، ثم يحاربونك ، ثم تفوز " .[/ALIGN]
[COLOR=blue]ابراهيم السويلم
عضو هيئة تدريس بكلية التربية-جامعة حائل
" صحيفة عين حائل الإخبارية" خـاص[/COLOR]