[ALIGN=CENTER][COLOR=red](التنمويون الجدد) [/COLOR]
من أجمل الأشياء أن يكون القانون هو الفيصل عندما نختلف في المسائل النظامية فهو المرجع الرسمي لتسيير العملية التنموية , هذا القانون بُنيا ليتماشى مع الكل الصغير والكبير الوضيع والرفيع الفقير والغني ولا يستثني أحداً ويسيّر المجتمع وفق إطار معين لا يزيغ عن هذا الإطار إلا هالك من خلال مِظلة المؤسسة الحكومية عين الرقيب المُهاب . وهو أمر ليس بالهين , يحتاج لرجال مخلصين وعمل دؤوب وجهد مضاعف . وكل ذلك يندرج تحت نصوص القرآن الكريم والسنّة المطهرة التي حثت على إتقان العمل والإحسان لرعيّة وفق متطلبات العصر قال تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إِلَى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.وقال تعالى (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وما روي عن ابن عمر من حديث الرسول صلى الله علية وسلم : (كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته... ) الحديث.
والأدلة ذات الروابط المتصلة لا يسعها هذا المقال . هذا التأصيل الرباني في قواعد العمل لا يعطي مجالاً للشك في أن إخلاص العمل وإتقانه مطلبٌ شرعي , فلا تستقيم الحياة البشرية إلا بالتنظيم الصحيح المبني على الإخلاص والكفاءة المهنية . وللأسف غاب هذا الجانب عن كثير من المسئولين في بلادنا حتى كاد العاقل أن يصدق أكاذيبهم التي تجتاحنا كل يوم كغثاء السيل .إلا أن الله جعل لنا عقول نُميّز بها الحق من الباطل فالوقائع على الأرض خير برهان . مَن المجنون الذي يريد أن يصدق أمانة منطقة حائل وهي تلتهم الأراضي شمالاً وجنوباً بحجة التطوير؟ ومعظم الشباب في تلك المنطقة - وغيرها من المناطق - أصبح هاجسهم الأزلي هو قضية السكن. تطورون لمن ؟ أليس المواطن هو المستفيد من التطوير ؟ ألم يكن المواطن هو المستهدف من تلك المشاريع الكمالية ؟ مالذي أيقض ضمائركم من مراقدها اتجاه ترفية المواطن وأعمى بصائركم اتجاه مقومات الحياة الأساسية ؟ ألاء تعلمون أن المواطن بحاجة للأساسيات قبل الكماليات وكل الإحصائات والدراسات تقول أن60% من المواطنين لا يملكون سكن بالإضافة إلى أن هناك تقرير صادر من صندوق النقد الدولي في يوليو الماضي تحدث بإسهاب عن تدهور قِطاع الإسكان بالمملكة العربية السعودية. ما لذي يجعل تلك الأمانة تفشل في تحديد أولوياتها ؟ إن العشوائية وسوء التخطيط وتداخل الاختصاصات تؤدي إلى نتائج كوارثيه في عملية البناء الوطني , فالفجوة بين التطوير النوعي الكمالي والتوفير الأساسي في البناء زادة اتساعاً ولا يمكن تجاهل تلك المعضلة , وقد كان الأمل معقود بتلك الأمانات في كل المناطق بتلافي تلك المشكلة من حيث تهيئة السكن بالطرق الميسرة والمعمول بها في النظام أو المعمول بها كما في الدول المجاورة , لكن شيئاً من هذا لم يحدث وبقيت تنميتنا عرجاء حتى تبخرت كل الآمال , هذا التناقض ولد حالة من الإحباط لدى شريحة كبيرة من المجتمع بدأ هذا الإحباط يزداد إلى أن طفا على السطح وأصبح ظاهرة مرئية ومسموعة ومقروءة ولتلافي هذا السخط المتنامي سارعت المؤسسة الحكومية لتْخاذ تدابير علها تحُد من المشاكل التي اختلقها فشل المسئولين أو طموحاتهم أو..أو.. فأُنشِئت وزارة الإسكان وأُلقي على عاتقها تركه تنوء بحملها الجبال , ومع الزخم الإعلامي الكبير لهذه الوزارة بدأ الأمل يعود لكن جنون تلك الأمانات لا يقف عند حدٍ معين وكأنها تختبر صبر الحليم . فقد قامت بوضع الكثير من العقبات أمام هذا الكيان الوليد حتى توقف العمل في بعض المشاريع وجُمد بعضها الآخر وأصبحنا ندور في دائرة مُفرغة . لا نريد أن نظن فيكم ظن السوء فإن كانت تلك عقولكم في التنمية ماذا تركتم للمجانين .
كنّا نمني النفس بأرض وزارة الدفاع التي تبرع بها الأمير سلطان رحمه الله بصيص الأمل المتبقي لكن مهنية الأمانة بمنطقة حائل أدق مما نتوقع رفضت كل ذلك وأبت إلا أن تشترك في العملية التنموية والتهمت ما تبقى من أمل , وصدق القائل ( شر البلية ما يضحك )[/ALIGN]
[COLOR=blue]طلال عبدالله الجهني
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]