[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الدعاية .. بلا وعي ..!![/COLOR]
الدعاية والإعلان فن وعلم لاتثريب عليهما .. عندما تأتي منسجمة مع إرث المجتمع وتقاليده .. أو على الأقل لا تتصادم معه .. ولكن هناك بعض الدعايات تأتي إسقاطاً غير مسئول .. من موظف غير مؤهل .. وتاجر .. يبيعنا بثمن بخس .. على مرأى ومسمع من الجميع .
ولعلي أسوق مثالاً لدعاية ( أرز أبو كأس ) فإنك عندما تغادر مدينة حائل الجميلة بطبيعتها .. الرائعة بأهلها ومطارها .. الذي يتقدم يوماًَ بعد آخر .. تقابلك لوحة ترتفع بضعة أمتار كتب عليها (صدقني .. رايح تشتاق لي أكثر) ولو أردنا أن نحلل هذه العبارة ونسبرها من الناحية السيكولوجية .. لوجدنا أنها بدأت (بصدقني ) وهذه الكلمة لها بعدها النفسي لأن الأصل عدم التصديق .. وبعدها الدلالي لأن الصادق لا يقول (صدقني) و فيها من الاستجداء العاطفي الشيء الكثير ... بالإضافة إلى كلمة (رايح) التي تعتبر غير مقبولة من الناحية اللغوية كما أنه أصدر حكماً بأنك ستشتاق إليه من أي شيء أخر .. وكأننا سلمنا بذلك ... وهنا دعوة .. إلى أن ننظر إلى الدعاية والإعلان بلغة ناقدة .. وعقلية متأملة، بعيداً عن التلقي والاستسلام .. وهنا وقفة تأملية .. كيف تختزل المنطقة بتوديع أرضها و أهلها وجبالها ، و إنسانها .. بل وتقاليدها وعاداتها .. بالشوق إلى ( أرز أبو كأس ) ؟! إنها رسالة سلبية للمنطقة .. وإن كنت لا أسئ الظن .. بمن تبنى ولكن له منى كل العتاب . وإن أبناء المنطقة قبل أن يعرفوا ربط أحزمة السفر في الطائرة ، هم الذين ربطوا بطونهم أيام الفقر والعوز .. إننا عندما نغادر هذه المنطقة الغالية ( كجزء من الوطن الكبير ) نشتاق لأهلها وعاداتها وتربتها .. وجبالها ووديانها .. وليس إلى هذا الوافد ( أبو كأس ) ومن هنا أقترح تشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة لإقرار تلك الدعايات والإعلانات ومدى مناسبتها و موافقتها لتقاليد المجتمع .. بالإضافة إلى ضرورة وجود إعلانات على طريق المطار .. من قبل هيئة السياحة ، و أمانة المنطقة .. تحاكي واقع المجتمع .. وتبرز إيجابياته، وتعكس الروح والنفس الحائلية ... مقدراً لكل العاملين في هذه المنطقة والساهرين على راحتها [/ALIGN].
[COLOR=blue]الدكتور / نايف بن مهيلب المهيلب
" صحيفة عين حائل الاخبارية " خاص[/COLOR]