[COLOR=red]5 - أكتوبر [/COLOR]
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي ..
قم للمعلم وفِّه التبجيلا ...كاد المعلم أن يكون رسولا
قال ذلك شوقي في عصرِ تجلت فيه مكانة المعلم الى أسمى و أرقى درجاتها حتى أصبح رمزاً للمجتمعات من خلال ما يقدمه من جهد و بذل في سبيل بناء اللبنات الأولى للمجتمع .
5 اكتوبر من كل عام وفي مثل هذا اليوم يقام يوم المعلم العالمي من أجل تكريمه والتنويه بإنجازاته، وكلنا نؤمن بدوره وأهميته، والعبء الذي هو على كاهله في إبراز وتحقيق الأهداف التعليمية والارتقاء بالمستوى الأكاديمي والتربوي والثقافي.
يُعد المعلم/ة هو حجر الزاوية في العملية التربوية و التعليمية ولا يمكن لأي مشروع تعليمي و تربوي النجاح دون وجود هذه الركيزة الأساسية مهما بلغت مستويات التطور في أدوات التعليم و أساسياته , فإذا كنا نعتبر الطالب في التربية الحديثة هو محور العملية التعليمية ، فإن المعلم الناجح هو الذي يدير دفة هذه العملية بالطرق المناسبة التي تحقق الأهداف المخطط لها.
المعلم هو الركن الأهم في العملية التعليمية الذي ينبغي أن تذلل له السبل والعقبات لكي يبدع وينتج فعندما تكون وزارته خصما له في ديوان المظالم حينما يبحث عن حق من حقوقه المادية أو يطلب تحسينا لمستواه المستحق أو درجته الوظيفية النظامية أسوة بغيره من زملاءه المعلمين فلا ترجو بعد ذلك تطويرا ولا نهضة تعليمية .
وعلى وزارة التربية والتعليم وهي الجهة التي تُعنى بالمعلم أن تبذل كل ما أمكن في سبيل تكريم المعلم ورفع الروح المعنوية لديه لكي يستفرغ جهده ووقته للنهوض بأبناء وطنه وأمته على الوجه الأكمل وهذا أقل ما يمكن تقديمه لمربي الأجيال و باني نهضتها وكل ذلك ليس با الأمر المستحيل في ظل الدعم اللا محدود من حكومتنا في سبيل تطوير العملية التربوية بجميع أدواتها و وسائلها ومن أهمها المعلم .
عندما طالب رجال القضاء في المانيا الحكومة الالمانية برفع مرتباتهم ليصلوا الى مستوى المعلمين لانّ مرتب القاضي في المانيا اقل من مرتب المعلم بكثير وهو حق مشروع لهم المطالبة بمساواتهم بأقرانهم من المعلمين الذين يحصلون على رواتب اضعاف القضاة. ولمّا بلغ الامر الى قمة هرم السلطة التفيذية في البلاد وهي المستشارة انجيلا ميركل عقدت مؤتمراً صحافياً موسعاً لترد على هذه الفئة الحساسة في الدولة فقالت “كيف أساويكم بمن علّموكم”؟ وبهذه الاجابة المختصرة فانّ ميركل قد لقنت ليس قضاة المانيا ولا جميع القوى المهنية فيها وحدهم درسا اخلاقياً لا نظير له بل قدمت للعالم اجمع انموذجا راقيا لكيفية التعاطي مع هذا الانسان.
المعلم يريد حقوقه ولا غيرها , حقوقه المالية و الوظيفية الى جانب التأمين الطبي له و لأسرته شأنه شأن بقية موظفي قطاعات الدولة الأخرى ,يريد أمناً لحياته و لممتلكاته ليكون أكثر عطاءً لوطنه و أمته .
و أخيراُ نصيحة للزملاء في الميدان التربوي أقول لهم ..
مهما تكن الصعاب عقبات أمام مسيرتنا -أياً كانت وممن كانت -في بناء وطننا فأننا -بحول لله- قادرون على جعلها عتبات لصنع المجد الذي بالتأكيد سوف نفتخر به يوماً
وفقكم الله
[COLOR=blue]الاستاذ/ فهاد الشيحي
مدير مدرسة , مهتم بالشأن الأجتماعي و التربوي
خاص صحيفة عين حائل الأخبارية
تويتر / فهاد الشيحي @Abo1turke[/COLOR]