[ALIGN=CENTER][COLOR=red]هل الأجهزة الذكية تعيق طلابنا؟[/COLOR]
في الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات بعض المعلمين يشكون من انصراف طلابهم عن التعليم، ويعزون ذلك إلى أمور من أهمها انشغال الطلاب بما في أيديهم من أجهزة الجوال والآيباد وغيرها من الأجهزة الذكية، فأصبح الطلاب مهووسين بهذه الأجهزة، فما أن تحين فرصة إلا ويهرعون إليها متلهفين إلى ما يردهم من معلومات متدفقة عبر برامجها (واتسأب، كيك، تويتر، فيسبوك، ... إلخ)، وكم حدث صراع بين الطلاب ومسؤولي المدرسة بسبب اصطحاب الطلاب لهذه الأجهزة التي أبعدت الطلاب عن دروسهم وأشغلتهم عن العلم، وأصبحوا يلهثون وراء سرابها كما يرى بعضهم!
ومع تقديري لحرص الحريصين من المعلمين على طلابهم وحزنهم على إعراضهم، إلا أنه لابد لنا أن نقف أمام هذه الظاهرة مليا، لنتعرف على أساس المشكلة، وكيف يمكن التعامل معها.
في الماضي، كان المصدر الوحيد للعلم هو المعلم الذي يقوم بالإلقاء المباشر على طلابه وبينهما الكتاب المدرسي، حيث يعكف الطالب على قراءته بعد خروجه من المدرسة ليراجع ما أخذه من معلمه، ثم يعود في الغد إلى مدرسته ليتلقى من معلمه معلومات أخرى، وهكذا.
أما اليوم فلم تعد هذه الآلية كافية في طلب العلم ولا قادرة على الصمود أمام هذا السيل الجارف من المعلومات المحمولة على الحواسيب والأجهزة الذكية، ولم يعد المعلم المصدر الوحيد للعلم، ولم يعد الكتاب الوسيلة الوحيدة لطلبه. إننا يجب ألا نلوم الطالب عندما يتجه إلى ما يشده في هذه الأجهزة من صور ورسومات وطريقة إخراج بل ما يجده فيها من تفاعل وتجاوب تثير دافعيته وتلبي احتياجاته النفسية والمعرفية وترضي طموحه وتقدم له ما يريد وأكثر مما يريد.
لقد تعددت مصادر التعلم، فأصبح الطالب يستطيع الوصول إلى المعلومة بنفسه فيقرأها في مواضع شتى، ويستمع إليها بأصوات متنوعة، بل يراها مصورة أو مجسمة أو متحركة، ويستطيع أن يعلق عليها وينتقدها وأن يطرح أسئلته فيتلقى الإجابة عنها.
ومن هنا ظهر الاتجاه الحديث في التعليم لتوفير مصادر التعلم المتنوعة في المدارس وتجهيز قاعات لها تشتمل على مكتبة إلكترونية وأجهزة حاسوبية وسبورات ذكية وما تحتاجه من أدوات اتصال إلكتروني بالمكتبات الأخرى، وصاحب ذلك برامج تدريبية لتأهيل المعلمين على التعامل معها وإدارتها.
والآن، أما آن لنا نحن المعلمون أن نغير نظرتنا لعملية (التعليم/ التعلم)، وأن نطور أنفسنا لنصبح قادرين على التعاطي مع مصادر التعلم هذه، آملين أن نصل يوما إلى تكون هذه الأجهزة الذكية وسائل تساعدنا في عملية التعليم/ التعلم؟ فمتى يأتي اليوم الذي يصبح فيه المعلم قادرًا على أن يقول لطلابه في القاعة التدريسية افتحوا أجهزتكم على درسنا اليوم، ونفذوا نشاط الدرس على أجهزتكم، ودونوا ملاحظاتكم على أجهزتكم، وعند عودتكم إلى البيت ستجدون الواجب اليومي على أجهزتكم لتحلوه وترسلوه إلي وأنتم في بيوتكم لأطلع على حلولكم ثم نناقش ما توصلتم إليه غدا في المدسة وعلى أجهزتكم؟ يبقى الأمل معقودا على معلمينا وكل مسؤول عن تعليمنا، وما توفيقنا إلا بالله.[/ALIGN]
[COLOR=blue]د. عبدالله بن محمد البطي
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]