[ALIGN=CENTER][COLOR=red]أبعاد التقارب الغربي الإيراني ..[/COLOR]
كلنا يعرف الصحابي الجليل ( سلمان الفارسي ) الذي أشار في غزوة الأحزاب بحفر خندق حول المدينة ،وترتب على ذلك انتصار المسلمين و سميت تلك الغزوة بعد ذلك بالخندق .. استرشد بهذه الحادثة رغم أن سلمان الفارسي رضي الله عنه لم يكن من دهاة فارس ولا من عظمائهم .. بل كان رجلاً بسيطاً من الموالي ، فإذا كان هذا من عامتهم فكيف بدهاتهم .. وقد أدرك ذلك البعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال " اللهم اجعل بيننا وبينهم جبلاً من نار " .
إن هذا الإرث الاستراتيجي ، والدهاء السياسي ، والقدرة الفائقة على المناورة والمراوغة .. هي التي أفرزت هذا التقارب الغربي الإيراني بامتياز ، وهذا يحتم علينا الأخذ بأسباب التفوق وآليات المنازلة بشتى أنواعها السياسية والفكرية والتقنية . إن النفس الإيراني طويل المدى ، عميق السبر استطاع أن يصارع الدول الكبرى .. ويجعلها تدور في فلكه رغم محاصرته اقتصادياً و عسكرياً .. وذلك من خلال قوته الدبلوماسية النافذة .. والمتمكنة ، فقد استمر في التفاوض خلال السنوات الخمس الماضية من أجل اتفاق مبدئي مرحلي لمدة ستة أشهر فقط !! وهنا نتساءل كم تستغرق المفاوضات النهائية ؟! وعند الفرس الخبر اليقين !!.
أما مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في التقارب الإيراني .. فقد تبلور وظهر على مرحلتين .. الأولى: في مطلع الستينات الميلادية ، عندما أرادت أن توقف المد الشيوعي من الزحف إلى الشرق الأوسط ، والثانية: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .. حيث تشكلت قناعة لدى السياسة الأمريكية بأن التواصل مع الشيعة ( كما تعتقد ) تحقق لها مكاسب أمنية باعتبار أن المجتمع الشيعي له مرجعيته التي توجهه وتردعه ، بينما السني لا يلتزم – في الغالب – بفتوى ومرجعية محددة و باب الاجتهاد مفتوح له .. فمن الصعب السيطرة على الفكر السني .
ومن هنا علينا تغيير ثقافة المقاومة القائمة على السب والشتم ... ثم النوم العميق !! إننا بأمس الحاجة إلى الاصطفاف القائم على المشروع الوطني المتكامل الذي يجلي المشهد ، ويزيل الغشاوة .. عندها سيشرب الصفويون سراباً بقيعة يحسبونه زلالاً .. فإذا هو زعاف مبين .[/ALIGN]
[COLOR=blue]الدكتور , نايف مهيلب المهيلب
" صحيفة عين حائل الاخبارية " خاص[/COLOR]